جنين المدمرة تودع قتلى البيت والحديقة
أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا إنهاء عمليته العسكرية التي استمرت يومين في مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية المحتلة وحملت اسم «البيت والحديقة» والتي قتل فيها 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي، فيما شن طيران الاحتلال غارات على غزة ردا على إطلاق صواريخ من القطاع.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دنئيل هغاري ان القوات أتمت انسحابها أمس من مخيم جنين بعدما عثر على مخابئ ومخازن أسلحة ونفق تحت الأرض يستخدم لتخزين المتفجرات، مشيرا إلى أنه خلال العملية تم استجواب مئات المشتبه فيهم. وشوهدت أرتال مدرعات إسرائيلية تنسحب من جنين ومخيمها اللذين اتشحا بالسواد جراء الدخان الكثيف الذي غطى المباني التي لحقت أضرار بعدد كبير منها.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند نقطة تفتيش بالقرب من جنين «في هذا الوقت نكمل المهمة، ويمكنني القول إن نشاطنا المكثف في جنين لن يكون (مجرد) عملية وتنتهي».
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بدأ سكان المخيم الذين كانوا قد غادروه أثناء القتال في العودة إلى شوارعه المظلمة. وتفقد بعضهم الدمار الناجم مستخدمين إضاءة هواتفهم المحمولة.
وكشف نائب محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريح لوكالة أنباء الأناضول أن العملية الإسرائيلية ألحقت أضرارا جسيمة بمنازل مخيم جنين الذي يتكون من حوالي 1000 عقار بين شقة وبيت مستقل، ويسكنه نحو 15 ألف نسمة.
واضــــاف: «العــــدوان الإسرائيلي ألحق أضرارا بـ80% من منازل المخيم، بين تدمير كلي وجزئي وحرق وتخريب ممتلكات وإتلافها».
في غضون ذلك، شيع آلاف من الفلسطينيين بمشاركة ممثلين عن الفصائل جثامين تسعة قتلوا خلال العملية في «مقبرة الشهداء» بمخيم جنين، بينما نقلت ثلاثة جثامين لدفنها في قرى في ريف جنين. وبدأ آلاف من سكان مخيم جنين العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها خلال الهجوم الإسرائيلي وسط حالة دمار وأضرار واسعة في البني التحتية والمنازل.
ورصدت مقاطع فيديو أضرارا جسيمة بممتلكات سكنية وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه. في هذه الأثناء، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية «بعد دحر الاحتلال من جنين. كل الخيارات لإسناد جنين كانت على الطاولة… أوصلنا رسائل واضحة للعدو بأن المقاومة في الساحات كافة ليست في منأى عما يجري». من جهتها، حيت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي «ابطال معارك جنين»، وقالت «ان كتيبة جنين تتحدى المؤسسة الأمنية ورقابتها العسكرية بالكشف عن عدد القتلى والجرحى وما حصل مع جنود جيش الاحتلال».
في هذه الغضون، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن «الضربات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي استهدفت مخيم جنين للاجئين قد تشكل جريمة حرب».
واستنكرت الخبيرة الأممية «عمليات مكافحة الإرهاب» التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إن الهجمات لا تجد أي مبرر بموجب القانون الدولي.
وأكدت أن «الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل على أعمال العنف التي ارتكبتها على مدى عقود لا يؤدي إلا إلى تأجيج دورة العنف المتكررة وتكثيفها».
من جهة اخرى، شنت اسرائيل غارات جوية على غزة بعدما اعترضت خمسة صواريخ أطلقت باتجاه أراضيها من القطاع. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن الغارة استهدفت موقعا عسكريا لحركة حماس في شمال غزة من دون وقع إصابات. وقال الجيش الإسرائيلي إنه بعد بضعة ساعات من الانسحاب من جنين، أطلق مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة خمسة صواريخ باتجاه إسرائيل. وأضاف أنه تم اعتراض الصواريخ من دون سقوط ضحايا.