مستقبل الإعلام من منظور الذكاء الاصطناعي
سجل الذكاء الاصطناعي تزايداً لافتاً في حجم من يتحدث عنه، ويعمل على تطبيقه وتوظيف خواصه اللوغاريتمية في مختلف مناحي الحياة العلمية والعملية؛ وكأنه هيمنة قادمة وعولمة تطول إرهاصاتها دول العالم بأسره.. بل وأصبح الشغل الشاغل في تفكير العلماء والباحثين؛ وفي سياق ذلك صغت مقالي المعنون بـ«مستقبل الإعلام من منظور الذكاء الاصطناعي»؛ بحكم أن هذه المهنة تعايش الأخلاق وتلامس الحقيقة وتوصل المعلومة للمتلقي بمختلف الفنون التي تلبي شغفه وتتربع على تطلعاته.
يتزايد الحديث عن الذكاء الاصطناعي فيشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن مستقبل وظائفهم؛ حيث يعتقدون أن التقنيات الجديدة قد تحل محلهم؛ مما يؤدي إلى فقدان العديد من فرص العمل؛ في اعترافٍ صريح بأن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير شكل وظائف الإعلام بصورة جذرية؛ ومع تزايد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار، وتحليل البيانات، وإنشاء المحتوى؛ قد يبدو أن بعض الوظائف التقليدية مهددة.. ومع ذلك؛ تشير العديد من الدراسات والبحوث العلمية إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر بشكل كامل؛ بل سيساهم في تحسين الإنتاجية والكفاءة.
في الواقع؛ يمكن أن يوجد الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة للشباب في المستقبل؛ فمع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا؛ ستظهر مجالات جديدة تحتاج إلى مهارات متخصصة؛ مثل تحليل البيانات، وتطوير البرمجيات؛ فيما سيحتاج الإعلام إلى محترفين قادرين على استخدام هذه الأدوات بشكل فعّال؛ مما يعني أن هناك فرصاً جديدة للمتخصصين في الإعلام الرقمي.
أما بالنسبة للجيل الحالي؛ فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم الطمأنينة لمستقبل وظائفهم من خلال تمكينهم من التركيز على المهام الأكثر إبداعية واستراتيجية؛ فبدلاً من القيام بالأعمال الروتينية؛ سيكون لديهم الفرصة لتطوير أفكار جديدة وتحسين جودة المحتوى، وبالتالي يمكن للجيل الحالي استغلال الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز المهارات ومواكبة التغيرات المتسارعة في سوق العمل.
كما أدى استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام إلى تغييرات جذرية في كيفية إنتاج المحتوى وتوزيعه كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل البيانات الضخمة «Big Data»؛ مما يسهل من دراسات اتجاهات الجمهور ومشاعرهم تجاه العديد من القضايا الاجتماعية والرياضية؛ كما تستخدم حالياً العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة الأخبار وتحرير الفيديوهات، بما يسهم في تسريع عملية الإنتاج الإعلامي.
وبالرغم من التحديات التي قد يواجهها قطاع الإعلام بسبب الذكاء الاصطناعي؛ فإن هناك إمكانيات واعدة لنمو الوظائف الجديدة؛ وذلك من خلال التكيف مع التغيرات والاستفادة من التكنولوجيا؛ حيث يمكن للشباب أن يصبحوا جزءًا من مستقبل أكثر إشراقًا في عالم الإعلام.