ماكرون إصلاح التقاعد لا يسعدني لكنه ضروري
خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن صمته امس إزاء الغضب الذي اثاره مشروع اصلاح قانون التقاعد، واقراره دون العودة الى الجمعية الوطنية (البرلمان)، مجادلا بأنه «ضروري للمصلحة الوطنية» وانه يضحي بشعبيته في سبيل المصلحة العامة. وقدر ماكرون أن يدخل إصلاح نظام التقاعد الذي يرفع السن من 62 الى 64 عاما، «حيز التنفيذ بحلول نهاية العام»، فيما تتواصل الاضرابات في عدة قطاعات حيوية بانتظار اليوم التاسع من الاحتجاجات التي دعت اليها المعارضة اليوم.
وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية عبر قناتي «تي اف 1» و«فرانس 2» استمرت 35 دقيقة، «هذا الإصلاح ضروري، إنه لا يسعدني، كنت أتمنى ألا أفعله، لكن لهذا أيضا التزمت بالقيام به». وأضاف «أنا لا أسعى إلى إعادة انتخابي.. لكن بين استطلاعات الرأي قصيرة المدى حول شعبيتي والمصلحة العامة للبلد، أختار المصلحة العامة للبلد». وتابع «إذا كان علي تحمل عدم الشعبية، فسأتحملها».
وأوضح أنه «ليس هناك حل» إلا العمل أكثر. وتمنى دخول الإصلاح حيز التنفيذ بحلول نهاية العام، «حتى تدخل الأمور في مسارها الصحيح».
وأثارت المقابلة غضب المعارضة والاتحادات النقابية. وندد زعيم حزب «فرنسا الأبية» اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون بـ «علامات الازدراء التقليدية» و«غطرسة» ماكرون الذي «يعيش بعيدا عن الواقع».
وقال رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور في الجمعية الوطنية، إن ماكرون «في حالة إنكار مطلقة»، مضيفا: «أخشى أن يكون قد أجج نارا مشتعلة جدا».
واعتبر الأمين العام لنقابة CGT فيليب مارتينيز، أن تصريحات ماكرون «مشينة ومحقرة لملايين الأشخاص الذين يتظاهرون (…) ما يقوله هو (كل شيء على ما يرام، أنا أفعل كل شيء بشكل جيد، ولا شيء يحدث في الشارع)».
في الاثناء، طلبت المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران إلغاء 30% من رحلاتها امس في مطار باريسأورلي و20% في المطارات الأخرى بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد.
وفي سياق متصل، قال مصدر في قصر بكنغهام امس إن الاحتجاجات في فرنسا ربما تؤثر على أمور لوجستية تتعلق بزيارة مزمعة لتشالز ملك بريطانيا لفرنسا الاثنين المقبل.