فلسطين والعالم.. لحظة اختبار تأريخية
محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وقد أشار أمينها العام، بحسب المنشور في الموقع الرسمي للمنظمة، إلى أنه بموجب ميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، فإن قراراتها ملزمة، وأكد أنه على ثقة من أن الأطراف سوف تمتثل على النحو الواجب لأمر المحكمة. وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، أنه وفقاً للنظام الأساسي للمحكمة، سيحيل الأمين العام الإخطار بالتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة إلى مجلس الأمن. وهنا ربما نكون أمام لحظة اختبار تأريخية لبعض الدول التي تلهج بضرورة حماية أمن وسلام الشعوب وحقوقها، وحمايتها من الاستبداد والإبادة، لأنها ستكون أمام مفترق مفصلي، إما أن تنحاز للعدالة في قضية عادلة للشعب الفلسطيني بإرغام إسرائيل على الامتثال لقرار المحكمة، وإما تسقط آخر ورقة توت تحاول التستر بها، وتفقد ما تبقى لها من مصداقية، وهي قليلة على أي حال.
لقد تبنت الدول الغربية وأمريكا في مقدمتها أسطورة الشعب المضطهد الذي تجب حمايته حتى لو كانت دولته عنصرية متطرفة تحتل أرضاً يملكها شعب آخر، وتمارس بحقه التنكيل الممنهج. هذه الذريعة المتهافتة، أي حماية الشعب المضطهد، لم تعد قادرة على التمويه بأن الغرب يحمي كياناً سياسياً صهيونياً تسبب في كل المشكلات التي تشهدها المنطقة العربية، والأزمات الإقليمية المتتالية، كياناً يضع أقنعة المظلومية وهو الظالم الحقيقي الأكبر، ويتجمل بمساحيق الدولة الديموقراطية المتحضرة وهو يتبنى أشد الممارسات البدائية بحق الإنسانية.
لقد بدأت شعوب العالم تعي حقيقة إسرائيل وتعبر عن رأيها، وذلك ما نراه الآن حتى في عقر دار الأب الروحي والراعي الرسمي، أمريكا. كما أن الدول بدأت تستوعب حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته المستقلة، وذلك ما فعلته مؤخراً النرويج وإسبانيا وإيرلندا، وسوف تتبعها دول أخرى نتيجة الجهود الدبلوماسية الكثيفة التي انبثقت عن القمة العربية والإسلامية غير الاعتيادية بقيادة المملكة. لقد تغيرت المعادلة العالمية بشأن إسرائيل، ولن تستطيع الدول الحامية لها الدفاع عنها إلى ما لا نهاية.