«مراسلون بلا حدود».. منظمة مشبوهة ومصداقيتها تتآكل
ويؤكد الأمين العام لهيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان أن منظمة (مراسلون بلا حدود) مسيّسة، ولها أهداف معينة، لافتاً إلى أنه ورغم أن المملكة تعيش مناخات صحية واسعة ومشهودة من الممارسة الإعلامية إلا أن ترتيبها لم يتقدم سوى أربع مراتب عن الترتيب السابق، فيما تعمدت تقديم دول عدة لا تقارن صحافتها بصحافة المملكة، كون الصحافة السعودية تخطتها بمراحل.
وأضاف الجحلان: مع ذلك يتقصَّدون وضع المملكة بهذه المرتبة، في ظل تقديم صحافة دول أخرى رغم الظروف التي تمر بها بلدانهم من حروب وصراعات وأزمات، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين ضد هذه المنظمة، ويرى أنها لا علاقة لها بالصحافة والإعلام.
من جانبه، يؤكد الكاتب الصحفي الدكتور حمود أبو طالب أن هذه المنظمة شأن غيرها من المنظمات التي تدّعي أنها مستقلة، وغير حكومية وحيادية، إلا أن مصداقيتها بدأت تتآكل، وموثوقيتها تتناقص بشكل كبير، إثر افتضاح أمرها بسقوطها في حمأة التسييس، واستخدامها لإعطاء صورة ذهنية سلبية عن بعض الدول لخدمة أجندات غربية معينة، لافتاً إلى أن المنظمة التي تقول إنها تنشد حرية الصحافة، وقعت في فخ الازدواجية لأنها تعمل بصفة استشارية لدى منظمة الأمم المتحدة، وحين نعرف من يدير المنظمة وكيف تدار، يثبت لدينا أنه لا يمكن الوثوق في نزاهة معلومات (مراسلون بلا حدود).
صحفيو مصر: تقرير غير دقيق جمع معلومات فجّة
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
انتقد عدد من الصحفيين في مصر المضامين الرئيسية للتقرير السنوي بشأن حرية الصحافة؛ الذي أصدرته منظمة (مراسلون بلا حدود) خلال العام الحالي 2024، والذي تناولت فيه مصر بصفة خاصة وتراجعها أربعة مراكز، لتحتل في الترتيب المركز الـ170 دولة من بين 180 دولة تناولها التقرير، مؤكدين لـ«» أن تقرير المنظمة اهتم بالجانب السيئ دون الإيجابي، خصوصاً في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.
وقال مدير تحرير الأخبار صلاح البيجرمي: إن ما تناوله التقرير بعيد كل البعد عن الواقع، واعتمد على أسلوب التضليل والافتراء والتحايل، عبر تجميع معلومات وبيانات فجة لا أساس لها، وصولاً إلى أحكام بأن مصر ليس بها حرية صحافة، ونسي تقرير المنظمة؛ التي تدير عملها من باريس، التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية؛ من بينها المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيراً، وهي خطوة تؤكد الحرية التي تنعم بها البلاد، وهذه حرية لا تريد المنظمات الدولية الاعتراف بها.
وشدد البيجرمي على أن (سلالم نقابة الصحفيين) بوسط القاهرة شهدت مناصرة القضية الفلسطينية، ما يؤكد حرية الصحافة والإعلام في مصر، مشيراً إلى أنه، خلال السنوات الماضية، تم الإفراج عن كل الصحفيين المتواجدين داخل السجون.
ويشير الكاتب الصحفي عبدالله حشيش إلى أن تقرير حرية الصحافة الصادر من منظمة (مراسلون بلا حدود) عن تدني موقع مصر في حرية الصحافة جانبه التوفيق، لكن من المعروف لدى الدراسات الإعلامية ومراكز البحوث، أن لكل مرحلة مقتضياتها، ومصر، خلال السنوات العشر الماضية، واجهت الكثير من التحديات وقضايا محورية تمس الوجود المصري، ومن باب أولى أن تكون هناك صحافة تخدم الرأي العام، باعتبارها ضمير الأمة، بأن تقف مع الدولة وتساندها في قضاياها.
وتابع حشيش أنه من ضمن الملفات التي خاضتها مصر، خلال السنوات الماضية، (ملف الإرهاب) الذي كاد أن يحول البلاد إلى ساحة من الحرب والقتال، وكان لا بد من كل وسائل الإعلام أن تتكاتف في هذا الملف لمواجهة تلك الآفة، موضحاً أن التقرير الصادر بحق حرية الصحافة، يتجافى مع القضايا الوجودية التي تمس الدول.
وطالب الكاتب حشيش بضرورة النظر في ما يحدث داخل الجامعات الأمريكية من عمليات قمع، ضد مظاهرات الطلاب المساندة للقضية الفلسطينية، وهي الدولة التي تصنف بأنها ضمن قلعة الحريات، لافتاً إلى أنه على مستوى حرية الأفراد في التعبير عن آرائهم، يوجد في مصر حرية للمواطن للتعبير عن نفسه، مدللاً على ذلك ما نشاهده في حرية وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بـ(صحافة المواطن) في التعبير والنقد تجاه الكثير من القضايا.