بيروت تغلي
بلغ الغضب اللبناني ذروته، اليوم (الأربعاء)، وشهد وسط بيروت مواجهات بين محتجين ورجال الأمن، على خلفية غلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني وعشوائي. وخلال اجتماع للجان مجلس النواب لمساءلة الحكومة على هذه الأوضاع، وصلت الوفود المحتجة، وفي مقدمهم العسكريون المتقاعدون من كل المناطق إلى ساحة رياض الصلح، للتعبير عن غضبهم، وعند محاولتهم اقتحام الشريط الشائك، تصدت لهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وبدأت حالة الغضب في عدد من المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، (الثلاثاء)، إلا أنها انحسرت مع تراجع سعر الصرف لما يقارب 30 ألف ليرة، إذ سجل 142 ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد.
من جهته، قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، بعد اجتماع لمجلس الأمن المركزي: «نمرّ بظروف حساسة وبالتّالي أي تفلّت أو طابور خامس قد يؤدي إلى نتيجة سيئة. وما يجري جرّاء تردي الوضع الاقتصادي لسنا سببه والحلّ يكون بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة التنفيذية».
بدوره، حذر مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، من أن انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئاً فشيئاً في الوطن، مؤكداً أن المواطن هو من يدفع ثمنها. وقال، في تصريح له: إن المطلوب هو الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل الغد، لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة. وأعرب المفتي عن أسفه أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر. في غضون ذلك، استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري أمس، وفد صندوق النقد الدولي، الذي يزور لبنان حالياً برئاسة ارنستو ريغو راميريز. وجرى خلال اللقاء التباحث في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية الإقليمية، وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها بالإضافة إلى القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.