رئيس هيئة البحرين للآثار لـ«»: التعاون الثقافي بين الرياض والمنامة ركيزة في العلاقات
وعن أبرز أوجه التعاون بين البحرين والسعودية في المجال الثقافي، قال آل خليفة: إن التعاون الثقافي بين البلدين يشكل ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية، مستندةً إلى تاريخ مشترك وروابط أخوية عميقة تحت رعاية قيادة البلدين.
وحول أهم ملامح التعاون بين البلدين، أوضح أن من بين أهم ملامح التعاون إبرام مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين، ووزارة الثقافة في السعودية، وذلك في إطار الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي البحريني.
وخلال السنوات الماضية حقق هذا التعاون الكثير من المنجزات وحضوراً ثقافياً متنوعاً متبادلاً في مجالات التراث، الفنون، المتاحف، المسرح، الأدب والنشر، وغيرها.
وعن أثر الحضور السعودي في الحراك الثقافي البحريني، بيّن رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن الساحة الثقافية في البحرين تشهد حضوراً سعودياً متألقاً يعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين. وكان للسعودية حضور أثرى الحراك الثقافي البحريني، فكانت ضيف شرف في معرض البحرين الدولي للكتاب 2018، واستضاف متحف البحرين الوطني معرض «لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية»، وأيضاً استضاف مركز الفنون معرض «عزيمة» ثمرة التعاون بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومعهد مسك للفنون. وكان للسعودية حضور قوي ضمن مهرجان البحرين الدولي 32 للموسيقى مع تقديم الأوركسترا والكورال الوطني السعودي لحفلين ضمن المهرجان، وجاءت مشاركات الأوركسترا ضمن مهرجان الموسيقى والفنون الشعبيّة الخليجي، الذي أقيم في مملكة البحرين بالتعاون مع الأمانة العامّة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مضيفاً، أن لمملكة البحرين حضوراً فاعلاً في المشهد الثقافي السعودي عبر مشاركات متكررة ومتميزة. فكانت البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2019. كما شاركت هيئة الثقافة في مهرجانات ثقافية في المملكة العربية السعودية، مقدمة فعاليات عكست التنوع الثقافي البحريني، مثل موسم الطائف ومهرجان المسرح الخليجي 14 والمهرجان السينمائي الخليجي.
وعن أبرز العمل المشترك في مجال التراث بين السعودية والبحرين، قال آل خليفة: إنه على مدار السنوات الماضية كان للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي تعاون كبير مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، خصوصاً مع هيئة التراث، إذ تم تنظيم العديد من ورش العمل المشتركة في البحرين والسعودية وعبر وسائل الاتصال المرئي حول مواضيع مثل «آليات ومفاهيم اتفاقية التراث العالمي» لعدد من الاختصاصيين والمنتسبين لهيئة التراث، وتقييم التأثيرات العمرانية المختلفة على مواقع التراث العالمي وذلك في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية، الدورة العربية الإقليمية لبناء القدرات في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه بتعاونٍ ما بين المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وهيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية وكرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه بجامعة الإسكندرية، «التوثيق الرقمي للتراث العالمي في المنطقة العربية» كجزء من مبادرة «الغوص في التراث» التي تمولها وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية وتنظم بتعاون مشترك بين مركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو وكرسي اليونسكو للتراث العالمي وإدارة السياحة المستدامة في المنطقة العربية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين، برنامج «بناء القدرات لإعداد خطّة إدارة موقع (درب زبيدة) كموقع تراث مشترك عابر للبلدان» بدعم من وبالتعاون مع هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة السعودية، مسابقة الأفلام القصيرة «حكاية أثر» التي تقام بتنظيم مشترك مع هيئة التراث السعودية، وبالتعاون مع كرسي اليونسكو للتراث العالمي وإدارة السياحة المستدامة في المنطقة العربية، وبدعم من «حي جميل»، وبرنامج بناء القدرات حول دمج أهداف التنمية المستدامة في جهود تطبيق اتفاقية التراث العالمي بالدول العربية، والذي تم تنظيمه على مرحلتين من قبل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وهيئة التراث بالمملكة العربية السعودية وبالتعاون مع المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) وفريق العمل المعني بأهداف التنمية المستدامة التابع له واللجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع «الايكوموس السعودي»، والهيئة الملكية لمحافظة العلا واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وبمشاركة واسعة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أرجاء الوطن العربي.
مبيناً، أن مهرجان ليالي المحرّق موسم ثقافي سنوي، ويأتي ضمن «أعياد البحرين» واحتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
مسار اللؤلؤ
المهرجان من تنظيم هيئة البحرين للثقافة ويقام المهرجان خلال ديسمبر، وأقيم ما بين 5 و30 ديسمبر 2024. وتقام فعالياته في مختلف أجزاء موقع مسار اللؤلؤ الذي يصل طوله إلى 3.5 كيلومتر في وسط المدينة التاريخية. ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق سيتمكن الجمهور من زيارة جميع بيوت المسار، وهي مفتوحة طوال العام، وتقدّم فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تحكي قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في مملكة البحرين، وسط أجواء مفعمة بالثقافة والتاريخ والأصالة، ووسط بيوت وساحات ومراكز زوّار المسار المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وبين أزقة مدينة المحرّق المسجلة في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، سيعايش الزوّار ليالي مليئة بالإبداع والتراث والفنون. كما أن مهرجان ليالي المحرّق يعكس روح المحرق التاريخية ويعيد إحياء ذاكرتها كعاصمة البحرين الأولى ومركز تجارة اللؤلؤ الأكبر في الخليج. الفعاليات الممتدة على طول مسار اللؤلؤ، المسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تجعل من المدينة مساحة نابضة تجمع بين التراث والحداثة في بيئة فريدة من نوعها.