فاروق كابلي: نصوم وراء الزير ونلعب معكارة
ألعاب لا تنسى
• ماذا يعني لك رمضان؟ وماذا في الذاكرة عنه ؟
•• رمضان شهر مبارك الصوم فيه مدرسة لتعلم الضبط والربط؛ لأن كل شيء فيه يعلم النظام والالتزام وتناول الطعام والشراب في وقت محدد موعده واضح أيضاً، وتتجلى في الصيام الوحدة الإسلامية وفي شهره يقوم المسلمون بأداء الفريضة في زمن واحد، إنه شهر الصوم كما هو في وقفة عرفات وفي الصلوات الخمس، الصوم تتجدد فيه الحياة، حيث تجدد خلايا الجسم بطرح ما شاخ منها وراحة للجهاز الهضمي بالتخلص من كل ما علق به الصوم، ويقوم الإرادة، ويشحن العزيمة، ويعمل على صفاء الذهن، والصوم تسكن فيه النفس الأمارة بالسوء، وبالتالي تنكسر حدة الجوارح من سمع وبصر وشهوة لانشغالها بهذه العبادة المباركة، وإذا جاعت النفس شبعت جميع أعضائه، وإذا شبعت جاعت كلها، وأهم هذه الفوائد تعود على الصائم في كل الأحوال، والصوم ركن من أركان الإسلام يقوم به المسلم بطاعة الله تعالى.
رمضان له ذكريات جميلة ونحن صغار في الحواري والأحواش و يحتفل الأطفال والأبناء من أبناء الجيران برمضان، بأهازيج وفرحه جابوه ما جابوه ويدورون في الحواري عند إعلان دخول الشهر، بأناشيد جميلة وفرحة من الجميع بقدوم الشهر الكريم، وأول ما يقوم به الأبناء عند الإعلان هو تهنئة الوالد والوالدة والأخوات والإخوان، والسلام على رؤوسهم وأياديهم. وحقيقة رمضان له ذكريات جميلة في الحارة، يتجمع الأطفال في ليالي رمضان، ويلعبون ألعاباً شعبية منها الوزرة والمعكارة والاري والعصفر وطيري، ألعاب جميلة حلوة يشغلون أوقاتهم بها، وفي تلك الفترة لا يوجد تلفزيون بل الراديو هو الذي يتحلق حوله الجميع لسماع المسلسلات التي كانت تأتينا من مصر، ويستمعون لها بشوق.
لا مكيفات ولا مراوح
• ما الذي بقي من ذكريات أول رمضان صمته؟
•• طبعاً كان الآباء والأمهات في البيوت يعودون أبناءهم على الصيام في سن مبكرة، وكنا نعتبر بأمر أولياء أمورنا في البدء بالصوم ونحن في سن السادسة أو السابعة من العمر، وكنا طلاباً في السنة الأولى ابتدائي طبعاً كان رمضان يأتينا في عز الصيف ولم تكن في تلك الفترة لدينا كهرباء ولا مكيفات ولا مراوح، والبيوت كانت شعبية ترش بالماء ونتحمل على صغر سننا ونذهب إلى المدرسة ونحن صيام، ولكننا كنا نأتمر بما يأمرنا به ولاة أمورنا، وكان هناك شيء يقال له صيام من وراء الزير من شدة الحر والقيظ ويشرب الطفل ويأتي إلى البيت يقول أنا صائم وهو صائم من وراء الزير كما يقولون حتى تعودنا وأصبحنا نصوم صيامنا كاملاً عندما بدأنا نكبر شيئاً فشيئاً.
على مائدة الإفطار
• ما الشخصية المحببة لك في رمضان؟
•• حقيقة الشخصية المحببة في رمضان عندما بدأ التلفزيون كنا نتحلق حوله لنستمع إلى أحاديث الشيخ علي الطنطاوي، وله برنامج اسمه «على مائدة الإفطار»، إلى جانب المسابقات الرمضانية القرآنية التي تبث من خلال التلفزيون، وأيضاً المسلسلات الشعبية والأغاني الشعبية.
• ماذا تقرأ خلال شهر رمضان؟
•• القرآن الكريم وهو أحد أهم برنامجي اليومي الحمد لله، لا بد أن يختم الإنسان في هذا الشهر الكريم على الأقل مرتين أو ثلاثاً؛ لأنه ليس هناك ما يشغله أكثر من تلاوة القرآن الكريم.
• ما الطبق الأثير على المائدة؟
•• الطبق الأثير الذي كان ولا يزال هو شوربة الحب والسمبوسه والبريك والماسية، تعمل من الحلى وطبق الفول أيضاً، يحرص عليه الأهالي في المدينة والشريك الحجري.