جمال البلد.. وقبح المواقف
وأمسك كل مكان بماضيه من خلال أسماء الأبنية وملاكها، والمهن وعامليها وصانعيها، والأدوات ومن برع في صناعتها، والأقمشة ومورديها، والمساجد وأصحابها، والشوارع وأحداثها، وثبات الأشجار المستعصية على اليباس ظلت باقية.. كل زاوية، وركن احتفظ بمكانه وبطريقته الذاتية، كان للزمن الماضي أن يكفف رداءه، ويخلد للنوم الثقيل إلا أن زوار جدة التاريخية أسهموا في إسدال الحكايات بزوائد من ألسنة المتحدثين عن المكان، وما حدث فيه عبر السنوات المتعاقبة. وفي جدة التاريخية كل مكان له نبض وقصة، تؤكدان أن الماضي لا يموت مادامت الألسن تلوك سيرته.
كل شيء جميل هناك.. وكما يقول المثل الجداوي (الجميل ما يكمل)، وأهم معكر يصادفه زوار جدة التاريخية هي المواقف التي يلجأ إليها الزوار لإيقاف مركباتهم، وبالرغم من وجود موقف مجاني، على أرضية (شاورما شاكر)، وبمساحة شاسعة إلا أن كثافة الزوار جعلت الشركات الربحية تتنازع في كسب الأموال من خلال مشاريع تجلب المال حتى من الهواء العابر.
وقد تكون المواقف المحيطة بجدة التاريخية هي المنغص الجالب للكدر، والمانع من مضاعفة أعداد الزوار.
ومواقف السيارات في منطقة البلد (جدة التاريخية) تشرف عليها شركة (قطاع خاص)، وهناك مواقف أخرى تحيط بالمنطقة التاريخية، مثل: البغدادية، والشرفية، والرويس، وهذه المواقف تحت إشراف شركة أخرى.
وبين الشركتين ضاع الزوار، وضاعت متعة زيارة المنطقة التاريخية، فبعض الناس عندهم تطبيق إحدى الشركات، وإذا استخدم منطقة أو مواقف شركة غيرها يتم وضع الكلبشة على كفرات السيارة، ومن ثم المطالبة بدفع الغرامة.
والرسوم لا تتناسب مع أجر مكان يقف فيه المرء لساعة أو ساعتين، ويتضاعف سعر الغرامة لو أبقيت سيارتك في مكان يخص الشركة الأخرى.
وللقضاء على هذه الازدواجية.. يفضل تسليم كل المواقف لشركة واحدة، فكثير من الزوار وقع ضحية هذا التقسيم المكاني بين الشركتين، وأيضاً أكثر ضحايا هذين الموقفين هم السياح القادمون من خارج مدينة جدة.
والسؤال: من هو المسؤول عن ازدواجية الشركتين؟
الرجاء وكل الرجاء أن لا تقضوا على متعة جمال المدينة التاريخية من أجل مناصفة أرباح الشوارع.