متمردو حركة إم23 يواصلون تقدمهم في الكونغو
تقدم متمردو حركة «إم23» نحو مطار عسكري رئيسي في جمهورية الكونغو الديموقراطية، في حين يتطوع شبان للدفاع عن عاصمة إقليمية ضد تقدم المتمردين.
وسيطرت الحركة على غالبية أراضي غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وتعهدت مواصلة الزحف إلى العاصمة كينشاسا.
وشكل الهجوم الذي استمر أسابيع تصعيدا دراماتيكيا في منطقة تشهد نزاعا منخرطة فيه عشرات الحركات المسلحة وأودى بحياة نحو ستة ملايين شخص على مدى ثلاثة عقود.
وتقول رواندا إنها تسعى للقضاء على مقاتلين مرتبطين بالإبادة الجماعية التي وقعت في العام 1994، لكنها متهمة بالسعي للاستفادة من مويوارد المنطقة، لاسيما المعادن المستخدمة في الإلكترونيات العالمية.
واصل مقاتلو حركة «إم 23» تقدمهمم جنوبا، حيث قالت مصادر محلية لوكالة فرانس برس إن القتال يتركز على بعد نحو 30 كيلومترا من مدينة كافومو.
وتحوي المدينة مطارا عسكريا استراتيجيا، وقد أنشأت فيها القوات المسلحة الكونغولية خط دفاعها الرئيسي على بعد 40 كلم إلى الشمال من بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو.
وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها البالغ» إزاء معلومات «موثوق بها» تفيد بأن متمردي حركة «إم 23» يتقدمون نحو بوكافو بعدما سيطروا على غوما.
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك «نشعر بقلق بالغ» بعد «ورود معلومات موثوق بها عن تقدم سريع لحركة إم23 باتجاه مدينة بوكافو».
وفي بوكافو البالغ عدد سكانها مليوني نسمة والتي تعد ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد غوما، شاهد مراسل فرانس برس طوابير طويلة من المتطوعين يصطفون للانضمام إلى ميليشيا كونغولية تقاتل إلى جانب الجيش.
وانخرط عشرات الشبان في تدريبات ميدانية داخل إستاد رياضي، غداة نداء وجهه وزير الداخلية الإقليمي للتطوع من أجل صد حركة «إم23».
وقال المتطوع جوفينال باهاتي موهيغيروا في تصريح لفرانس برس «أنا مستعد للموت من أجل بلدي».
ولم ترشح بعد معلومات واضحة تتصل بالهجوم السريع لـ «إم23»، لكن إلى الآن ما زال محدودا تصدي القوات الكونغولية التي تفتقر إلى التجهيز والمنخفضة الأجور، للحركة المتمردة.
ودخلت قوات رواندية وحركة «إم23» غوما قبل أيام، وخلال اشتباكات عنيفة استمرت أياما عدة وأسفرت عن أكثر من مئة قتيل، وسيطرت الحركة على غالبية أنحاء المدينة حيث استسلم كثر من الجنود الكونغوليين أو فروا.
وقال كورنيل نانغا، وهو قائد ائتلاف مجموعات تضم «إم23»، لصحافيين في غوما «نحن في غوما ولن نغادر».
وأضاف «سنواصل مسيرة التحرير وصولا إلى كينشاسا».
وفاقم الهجوم أزمة إنسانية مزمنة في المنطقة، حيث نزح أكثر من 500 ألف شخص بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وأعربت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة عن «قلقها البالغ إزاء نزوح مئات الآلاف من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية في غوما».