شراكة بين «كاوست» و«فرونتيرز يونغ مايندز» لتعزيز محتوى القراء الصغار
قد تكون المقالات العلمية دائماً صعبة الفهم بالنسبة للقراء الصغار؛ بسبب ما تحتويه من مصطلحات ومفاهيم معقدة، ولكن قولبة المحتوى العلمي بصورة قصص مبسطة وممتعة وسهلة الفهم للمفكرين الصغار قد تكون الحل الأنسب لمعالجة هذه المعضلة. وتبنياً لهذا النهج، دخلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في شراكة مع مجلة «فرونتيرز يونغ مايندز»، وهي مجلة أكاديمية غير هادفة للربح تنشر مقالات عالية الجودة في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات يتم تحريرها على نحو فريد من قبل الأطفال للأطفال (من سن 8 إلى 15 عاماً). وتهدف هذه الشراكة المتميزة لإلهام طلبة المدارس والعلماء الصغار الناطقين باللغة العربية في المملكة العربية السعودية وخارجها لدخول عالم الاكتشاف والبحث العلمي من خلال إشراكهم في عملية النشر والتحرير.
يشار إلى أن شراكة كاوست مع مجلة «فرونتيرز» انطلقت في عام 2020 لإنتاج مقالات علمية للقراء الصغار على موقع المجلة باللغة العربية. وحتى الآن، كانت جميع هذه المقالات عبارة عن تراجم. تقول رئيسة قسم التوعية التثقيفية في «فرونتيرز» لورا هندرسون « كانت كاوست شريكاً مساهماً لنا منذ بداية نسختنا العربية من المجلة، ومن خلال دعمهم الكريم، أنشأنا منشورات علمية مكثفة باللغة العربية منذ منتصف عام 2021».
ولكن في 17 أبريل 2023، نشرت هذه المبادرة أول مقال علمي أصلي بالعربية، بعنوان «قصة البكتيريا المخادعة: من البقاء على قيد الحياة إلى التسبب في الالتهاب الرئوي!»، بقلم أستاذ علم الأحياء الدقيقة الجزيئي البروفيسور يوسف أبو كويك، والمتخصصة في علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة الدكتورة تسنيم القعدان، وكلاهما من جامعة لويزفيل بالولايات المتحدة الأمريكية.
تقول النائب والمشارك الأعلى لرئيس الجامعة للتقدم الوطني الاستراتيجي الدكتورة نجاح عشري «هذا المقال العلمي الافتتاحي المكتوب والمراجع باللغة العربية هو ثمرة تعاون كاوست مع فرونتيرز لتمكين القراء الصغار من إدراك المفاهيم العلمية المعقدة. فمن خلال الإشراك المبكر في تحرير المحتوى العلمي لأبناء الوطن وغيرهم من المفكرين الصغار الناطقين باللغة العربية، فإننا نضمن امتلاك المنطقة للكوادر اللازمة من قادة المستقبل في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات».
إشراف طلبة الدكتوراه في «كاوست»
تتوفر مقالة «قصة البكتيريا المخادعة: من البقاء على قيد الحياة إلى التسبب في الالتهاب الرئوي!» للقراء الناطقين باللغة العربية والإنجليزية على الإنترنت. وتتحدث عن البكتريا الفيلقية، وهي بكتيريا تعيش في الماء ويمكنها الانتقال إلى البشر من خلال قطرات الماء الملوثة والتكاثر داخل الخلايا في رئتي الإنسان، ما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
يذكر أن ثلاثة أطفال، من بينهم سعوديان، شاركوا بمراجعة المقالة. كما قام طالب دكتوراه في «كاوست» بالإشراف عليهم وتقديم التوجيه اللازم حول كيفية جعل المقالة واضحة وممتعة للأطفال كما هو الحال مع جميع مقالات «فرونتيرز» الأخرى.
وتؤكد الدكتورة سمية البرادعي التي تخرجت من «كاوست» في عام 2022 بدرجة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي، وكانت واحدة من المشرفين العلميين للمقالة أنها كانت تجربة فريدة وقيمة وفرصة كبيرة لنقل المعرفة وتشجيع الابتكار في اللغة العربية، تقول «الاستثمار في العلماء الصغار الواعدين هو أفضل طريقة لتطوير اكتشافات رائعة في المستقبل. وسيكون لهذه المقالات العلمية الدقيقة والرائعة التي يحررها شبابنا تأثيرات كبيرة على تحقيق رؤية السعودية 2030 الهادفة لتطوير مجتمع نابض بالحياة واقتصاد مزدهر وأمة طموحة».
دعم المزيد من المحتوى العلمي العربي
تقول هندرسون إن مجلة «فرونتيرز» عازمة على تشجيع المزيد من الباحثين الناطقين باللغة العربية على المشاركة والتعلم من هذه التجربة الفريدة لمراجعة المقالات والأبحاث العلمية وما يعرف بمراجعة الأقران. ومن خلال هذه المبادرة تدعو المجلة حاملي الدكتوراه الناطقين باللغة العربية، من ذوي الخبرة في مراجعة الأقران والمجالات العلمية المتخصصة، للتقدم كمشرفين وموجهين، إضافة للباحثين الناطقين باللغة العربية الذين لديهم سجلات في نشر المقالات العلمية بالتقدم كمؤلفين.
ووفقا لهندرسون فإن العلاقة بين المجلة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستستمر في التطور لدعم المزيد من المشاريع والأنشطة الجديدة وتعزيز المكانة والحضور العالمي، بهدف إيصال أفضل الأبحاث الرائدة إلى أوسع جمهور عالمي ممكن، ما يلهم الجيل القادم من كبار العلماء. لمزيد من المعلومات حول دعم هذه المبادرة، يمكنكم التواصل مع «فرونتيرز يونغ مايندز» على البريد الإلكتروني [email protected].