ثقافة تحمُّل المسؤولية !
وبقي الوضع غامضاً حتى صدور تقرير رسمي، وضح أن سبب التسمم هو وجود بكتيريا ملوثة في إحدى عبوات منتج المايونيز، المُصنع في أحد المصانع الوطنية، الذي تم إيقافه وسحب المنتج من الأسواق.
ولم يوضح التقرير ما إذا كانت كافة عبوات المايونيز التي أنتجها هذا المصنع أصابها التلف والضرر أم أنها عبوة واحدة فقط. وهنا لا تكون المشكلة بسبب الإنتاج وإنما بسبب سوء التخزين، وهذا قد يجعل المطعم مسؤولاً.
تعاطف الناس المفهوم والمتوقع مع مطعم الوجبات السريعة والدفاع عنه باعتباره منشأة وطنية تعود ملكيتها إلى شباب من الوطن، وتوظف كوادر وطنية، لم ينتبه إلى كون المصنع المنتج للمايونيز هو الآخر منشأة وطنية تملكها كوادر وطنية وتديرها وتعمل فيها كفاءات وطنية، وتستحق هي الأخرى تبيان الحقائق بشكل واضح وجلي وكامل حتى لا يضار أحد.
ثقافة تحمل المسؤولية والاعتذار والشفافية لا تزال مسألة جديدة جداً في ما يتعلق بإدارة الأزمات في عالم العلاقات العامة بالنسبة للشركات والمؤسسات بمختلف مجالاتها.
بقدر ما تمثله الأزمة، أياً كان نوعها، من تحدٍ ومسؤولية كبيرة في التعاطي مع موضوع ثقيل ومحرج وصعب، إلا أنها لوما أُحسنت إدارتها فهي أيضاً تشكل فرصة ذهبية فريدة من نوعها لبناء جسور هائلة من الثقة والمصداقية بين الشركة والناس بصورة عامة، وهو ما يعني أن يكون نهج المكاشفة والشفافية معتمداً على احترام المتلقي وكسب ثقته.