صباح الخير أيتها المعلّقة
البرنامج الشعري (التنافسي)؛ الذي تصل جوائزه إلى مليون ريال، أخذ طرفاً من كل شيء، وانطلق رغم أنه كان يسوّق لنفسه على أنه الأول أو الأكبر ظناً منه ومن القائمين عليه أن صيغة التفضيل هذه ستقنع المشاهدين والمهتمين الذين شارك البعض منهم ربما في مسابقات شعرية مهمة ليست بعيدة عن أرض برنامجنا الذي «كان العشم أكبر» في أن يرتب أجندته ويتريث في الانطلاق.
لا أعلم كثيراً عن الجودة، ولكن بلمحة خاطفة وبالسؤال الصادق القائم على المقارنة بين برنامجنا الموقر وبقية البرامج؛ التي لم يكن يمنعنا أي مانع من جعلها نماذج إما أن يُحتذى بها أو أن تكون لنا محل منافسة، ونقول: لدينا الإمكانات والقدرات في أن نقيم مسابقات شعر تليق بأرض المعلقات، والفكرة لا تعني بالضرورة أن نقع في فخ التقليد الأعمى، ولكن على الأقل ثمة ما كان له أن يخلص البرنامج من تبعات الخلط بين أجناس الشعر التي ما زال أحدها محل ريبة فيما إذا كان شعراً أم لا!
ثم إنه وبكل حب كان علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كانت القناة الثقافية التي ما زالت وليدة تحبو وهي محملة في الأساس بحمل تخصصها (الثقافي)؛ الذي هو تخصص نخبوي وغير جماهيري في الغالب؛ أقول كان علينا أن نسأل أنفسنا بكل حب ولا أدري لماذا أجد نفسي مضطراً لتكرار عبارة الحب هذه إذا ما كانت القناة قادرة أو لنقل جاهزة لإيصال برنامج مسابقة شعرية لكافة الجماهير العربية أم أن الكثير ما زال يجهلها ويجهل ترددها.
وليس ما تم ذكره هنا هو كل شيء من حيث تفاصيل الجودة التي قلت إنني لست خبيراً بها، وفي المقابل فلا دافع لكل ما ذكر إلا الشعور بأن لدينا القدرة على خلق ما هو أجمل وأمتع، كيف لا ونحن الأرض التي يمتد فيها الشعر من صحارى الشمال والوسط إلى جبال وبحور الجنوب ومن شطآن الخليج في الشرق إلى ساحلها في الغرب.
أخيراً؛ أختم برد صديقي الذي سألته عما إذا كان يتابع المسابقة أم لا؟ فأجاب: مسابقة يلقي فيها المتنافسون (صباح الخير) على بعضهم كل صباح في منصات التواصل الاجتماعي؛ ليست مسابقة.