«بيغ تايم».. أفق جديد في مسيرة «الترفيه»
مسنودة في ذلك بفكر ووعي مبدعها الأمير محمد بن سلمان الذي تجلت عبقريته في إبداع هذه الرؤية بكل ما تحمله من طموحات بلا سقوف، واختيار العناصر البشرية القادرة على إنزالها إلى أرض الواقع، وتجسيدها بهمة وعزيمة واقتدار، فتكاملت للرؤية، بذلك، كل أسباب النجاح، وفاقت غيرها بهذين العاملين؛ حسن التخطيط، وفاعلية التنفيذ المنضبط بجداوله الزمنية الموضوعة.
ويطل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بوصفه أحد العناصر البشرية المجسّدة لـ«الرؤية» فيما يتصل ببرنامج جودة الحياة على وجه الخصوص، فقد استطاعت «هيئة الترفيه»، ووفقاً لتخطيط الرؤية، أن تحدث تغييراً كبيراً في المفاهيم، وتدير بوصلة الاهتمام، وتجعل من المملكة مرتكزاً مهماً فيما يتصل بالفنون، والترفيه، باستضافة نجوم العالم في كافة مجالات الفنون؛ الغنائية، والدرامية، والرياضية، وغيرها. بجانب سرعة إنجاز الإنشاءات الداعمة لذلك من مسارح، ودور للترفيه، وملاعب ذكية، في زمن قياسي، وبمواصفات عالية أبهرت العالم وكانت محصلة ذلك توطين السياحة في المملكة، بوصفها إحدى موجهات ومستهدفات الرؤية.
وظلت «هيئة الترفيه» تقدم المفاجآت تلو المفاجآت في ساحتنا يومياً، غير أن إعلانها مؤخراً عن إنشاء صندوق «بيغ تايم» الاستثماري، المخصص لرفع جودة المحتوى العربي في إنتاج وتوزيع وصناعة الأفلام، التي يشارك فيها كبار نجوم الفن من الوطن العربي، يمثل بظني تحوّلاً جديداً في مسيرة الهيئة عموماً، ومسار الترفيه في المملكة على وجه التخصيص، إذ يضع جميع المنخرطين في هذا المجال أمام تحدٍّ جديد، يستوجب تغييراً جذريّاً في المفاهيم، يخرج بالمبدع السعودي من محطة المستهلك للفن، أو المقلّد له، إلى المشارك الأصيل في حركته، المدرك لدوره، فإعلان المستشار آل الشيخ عن مساهمة «هيئة الترفيه» في صندوق «بيغ تايم» راعياً رئيسياً، مع وزارة الثقافة راعياً مشاركاً، إلى جانب مجموعة من الشركات المتخصصة في المجال، وهي «شركة صلة استوديو، والوسائل، والعالمية، وروتانا للصوتيات والمرئيات، وبنش مارك، وبيسكوير للإنتاج الفني»، بهدف الاستثمار في أهم الأفلام السعودية والخليجية والعربية، في المرحلة الأولى، والتطلّع للمساهمة في الأفلام العالمية، يرفع من سقف الطموح، ويضع ذوي الاختصاص من الجانب السعودي في تحديات مهمة، تتطلب وعياً جديداً، يشمل تغيرات جذرية في بنية الوعي بأهمية الترفيه، والعمل والاستثمار في هذا المجال.
على سبيل المثال؛ فالحاجة إلى معاهد متخصصة في الدراما والتمثيل باتت ملحة، مسبوقة بإعداد مسارح ودور عرض تناسب الواقع الجديد، وتتوافق مع الاشتراطات العالمية في هذا الجانب، وأن يكون للقطاع الخاص حس المغامرة للدخول في استثمارات نوعية في مجالات الترفيه، وبخاصة في مجال إنتاج الأفلام
ولعلنا لا نتجاوز المطلوب لو تطلعنا إلى تضمين أساسيات الدراما وكافة الفنون في مناهجنا الدراسية، مع تفعيل دور المسرح المدرسي، ورعاية المواهب بشكل علمي مدروس يضمن لنا جيلاً جديداً قادراً على التعاطي مع المتغيرات المواكبة لرؤية 2030.
إن الأجندة المبشّرة التي ساقها المستشار تركي آل الشيخ عن قائمة الأفلام التي سيدعمها صندوق «بيغ تايم» الاستثماري، ترفع من سقف الطموح والتوقّع، وتضع كُتّاب السيناريو السعوديين أمام تحدٍّ جديد لرفد السينما السعودية بأفلام نوعية مواكبة لمثيلتها العربية ومنافسة للمستوى العالمي، والاستفادة من المنتج الروائي السعودي الكبير، الذي تعددت مشاربه، وتنوعت مجالاته، خاصة أن العديد من الروايات السعودية قد حظيت بجوائز عالمية، ووضعت بصمتها في الأدب العربي والإنساني، ولم تتم الاستفادة سواء في السينما أو التلفزيون، وهو ما يعد خللاً يجب تداركه والعمل على الاستفادة من هذا المخزون، كذلك أرى أن هيئة الترفيه بهذا التوجّه الجديد وضعت أهل الدراما السعودية أمام تحدٍّ مهم في تجاوز النشاط الموسمي الرمضاني، والذهاب باتجاه الإنتاج المستمر، بروح تواكب تطلعات ومستشرفات ومستهدفات رؤية 2030.
نجدد التهنئة لمعالي المستشار تركي، على هذا التوجّه الجديد لمسار الترفيه، وتوجيه بوصلة دعم الحركة الترفيهية والفنية بين المملكة ومصر بما يعود على البلدين بالنفع المثمر في مقبل الأيام.
ولعل البداية المفرحة التي تهم عشاق الفن ما أكده المستشار تركي آل الشيخ عن قائمة الأفلام التي سيدعمها صندوق «بيغ تايم» الاستثماري، منها فيلم «الست»، وهو سيرة ذاتية عن المرحومة أم كلثوم، التي لا زالت حية في قلوبنا عصية على النسيان عشنا معها أجمل سنوات العمر ولا يزال لها مكان عليٌّ في قلوبنا وقلوب الأجيال المتعاقبة
متأكد أن الإبداع هو ديدن هيئة الترفيه مما ينبئ بفيلم سيكون على قدر وعظمة الست وهي التي غنت (فضلت أعيـش بــقلوب الناس وكل عاشــــق قلبي معاه).