محادثات بناءة بين أذربيجان والانفصاليين حول

لم يصمد وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ كثيرا، حيث قالت روسيا إنها رصدت خمسة انتهاكات غداة إعلانه في اطار استسلام الانفصاليين الأرمينيين إثر هجوم مباغت لأذربيجان.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان امس «منذ التوصل الى اتفاق وقف العمليات الحربية، رصدت خمسة انتهاكات لوقف اطلاق النار في منطقتي شوشا (انتهاكان) وماردكرت (ثلاثة)».
وتحدث أروتيـــــون غاسباريان، وهو رجل أعمال من ستيباناكيرت، عن تبادل لإطلاق النار خارج المدينة وقال «نحن نجلس في المنزل وننتظر نتائج المفاوضات (في يفلاخ). جميع سكان المدينة يجلسون في منازلهم أو في حدائقهم وينتظرون».
جاء ذلك فيما أبدى كل من أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ استعدادهم لمواصلة المحادثات التي انطلقت امس غداة إعلان باكو انتصارها في عملية عسكرية سريعة شنتها في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.
ووصفـت الرئاســــة الأذربيجانية المحادثات التي استمرت لنحو ساعتين في مدينة يفلاخ على بعد 295 كلم غرب العاصمة باكو بأنها «بناءة».
وأفادت بأن اجتماعا جديدا سيعقد «في أسرع وقت ممكن».
وقال الانفصاليــــون في بيان «شدد الطرفان خصوصا على ضرورة مناقشة كل المشاكل القائمة في اجواء سلمية وأعربا عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات».
ووصلت قافلة من السيارات السوداء الرباعية الدفع إلى مكان المفاوضات، تلتها آلية يعلوها العلم الروسي وحملت لوحات تسجيل للجيش الروسي. وبعد ذلك جلس ستة رجال يرتدون بدلات حول طاولة، بينهم ممثل ناغورني قره باغ، ديفيد ملكوميان.
وأكد حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قبيل المحادثات أن باكو ترغب في «إعادة الإدماج السلمي للأرمن في قره باغ وتدعم أيضا عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان».
وسمع دوي إطلاق نار مجهول المصدر في ستيباناكيرت مع بدء المحادثات في يفلاخ، بحسب ما أكد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
تزامنا، أعلن غيغام ستيبانيان رئيس الهيئة الانفصالية للدفاع عن حقوق الانسان في ناغورني قره باغ أن شوارع عاصمة الاقليم ستيباناكيرت «امتلأت بنازحين جائعين وخائفين»، وذلك غداة استسلام هذه المنطقة الانفصالية التي تسكنها غالبية أرمينية لأذربيجان بعد 24 ساعة من المعارك.
وقال على منصة «إكس» إن «الناس يبحثون بيأس بعضهم عن بعض ويجرون اتصالات للحصول على أخبار عن أقربائهم».
وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني أن تضمن باكو «حقوق وأمن» الأرمن في ناغورني قره باغ، حيث يشكلون الأغلبية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل عدد من عناصر قوة حفظ السلام جراء إطلاق نار استهدف السيارة التي كانوا يستقلونها.
وأكدت أذربيجان امس مقتل ستة جنود روس من قوة حفظ السلام خلال الهجوم في ناغورني قره باغ.
وتقدم رئيس أذربيجان إلهام علييف بـ«اعتذار» من الرئيس فلاديمير بوتين عن مقتل الجنود بالرصاص، وفق ما أعلن الكرملين.
من جهتها، أكدت أرمينيا أنها لا تخطط لعمليات إجلاء جماعية، ولكن أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة تلفزيونية أن بلاده مستعدة لاستقبال «40 ألف عائلة» من اللاجئين عند الحاجة، مؤكدا في المقابل عدم وجود «تهديد مباشر» على السكان المحليين.
وقال نيكول باشينيان «لقد حجزنا غرفا في فنادق، واعددنا أمكنة لاستقبالهم. اعددنا كل شيء لاستقبال اكثر من 40 الف عائلة» من الاقليم ذي الغالبية الأرمينية.
الى ذلك، أكد باشينيان أن السكان المدنيين في قره باغ لا يواجهون «تهديدا مباشرا» في الوقت الراهن. وقال «اليوم، لا أرى تهديدا مباشرا يطول السكان المدنيين في ناغورني قره باغ».
وأضاف أن «نظام وقف اطلاق النار في ناغورني قره باغ صامد في شكل عام. حصلت انتهاكات معزولة، ولكن الوضع مستقر عموما».
واتهمت أرمينيا أذربيجان أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، بارتكاب «تطهير عرقي» و«جرائم ضد الإنسانية» في ناغورني قره باغ بعد العملية العسكرية التي شنتها قوات باكو.
وقال أمين المظالم لشؤون حقوق الانسان في المنطقة غيغام ستيبانيان إنه «تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من مناطق إقامتهم الأصلية» في ناغورني قره باغ بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وتولت قوة حفظ السلام الروسية المنتشرة في هذه المنطقة تأمين خدمات الرعاية لنحو 5000 شخص من هؤلاء.
إلى ذلك، لليوم الثاني، تجمع متظاهرون خارج مقر رئيس الوزراء ووقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة.
وطالب الكثير من المتظاهرين برحيل باشينيان، ومنهم سركيس هياتس البالغ 20 عاما الذي قال إن باشينيان «يجب أن يرحل… نحن نخسر وطننا وشعبنا».
ودعا باشينيان الأرمينيين إلى سلوك «الطريق» نحو السلام، حتى لو «لم يكن سهلا».