«دفي» و«مردومة» الجبيل .. خزينة الثراء
وتعد منطقتي «الدفي ومردومة» خزينة الثراء لمملكة جرهاء التي تعود لآلاف السنين قبل الميلاد، وكانت عاصمة مملكة الجرهاء، التي ورثت حضارتي دلمون والآشوريين، وامتد نفوذها من شمال القطيف إلى جنوب الأحساء، ودامت من 650 قبل الميلاد، إلى 300 ميلادية، وعنيت بها الدولة الأموية، واستمر الاستيطان بها إلى القرن الخامس الهجري؛ أي قبل نهاية الدولة العباسية. وعُرفت بثرائها الواسع. وبحسب مؤرخين إغريقيين، كانت أغنى الولايات في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب، وأنّ سكانها امتلكوا تحفاً وممتلكات من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وأنّ منازلهم كانت باهظة التكاليف مطعّمة أبوابها وأسقفها بالعاج والذهب والفضة. ويُعزى ذلك إلى كونها مدينة مركزية للتجارة، عمل أهلها في صيد الأسماك وصناعة الطيب والعقاقير وعثر في هاتين المنطقتين على العديد من الآثار؛ منها الفخارية ومنها المعدنية والأواني التراثية وأواني الأطياب وغيرها.
وأطلق اسم الدفي لقرب هذا الجزء من خليج الدفي، وقامت الهيئة الملكية بالجبيل بالحفاظ عليه مع بقية المواقع داخل المنطقة الصناعية. وتقع تلال الدفي الأثرية داخل حرم الكلية الصناعية بالجبيل الصناعية بالقرب من مبنى الهيئة الملكية للجبيل، وتبعد عن مدينة الجبيل البلد بنحو 14 كيلومتراً، ويحيطها سور بطول 60000 متر مربع مقابل ساحل البحر، وترتفع التلال الأثرية من 5 – 6 أمتار عن سطح البحر.
فيما تعود تسمية (مردومة) نسبة لردم الساحل مقابل الموقع، إذ كانت التلال الأثرية تقع على سيف البحر مباشرة، وتقع التلال الأثرية قرب مدينة الجبيل البلد 23 كيلومتر شمال غرب، وغرب المنطقة الصناعية بالجبيل مقابل جزيرة القرمة على الساحل مباشرة، وتراوح ارتفاعات التلال الأثرية ما بين 12.5 متر و7 أمتار عن سطح البحر مما يتيح لسكان هذه المنطقة الإشراف على مدخل خليج مردومة، وتبلغ مساحة الموقع المسوّر نحو 638848 متراً مربعاً.