شرق أوسط على حافة الهاوية
هذه التطورات وغيرها، دفعت وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى إرسال رسالة تهديد مباشرة لطهران فحواها أن أمام بلاده خيارين لا ثالث لهما بشأن التعامل مع الملف النووي؛ وهما: العودة إلى العقوبات أو الخيار العسكري.
واشنطن من ناحيتها، حذرت على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، من أن كل الخيارات متاحة على الطاولة لمنع إيران من الوصول إلى امتلاك سلاح نووي، مجدداً التأكيد على أن الرئيس جو بايدن مصمم على ألا تمتلك طهران أسلحة نووية.
نفس الأمر ذهبت إليه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، محذرة من أن الولايات المتحدة ربما تجد نفسها طرفاً في حرب أخرى بالشرق الأوسط، على نحو أقرب مما يظنه ساسة البيت الأبيض.
التحذير جاء أيضاً في مقال للكاتب الصحفي الأمريكي والتر راسل ميد، الذي شدد على أن مساعي النظام الإيراني نحو امتلاك السلاح النووي، وشراكته الوثيقة مع روسيا، تقرب الشرق الأوسط خطوات نحو حرب تكون الولايات المتحدة أحد أطرافها، رغم أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى بشدة لتجنب هذا السيناريو.
وإذا كانت الحرب قد تصب في مصلحة أطراف أخرى، فإن نشوب حرب في الشرق الأوسط من شأنه بحسب راسل تشتيت جهود وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي ستضطر إلى تقسيم الأسلحة المتاحة بين أوكرانيا والحلفاء في الشرق الأوسط، وبحسب الكاتب فإن هذه الحرب حال اندلاعها سوف تغير التوازن في مضيق تايوان لصالح الصين.
وانتهى الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع حمل روسيا وإيران على تجنب إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكنها قد تحاول اتخاذ سياسة قوية أملاً في ردع موسكو وطهران.
وسائل إعلام أمريكية أخرى، بدأت تنتقد طريقة الموقف الأمريكي في التعاطي مع نظام الملالي، مطالبة الولايات المتحدة أن تفعل مثل إسرائيل في ضرورة التصدي القوي والصريح لتهديدات طهران، بدلاً من سياسة «العصا والجزرة» التي لم تؤت أكلها مع إيران على مدى عقود، وأثبتت فشلاً ذريعاً حتى الآن، ولعل انهيار مفاوضات فيينا، والإخفاق في إنجاز (الصفقة النووي)، خير دليل على ذلك.
دعوات الإعلام والبرلمانيين الأمريكيين لا تتوقف عن ضرورة ردع إيران، والتأكيد على أن الولايات المتحدة ينبغي عليها ليس فقط مساعدة إسرائيل بل الانضمام إليها في اتخاذ أقوى الإجراءات لمنع طهران من تعزيز برنامجها النووي، والقضاء على أذرعها الإرهابية في المنطقة والعالم، قبل أن تفلت الأمور وتصل إلى ذروتها، ويشتعل الشرق الأوسط مجدداً بحرب لا تتحملها الأوضاع الراهنة بأي حال من الأحوال.