«مملكة بلا فساد».. شعار طبقته «الرقابة والمكافحة»
تواصل السعودية يوماً بعد آخر كشف ملفات قضايا الفساد، مُتخذة بذلك أعلى درجات الشفافية، والوصول للجناة مهما كانت درجاتهم الوظيفية ومستوياتهم الاجتماعية، ويستمر تعزيز نهج مكافحة الفساد الذي بدأه ولي العهد عندما أخذ على عاتقه ترسيخ النزاهة والأمانة والموضوعية والحياد والشفافية في كافة إجراءات وأعمال المنافسات والمشتريات الحكومية، ضارباً بيد من حديد كافة صور الفساد التي تؤثر على مسيرة التنمية ومبادئ العدالة، كان آخر ذلك ما صرح به مصدر مسؤول بهيئة الرقابة ومكافحة الفساد أمس، بأن الهيئة باشرت عددًا من القضايا الجنائية خلال الفترة الماضية، وجارٍ استكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها.
وعززت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز لسد منافذ الفساد المالي والإداري بكافة مظاهره وصوره وأشكاله، إضافة إلى منعها أي ممارسات من شأنها تقويض جهود الدولة الرامية لدعم وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة.
ولم تستثن الهيئة في أعمالها أي وظيفة أو شخصاً بعينه مهما بلغت درجته الوظيفية لتنفيذ الأعمال المناطة بها ومباشرة اختصاصاتها وتأدية مهماتها لملاحقة الفاسدين، مستندة في ذلك إلى ما تحظى به من دعم واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. المنعطف التاريخي الذي أصاب الفاسدين في مقتل والضرب بيد من حديد كشف حجم ما تقدمه الدولة من دعم مالي وإداري لا محدود في تنمية المكان وبناء الإنسان في المملكة.
بعد بياض الوجه.. ولي العهد يشكر «نزاهة»
في الـ18 من سبتمبر من عام 2020م ساق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، شكره الشهير لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد بكلمتين: «بيض الله وجيهكم»، وذلك على الإنجازات المتتابعة التي يحققونها يوما بعد يوم ويثبتون فيها جدارتهم في المحافظة على المال العام وكشف كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الدولة واستغلال النفوذ الوظيفي.
وحملت رسالة ولي العهد آنذاك لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد: «بيض الله وجيهكم، وانقلوا شكري لكل فرد من منسوبي جهازكم، وهم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً»، نتيجة مباشرة الهيئة في الفترة الماضية لعدد من القضايا.
ويوم أمس الأول (الثلاثاء)، وجَّه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مازن بن إبراهيم الكهموس، بنقل شكره الكريم لجميع منسوبي الهيئة على الجهود المبذولة في مكافحة الفساد.
من جهته، أوضح المحامي تميم الحسينان لـ«» أن شكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للمرة الثانية لمنسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد يأتي بكل تأكيد بعد نجاحاتهم المتتالية في رصد قضايا الفساد باختلاف المتهمين فيها وإحالتهم للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية. وأضاف الحسينان بأن معركة المملكة التي يقودها ولي العهد في حملة استئصال الفساد وبسند حكومي كبير، عنوانها الحزم والعزم في محاربة الفساد والمفسدين، ومتابعة ملفاته في جميع الأجهزة الحكومية، واجتثاث الفساد من جذوره لتأكيد مرحلة سيادة القانون والنظام، ووضع الجميع فيه على حدٍ سواء، وهذا يؤكد ما قاله قائد هذه المعركة في لقاء سابق له حيث أشار أنه «من تتوفر ضده الأدلّة الكافية لن ينجو من المحاسبة، كائناً من كان، سواء كان أميراً أو وزيراً أو مواطناً فسيكون تحت طائلة المحاسبة والمساءلة والعقاب»، وهذا يعكس التزام قيادة المملكة بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والنزاهة في العمل الحكومي.
وأشار الحسينان إلى أن ظاهرة الفساد تعتبر من أكثر الجرائم فتكاً بالأمن المجتمعي والسلم الاقتصادي؛ حيث إنّها تؤخر تقدّم الدول وتصيب مفاصل حيوية ومؤثرة في الدولة، كالصحة، والتعليم والأجهزة الرقابية، وغيرها من مؤسسات الحكومة والدولة المختلفة، فاختلاس المال واستغلال المنصب والرشوة تعتبر من العناوين الكبرى في هذه الظاهرة.