موسكو تشيد بتجميد ترامب المساعدات لأوكرانيا

أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثفا الضغط على كييف لدفعها للموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا.
وهي خطوة اشادت بها موسكو، معتبرة أنها «أفضل مساهمة في السلام، في وقت كثفت اوروبا مساعيها لزيادة قدراتها الدفاعية بشكل غير مسبوق. ونقلت الإذاعة العامة الأميركية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله خلال حديث للصحافيين قوله «لقد كان الرئيس واضحا في أنه يركز على السلام ونحن بحاجة إلى أن يلتزم شركاؤنا بهذا الهدف أيضا».
وأضاف المسؤول دون الكشف عن اسمه «نحن نوقف ونراجع مساعداتنا للتأكد من أنها تساهم في الحل»، مشيرا إلى مساعي واشنطن لإيجاد حل ديبلوماسي ينهي الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وقال المسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «الرئيس أوضح أنه يركز على السلام. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضا تحقيق هذا الهدف».
وأضاف «نجمد ونراجع مساعداتنا للتأكد من أنها تساهم في التوصل إلى حل يوقف الحرب بين موسكو وكييف».
ودان الديموقراطيون في الكونغرس فورا القرار على اعتباره خطرا وغير قانوني.
وأفاد كبير الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس «على زملائي الجمهوريين الذين وصفوا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بمجرم حرب وتعهدوا مواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره الكارثي وغير القانوني بتجميد المساعدات».
وفي المقابل، أشاد الكرملين بخطوة الرئيس الاميركي باعتبارها أفضل مساهمة لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «إذا أوقفت الولايات المتحدة الإمدادات العسكرية، فسيمثل ذلك على الأرجح أفضل مساهمة للسلام»، مضيفا أن ذلك «حل ينبغي حقا أن يدفع نظام كييف باتجاه عملية سلام».
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، اشترطت موسكو رفع العقوبات لتطبيع العلاقات، وقال بيسكوف للصحافيين «بالتأكيد، إذا كنا نتحدث عن تطبيع العلاقات الثنائية، فينبغي أن تكون هذه العلاقات خالية من عبء العقوبات السلبي».
وقال بيسكوف لوكالة «سبوتنيك» ردا على سؤال حول موعد استئناف المباحثات بين موسكو وواشنطن وإذا ما كانت ستعقد قبل استئناف البعثات الديبلوماسية للبلدين عملياتها: «من غير المرجح».
من جهتها، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن خطة «لإعادة تسليح أوروبا» ستسمح بحشد 800 مليار يورو تقريبا للدفاع الأوروبي وتوفير مساعدة فورية لأوكرانيا.
وقالت فون دير لايين أمام صحافيين إن الخطة بعنوان «إعادة تسليح أوروبا» وستكون قادرة على «حشد 800 مليار يورو لنفقات التسلح من أجل أوروبا آمنة وصامدة» من بينها 150 مليارا على شكل قروض توفر للدول الأعضاء. وأشارت إلى أن الخطة ستسمح بتوفير مساعدة «فورية» لأوكرانيا.
وكان ترامب حذر من أنه «لن يتسامح» أكثر مع تمسك زيلينسكي بمواقفه وذلك بعد أن تلقى دعما من حلفائه الأوروبيين رافضا وقفا لإطلاق النار بدون ضمانات أم «جدية»، وأشار ترامب إلى أنه يتعين على الرئيس الأوكراني أن يكون «أكثر امتنانا» للدعم الأميركي.
وقال من البيت الأبيض إلا أن زيلينسكي «لن يبقى طويلا» في منصبه من دون اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن قرار التجميد دخل حيز التطبيق فورا ويؤثر على أسلحة بملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا.
ونشر ترامب عبر منصته الاجتماعية تروث سوشال، صورة لتقرير ينقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب لاتزال بعيدة للغاية، وأرفقه بتعليق قال فيه «هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، وأميركا لن تتسامح معه طويلا».
ولاحقا، اعلن زيلينسكي انه يريد انهاء الحرب «في اسرع وقت».
وقال الرئيس الأوكراني عبر منصات التواصل الاجتماعي «من الأهمية بمكان أن نسعى لجعل ديبلوماسيتنا جوهرية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن»، معربا عن أمله في الحصول على دعم أميركي«في المسار نحو السلام».
لكنه شدد على أن الحصول على ضمانات أمنية قوية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.
وقال إن «غياب الضمانات الأمنية لأوكرانيا قبل 11 عاما هو ما سمح لروسيا بالبدء باحتلال القرم والحرب في دونباس، ومن ثم سمح غياب الضمانات الأمنية لروسيا إطلاق غزو شامل».
وفي محاولة لتخفيف التوتر على مايبدو، أكدت الحكومة الأوكرانية استعدادها للتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة «في أي وقت» لاستخراج المعادن النادرة المهمة استراتيجيا.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال في مؤتمر صحافي «نحن على استعداد لبدء هذا التعاون مع الولايات المتحدة في أي وقت عبر التوقيع على اتفاق من هذا النوع».