سورية.. تبديل المواقف !
من المهم أن نتفهم أثر البيئة الحاضنة لهؤلاء المحاصرين داخل سورية طيلة سنوات استبداد النظام، فهم مسلوبو الإرادة والحرية داخل سجن كبير يديره نظام قاس لا يعرف الرحمة، وليس صائباً أن يصدر من يعيشون في الأمان والسلام الأحكام على من يعيشون بين ذراعي وتحت مخالب النظام !
الشجاعة والتضحية ليست صفة عامة أو أساسية في كل إنسان، وعندما يخشى المرء على حياته وسلامته ومعيشته فإن انحناءه للعاصفة يكون مفهوماً، خاصة إذا اقترن بتجرع مرارة ضعف الحيلة النفسية وتنازع الأفكار وقسوة معايشة الأحداث الدامية والجرائم المرتكبة !
لذلك من واجب السوريين اليوم أن يرفعوا عنوان المصالحة والتسامح وتجنب إصدار الأحكام على المواقف والآراء الشخصية التي صدرت في ظل سطوة النظام، خاصة من كانوا بلا حول ولا قوة ولا يملكون خياراً، وأن تقتصر المحاسبة الجنائية أو المعنوية على من جعلوا باختيارهم من أنفسهم أدوات فاعلة للنظام، جاهروا بشعاراته وشاركوا بأعماله الوحشية ضد الأبرياء وتبريرها والدفاع عنها ممن سقطت أوراق توتهم وتعروا بمواقف مخزية في مساندة النظام والدفاع عن أعماله الوحشية، وقد أصدر التاريخ أحكامه فيهم ولن تطهرهم أو تبيض صفحاتهم السوداء أي اعتذارات أو تبدلات في المواقف المعلنة !
باختصار.. سورية الجديدة ما زالت تعيش مخاض الولادة، وأمامها طريق طويل تملأه التحديات، ولن يجتازه السوريون إلا بوحدة الصفوف والنفوس والقلوب !