ترامب يكرس انقسام الجمهوريين ويخطف الأضواء

كرست المناظرة الأولى للمرشحين على بطاقة الحزب الجمهوري للتنافس على سباق الرئاسة الأميركية، وغياب الرئيس السابق دونالد ترامب عنها حالة الانقسام والاستقطاب الشديدة التي زرعها داخل الحزب.
ترامب الذي تعمد الغياب عن المناظرة بدعوى انه يتفوق على منافسيه لفارق كبير حسب استطلاعات، كان حاضرا بقوة في مناقشات خصومه المرشحين للحزب الجمهوري، والذين تباينت آراؤهم ومواقفهم حول عدد من القضايا، خلال مواجهتهم الإعلامية الأولى، ولعل هذا ما أراده الرئيس السابق، خصوصا انه وبعد ساعات قليلة على المناظرة، تعمد تسليم نفسه إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا لمواجهة تهمة «الابتزاز» ومحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في الولاية، ليستأثر بالتغطية الإعلامية ويحتل العناوين.
وشارك في المناظرة حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، وحاكم ولاية داكوتا الشمالية، داغ بورغوم، ونائب ترامب السابق، مايك بنس، بالإضافة إلى السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، والسيناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية تيم سكوت، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، والحاكم السابق لولاية نيوجيرسي كريس كريستي، والحاكم السابق لولاية أركنساس، آسا هاتشينسون.
وأشــارت صحيفــــة «نيويورك تايمز» إلى أن خصوم ترامب السياسيين حاولوا خلال اللقاء تحقيق المكاسب وجذب اهتمام الناخبين الموالين للمرشح الذي يتقدمهم في استطلاعات الرأي.
واعتبرت أن «اللحظة الأكثر دراماتيكية» خلال اللقـــاء، جـاءت عندما سئل المرشحون إن كانوا سيدعمون ترامب حتى لو أدين في التحقيقات الجنائية التي يواجهها، وفيما صوتوا جميعا بنعم، قال كريستي، وهاتشينسون، إنهما لن يدعماه.
أكثر من ذلك، فقد بدأت المناظرة في ميلووكي بولاية ويسكونسن بعد دقائق من بث مقابلة مسجلة لترامب مع الإعلامي اليميني المتطرف تاكر كارلسون، عبر منصة اكس.
وهاجم ترامب منافسيه المشاركين في المناظرة، وكذلك الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وقال ترامب منذ الدقائق الأولى من المقابلة المسجلة مسبقا مع كارلسون: «قررت أنه من الأنسب لي ألا أشارك في المناظرة». وأضاف: «هل أجلس هناك ساعة أو ساعتين.. وأتعرض للمضايقة من أشخاص لا يجدر حتى أن يكونوا مرشحين للرئاسة؟».
ورد الملياردير على مدى نحو 45 دقيقة على أسئلة كارلسون الذي يجسد الأوساط الأميركية المحافظة، في مقابلة شملت مواضيع متنوعة وغير متوقعة أحيانا مثل وفاة الملياردير جيفري إيبستاين في السجن، وقال عنه ترامب «أعتقد أنه انتحر على الأرجح»، وعلاقة الرئيس السابق مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
لكنه ركز انتقاداته بشكل خاص ومتكرر على بايدن الذي هزمه في انتخابات 2020 والمرشح لولاية ثانية. وقال عنه «لا أظن أنه سيتمكن من الوصول إلى النهاية لكن لا أحد يعلم» مضيفا: «أعتقد أن وضعه الذهني أسوأ من وضعه الجسدي، ولا يمكن القول إنه بطل رياضي». واتهمه بتسخير قدرات وزارة العدل لعرقلة محاولته الوصول إلى البيت الأبيض.
وعـــــن خصومـــــه الجمهوريين، رأى ترامب أن حاكم فلوريدا ديسانتيس «حالة ميؤوس منها»، وأعرب عن «خيبة أمله» حيال نائبه السابق بنس.
كذلك، تحدث ترامب عن برنامجه مؤكدا أنه في حال انتخابه ستكون أولويته «إغلاق الحدود» مع المكسيك للحد من الهجرة التي تمثل موضوعا حساسا في الولايات المتحدة.
وسئل عن احتمال نشوب حرب أهلية أو نزاع في الولايات المتحدة، فأجاب «لا أدري»، وتابع «ثمة مستوى من الحماس لم أشهده من قبل. ثمة مستوى من الكراهية لم أشهدها من قبل، وهذا على الأرجح مزيج سيئ».
وعن التهم التي وجهت إليه وبلغت 4 محاكمات جنائية مقبلة وأكثر من 90 تهمة جنائية، آخرها الموجهة له في جورجيا طالته و18 من أعوانه، قال إن هذه التهم «تافهة ولا معنى لها ومفتعلة».
هذا، وسبق ترامب في تسليم نفسه الى سجن فولتن بأتلانتا في ولاية جورجيا «سيئ الصيت»، محاميه السابق ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني المتهم بمساعدة ترامب على التلاعب بالانتخابات، الذي قام بتسليم نفسه لسلطات ولاية جورجيا التي أطلقت سراحه لاحقا بكفالة قدرها 150 ألف دولار.
وشددت الإجراءات الأمنية قبل وصول ترامب إلى سجن مقاطعة فولتون وهو معروف بأنه غير آمن ويفتقر لشروط النظافة وموبوء بالحشرات، ويشمله تحقيق تجريه وزارة العدل بعد وفاة عدد من السجناء فيه.
وقبل توجهه إلى السجن، قال ترامب في تصريحات على منصته «تروث سوشال»: «لم يقاتل أي أحد من أجل نزاهة الانتخابات مثل الرئيس دونالد جاي ترامب.. لأنني فعلت ذلك، سأتعرض بكل فخر للتوقيف في جورجيا».
ويواجه التهم أيضا كل من مارك ميدوز، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، وجون ايستمان وهو محام محافظ.