حرب غزة تدخل شهرها الخامس وواشنطن تواصل

واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس جولته في الشرق الأوسط سعيا للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي دخلت شهرها الخامس اليوم.
بدأ بلينكن جولته الخامسة في المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، من السعودية بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي وبحث معه تطورات الأوضاع في المنطقة، وكانت مصر محطة بلينكن الثانية ثم توجه إلى قطر، وهما الدولتان اللتان تقومان مع واشنطن بجهود وساطة من أجل الهدنة، ثم يتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
ويناقش بلينكن خلال جولته الجديدة في المنطقة مقترح هدنة أعد خلال اجتماع أواخر يناير في باريس بين رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين، ولم توافق عليه بعد لا إسرائيل ولا حركة حماس.
وأفاد مصدر في الحركة، بأن الاقتراح يشمل 3 مراحل وينص في المرحلة الأولى على هدنة تمتد على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني، مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة. إلا أن حركة حماس، أعلنت أنها تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة.
وتشدد إسرائيل في المقابل، على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد «القضاء» على حركة حماس وتحرير كل المحتجزين وتلقى ضمانات بشأن الأمن في أراضيها. وصرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «حماس لديها مطالب لن نقبل بها».
وسيشدد بلينكن في إسرائيل على ضرورة «الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية» في القطاع المحاصر الذي يواجه أزمة إنسانية كبرى. بموازاة المساعي الديبلوماسية والمحادثات، يتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 107 قتلى خلال 24 ساعة، مشيرة إلى ضربات جوية وقصف مدفعي في منطقتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه يخوض «معارك عن قرب» في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة.
وأكدت مصادر في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن المعارك تتركز في مناطق البطن السمين وحي الأمل وقيزان النجار بخان يونس. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس إن الجيش الإسرائيلي قام بإجلاء حوالي 8 آلاف نازح من مستشفى الأمل ومقر الجمعية في خان يونس. وبقي في المستشفى الذي تطوقه القوات الإسرائيلية «40 نازحا من كبار السن إضافة إلى حوالي 80 مريضا وجريحا و100 من الطواقم الإدارية والطبية، وحياتهم مهددة بخطر الموت في ظل استمرار الحصار».
إلى ذلك، أجلي 8 آلاف شخص تقريبا من مستشفى الأمل المحاصر بالقتال في جنوب قطاع غزة، فيما علق نحو 300 شخص بينهم مسنون، حسبما قال الصليب الأحمر أمس.
وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا خلال مؤتمر صحافي في جنيف «إن الوضع الإنساني في قطاع غزة أكثر من كارثي».
وأضاف: «ترك 8000 نازح كانوا قد لجأوا إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني التابع لنا في خان يونس أي مستشفى الأمل».
وتابع: «هناك أيضا حاليا نحو مائة مسن وأصحاب إعاقات لم يتمكنوا من مغادرة المستشفى و80 مريضا و100 موظف ومتطوع مازالوا في الداخل».
وقال توماسو ديلا لونغا إن مستشفى الأمل محاصر منذ أكثر من أسبوعين بمعارك محتدمة: «وتعرض للقصف عدة مرات».
هذا، وأعلنت الأمم المتحدة أن الوافدين الجدد إلى رفح لا يحصلون إلا على ليتر ونصف إلى ليترين من الماء يوميا لكل شخص للشرب والطهي وللنظافة الشخصية، محذرة من أن حالات الإسهال المزمن لدى الأطفال تزداد بشكل سريع.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأردني أمس أن الأردن وهولندا ألقتا مساعدات إنسانية وإغاثية على قطاع غزة.
وقال بيان صدر عن الجيش: «استمرارا للجهود الدولية التي يقودها الأردن في تنظيم ودعم إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأهل في قطاع غزة، نفذت القوات المسلحة الأردنية والقوات المسلحة الهولندية مساء أمس الأول إنزالين جويين مشتركين من خلال طائرات من نوع سي 130 على محيط المستشفى الميداني الأردني» شمال قطاع غزة.
وأوضح أن المساعدات تشمل «مواد إغاثية وإنسانية وطبية بواسطة صناديق مخصصة مزودة بمظلات موجهة بنظام جي بي أس».
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أمس ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 27585 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال منذ بدء الحرب.