جائزة مليون دولار لمن يكشف أسرار حضارة وادي السند الغامضة

من بين رموز غامضة تتنوع من سمكة تحت سقف إلى شخصيات بلا رؤوس، وسلسلة خطوط غريبة تشبه المجارف، تظهر أمامنا شفرة حضارة قديمة للغاية، ما زالت تحير العلماء لأكثر من 150 عامًا.
هذه الرموز جزء من نص غير مشفر يعود لحضارة قديمة ومزدهرة امتدت عبر ما يُعرف اليوم بباكستان وشمال الهند، وهي حضارة وادي السند.
في خطوة مثيرة، أعلن الوزير الأول لإحدى الولايات الهندية الشهر الماضي تقديم جائزة ضخمة قدرها مليون دولار، لمن يستطيع فك شفرة هذه الحضارة الغامضة، التي كانت في يوم من الأيام تنافس حضارات عظيمة مثل مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين.
أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة واشنطن، راجيش راو، الذي أمضى أكثر من عقد في محاولة فك هذا اللغز، يعتقد أن «فك شفرة النص قد يفتح أبوابًا لفهم أعمق حول فترة ما قبل التاريخ في جنوب آسيا».
حل هذه الشفرة أو اللغز قد يمنح العلماء فرصة نادرة للتعرف على تفاصيل الحياة اليومية لهذه الحضارة التي كانت تتمتع بتطور تكنولوجي مذهل في عصرها.
تمثل مدن وادي السند، مثل «موهينجو دارو» التي تقع في ما يُعرف اليوم بإقليم السند الباكستاني، نموذجًا فريدًا في تصميم المدن القديمة، تم بناء هذه المدن على نظام شبكي مشابه لمدن نيويورك وبرشلونة، مع أنظمة صرف متطورة وإدارة مائية كانت تعتبر «غير مسبوقة في تاريخ البشرية».
أخبار ذات صلة
وعلى الرغم من هذه الاكتشافات المدهشة، فإن معرفة البشر عن هذه الحضارة ما زالت ضئيلة مقارنةً بحضارات أخرى مثل مصر وبلاد ما بين النهرين، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى غموض النصوص التي تركها أهل هذه الحضارة.
وتم العثور على نحو 4 آلاف نقش فقط، مقارنةً بحجم النصوص الهائل في الحضارات الأخرى، ما يجعل عملية فك الشفرة تحديًا غير مسبوق.
اللغز لا يتعلق فقط بحل شفرة قديمة، بل هو معركة علمية حول أصل لغات الهند القديمة، وبعض الباحثين يعتقدون أن النص قد يرتبط باللغات الهندوأوروبية مثل السنسكريتية، بينما آخرون يصرون على أن النص يتعلق باللغات الدرافيدية التي كانت منتشرة في جنوب الهند قبل وصول المهاجرين الآريين.
على مدار عشرات السنين، خصص العديد من العلماء حياتهم لحل هذا اللغز المحير، ورغم التقدم التقني، ما زال الطريق طويلًا أمام هؤلاء الباحثين الذين يعتمدون على تقنيات تحليل الكمبيوتر والتعاون الدولي لكشف أسرار هذه الحضارة.
ويؤكد راو أن «حل الشفرة يتطلب جهدًا جماعيًا ضخمًا، ودعمًا ماليًا كبيرًا، فضلاً عن تعاون سياسي لحل النزاعات الحدودية بين الهند وباكستان».