نانسي خضوري: الأديان السماوية تجتمع على المحبة والتسامح والسلام
• إلى أي زمن تعود جذور الديانة اليهودية في البحرين؟ •• تحتضن البحرين تنوعاً دينياً، وتعود أصول يهود البحرين إلى أوائل المهاجرين الذين وصلوا من العراق، منذ عام 1873 في ظل حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (رحمه الله)، واندمجوا جيداً في نسيج المجتمع، وعاشوا بشكل ودّي مع الآخرين من مختلف الأديان، كما كانت جميع الأعمال والصناعات والمهن دائماً مسموحاً بها لليهود ومن ديانات أخرى، اشتغلوا بالتجارة والاقتصاد منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر.
• من هي نانسي خضوري؟
•• نانسي خضوري امرأة بحرينية، فخورة جداً بعروبتها وبهويتها البحرينية العربية الخليجية، يهودية الديانة، وسليلة أسرة تجارية يهودية معروفة في البحرين، وتم تعييني في مجلس الشورى منذ 2010 بأمر ملكي رقم 42 لسنة 2010 بتعيين أعضاء مجلس الشورى، وكان لي شرف نيل الثقة الملكية السامية من قِبل ملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأصدرت كتاباً تحت عنوان «من بدايتنا إلى يومنا الحاضر»، يوثق التاريخ العريق ليهود البحرين والتعايش السلمي في مملكة البحرين.
• لمن يعود الفضل في استقرار اليهود في البحرين؟•• يعود الفضل أولاً إلى الله سبحانه وتعالى، ومن ثم إلى العائلة الحاكمة عائلة آل خليفة؛ لحرصهم على أن تكون البحرين بلداً آمناً ومجتمعاً متسامحاً.
• ما الذي تتقاطع فيه الديانات من وجهة نظرك؟ وهل هي نافية وطاردة لبعضها أو إقصائية؟ •• جميع الديانات تترتب على الإيمان بالله وحده لا شريك له، واليوم الآخر، والمعروف أن الديانة اليهودية من أقدم الديانات. إن الديانات المتعددة التي تدين بها البشرية بتنوعها في مجملها تدعو إلى تبني القيم الأخلاقية؛ مثل العدالة والصدق والرحمة والتعايش، مع ملاحظة أن هناك اختلافات جوهرية بين الديانات في مجالات مثل العقائد الأساسية والطقوس الدينية والتاريخ الديني، وهنا تقع ثقافة التعامل مع المخالف والمختلف وتقبل الآخر، التي تختلف من مجتمع إلى آخر ومن فرد إلى آخر، وبذلك فإن هذه الاختلافات ربما تقود إلى توترات بين معتنقي الأديان المختلفة، لكنها في جانب آخر قد تقود إلى مساحات أرحب من الفهم واحترام التنوع الديني، وبذلك يكون الفيصل هو التعامل البشري مع اختلافات الأديان وتوظيفها في سياق إيجابي أو سلبي، إذ لا يمكننا أن نلقي باللوم على الأديان وإنما هذه المسؤولية تقع على الاستجابة البشرية المتنوعة، إذ نرى أن هناك أفراداً وجماعات يروّجون ويعملون على خلق مساحات أوسع للتسامح والتعايش بين الأديان، في حين يوجد البعض الآخر يمكن أن يكونوا أكثر انغلاقاً وعدم تقبل التنوع الديني.
• ما نسبة حضور الثقافة اليهودية والفلكلور في المهرجانات والفعاليات البحرينية والعربية؟ •• ليس هناك أي حضور للفلكلور اليهودي في المهرجانات العربية في الوقت الحاضر حسب علمي، ربما في المستقبل عقب الانضمام إلى الاتفاقية الإبراهيمية، ويختلف حضور الثقافة اليهودية والفلكلور المتصل بها، بين مختلف الدول بما فيها الدول العربية، بناءً على مدى الحضور التاريخي للديانة اليهودية في هذه الدولة، إضافة إلى فعالية المجتمع اليهودي في هذه الدولة وعلاقاته بمكونات المجتمع الأخرى. وللعلم فإن المجتمع اليهودي يساهم في رسم اللوحة المجتمعية الثقافية التي تظهر من خلال الفعاليات المحلية والخارجية بكل أريحية وفي جو من الاندماج مع باقي مكونات المجتمع البحريني، في إطار الهوية البحرينية الجامعة لمكونات المجتمع البحرين بأطيافه كافة.
• ماذا يعني لك وللمكوّن اليهودي في البحرين العيش والحياة في وسط مجتمع خليجي؟
•• إننا كمجتمع يهودي في مملكة البحرين نعيش حالة من الانسجام التام مع ألوان وأطياف المجتمع البحريني كافة، بفضل الثقافة المجتمعية البحرينية والخليجية المتجذرة في قبول معتنقي الديانات والتوجهات الثقافية المختلفة كافة، بفضل الدعم المتواصل والرؤى المستنيرة من قبل القيادة السياسية في مملكة البحرين، لكل ما من شأنه تعزيز أطر السلام والتعاون والاندماج بين مختلف معتنقي الديانات في المملكة؛ وهو الأمر الذي أكدته نصوص الدستور البحريني والمنظومة التشريعية الوطنية. وإن حالة التعايش السلمي المشترك هذه تعطي شذرات من الأمل المنشود لتتوسع هذه الحالة الإيجابية من التعايش في منطقة الشرق الأوسط، بما يخلق استقراراً إقليمياً ودولياً أكبر في مقاربة أكثر شمولية، لقراءة الواقع الاجتماعي المشع الذي يحظى به أبناء المجتمع اليهودي في مملكة البحرين. يهود البحرين خليجيون ويعتبر شيئاً عادياً لنا؛ لأننا منسجمون مع المجتمع. لسنوات عديدة، كانت البحرين مركز التجارة الدولية، وتمكن التجار اليهود من لعب دور مهم في بناء اقتصاد بلدهم؛ إذ كانوا يتاجرون عبر البحرين لخدمة البلدان في جميع أنحاء العالم. عمل يهود البحرين في باب البحرين كتجار لمختلف أنواع السلع وأيضاً كانوا يعملون في مجال الصرافة ومستشارين للبنوك وفي تأجير دور السينما. خلال أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من القرن الماضي، كان جدي (والد أبي) يوسف الياهو خضوري عضواً في مجموعة من المساهمين للسينما من بينهم المرحوم حسين يتيم (أحد أقرب أصدقائه)، وكانت تضم هذه المجموعة أيضاً بعض أفراد اليهود الذين اعتادوا تأجير دور السينما لفترات طويلة. اليوم، تُعرف دور السينما هذه باسم النصر والحمراء. وأيضا أسس جدي (والد أمي)، ناجي هارون كوهين، عمله في التجارة في 1930 وشارك أيضاً لبضع سنوات في تأجير دور السينما لفترة قصيرة في الخمسينيات. استأجر سينما البحرين من المرحوم الشيخ علي بن أحمد آل خليفة، وسينما اللؤلؤ من عائلة القصيبي. وهناك آخرون عملوا في شركة الاتصالات وشركة البترول (بابكو) وشركة جراي ماكنزي وشركة كيبل اند وايرلس (باتلكو)، وكان بعضهم مدرسين في المدارس الحكومية والخاصة. وللعلم، خلال الستينيات، كان بعض التجار اليهود قد عملوا أيضاً في مجال إنتاج الأسطوانات، والمعروف أن محمد زويد أحد الموسيقيين الموهوبين في البحرين أنتج أول تسجيل له مع (إبراهيم فون)؛ الذي كان اسم أعمال إنتاج الأسطوانات لرجل يهودي اسمه إبراهام سويري (المعروف أيضاً باسم «بيك»).
وعملت النساء اليهوديات معلمات أو ممرضات، وأشهر قابلة معروفة باسم (أم جان) (أم الجميع). ومن المهن الأخرى، بيع المنسوجات من الباب إلى الباب، وبالخياطة (الخياطة المعروفه «روزا») من أوائل من استخدموا ماكينة الخياطة (سنجر) وكانت هناك خياطة شهيرة باسم (مسعودة شاؤول)؛ التي علمت النساء كيفية إتقان تصميم (النقذة) التي تعلمتها من العراق، وتم استخدامه لاحقاً في ثوب النشل البحريني، الزي الوطني للمرأة.
• كيف ترين تأثير الهوية الدينية على الانتماء الوطني؟ •• لا دخل للديانة بالانتماء الوطني. يوجد في وطني، مملكة البحرين، العديد من الديانات المختلفة، ولكن كلنا بحرينيون وانتماؤنا للوطن.
• ما سبب شعور البعض بعدم الانسجام بين هويته الدينية والوطنية؟ شعور وهمي أم حقيقي؟ •• الأحداث السياسية والتوترات ربما تؤدي إلى شعور بالانفصال بين الهوية الدينية والوطنية، خصوصاً إذا كان هناك استخدام للدين في السياقات السياسية، وتجد الإشارة إلى كونه قد يتأثر الشعور بالانسجام بين الهوية الدينية والوطنية بتفاعل الفرد مع المجتمع المحيط، وكيف يتعامل المجتمع مع التنوع الثقافي والديني، ولكن من وجهة نظري أن الفرد هو من يحدد حالة الانسجام من عدمها، بفصل السياقات السياسية عن التصنيفات الدينية، لذلك فإن حالة عدم الانسجام والتصارع بين الهوية الدينية والوطنية، هي شعور وهمي يخلقه الفرد من خلال مزج الأفعال والممارسات السياسية مع الدين.
• أين تجدين العقدة التي تحول بين الثقافات وبين التعايش؟ وما سببها؟ وكيف نتجاوزها؟
•• من الصعب جداً تحديد التحديات التي تعيق الثقافات الدينية والاجتماعية المتباينة من تحقيق التعايش السلمي المشترك، إلا أنه يمكن تشخيص كون التوترات السياسية أو الاجتماعية هي المؤثر الرئيسي في تحقيق التعايش السلمي المشترك بين الثقافات والجماعات الدينية المختلفة، ويمكن التغلب على هذه التحديات من خلال العمل على تفهّم السياق السياسي والاجتماعي وتحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين مختلف الأديان والثقافات.
• ألا تتفقين مع المنطق القائل إن سياسات بعض الإسرائيليين شوّهت صورة اليهودي في نظر العرب والمسلمين؟
•• أعتقد أن المنظور العربي والإسلامي على المستوى الرسمي والمجتمعي تجاه القضايا الإقليمية والدولية يتسم بالمرونة والإيجابية الكافية لفصل الأفعال والممارسات السياسية عن الأديان ومعتنقيها، فالأديان والطوائف باقية والسياسة آنية وعابرة، لا تعبر إلا عن الآراء والمعتقدات والمدركات الشخصية لمتخذها.
• هل أنتِ متفائلة بأعوام قادمة يعمّ فيها السلام في الشرق الأوسط؟ وما شروط السلام ليتحقق على أرض الواقع؟
•• على الرغم من الصعوبات المتعددة والمهددات المتتالية التي تحول دون تحقيق مرتكزات السلام في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الإرادة الإقليمية والدولية التي خُلقت خلال الفترة الماضية، من قبل العديد من الأطراف لتحقيق السلام والتعاون البناء بين مختلف الأطراف في منطقة الشرق الأوسط، التي ظهرت بصورة واضحة من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية، فإن فرص تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط أمر ممكن الوصول إليه، من خلال تعظيم الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى حلول منصفة ومرضية للأطراف كافة، بما يتسق مع قرارات الشرعية الدولية ويوفر مرتكزات الأمن والسلام للجميع.
• متى آخر زيارة لك للسعودية؟
•• أول زيارة لي إلى الرياض من ضمن وفد مجلس الشورى قبل عدة أعوام، لزيارة مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، ورحب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ترحيباً حاراً وكانت لفتة جميلة جداً عندما ذكر كل واحد من أسمائنا خلال جلسة مجلس الشورى، وكان من الرائع أن نلتقي بنظرائنا. وللعلم، إلى الآن أتواصل مع بعض الأعضاء الذين كانوا من المرافقين للوفد. وثاني زيارة كانت لموعد متابعة مع أحد الجراحين المشهورين؛ الدكتور سعد إبراهيم الملحم؛ بحكم أنه كان يعمل في مدينة الملك عبدالله الطبية (الجوهرة) في مملكة البحرين. أما آخر زيارة فكانت الى الخبر للتسوق في العام الماضي.
• ما انطباعك عقب زياراتك للمملكة؟ وكيف ترين التحولات؟
•• في ظل المتغيرات العالمية الكثيرة والمتسارعة، تصبح عملية مجاراة هذه التحولات ضرورة، وتسخيرها لتكون داعماً نحو الانطلاق إلى الأفضل، وأجد أن ذلك ما أدركته المملكة العربية السعودية وعملت في إطاره، إلى أن باتت الأحلام والتطلعات حقيقة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وعزيمة وإصرار ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فالعالم بات يتابع الخطوات والتحولات الكبيرة التي تعيشها المملكة في جوانب عدة؛ اقتصادية واجتماعية وسياحية وغيرها، التي تهدف إلى تحقيق تنمية وطنية وازدهار آمن ينعم به المواطن السعودي، وهي نواة لمستقبل كله خير على المملكة، والمنطقة الخليجية كذلك.
• ما رسالتك للشعب السعودي والشعوب العربية خصوصاً والكل يتألم لما يحدث في فلسطين؟
•• القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية العرب الأولى، ومحور الدعم والتأييد في كل محفل أو اجتماع أو مؤتمر لقادتنا (حفظهم الله ورعاهم)، وكذلك على المستوى الشعبي، فجميعنا كعرب أمة واحدة متكاتفة ويدنا ممدودة بالسلام والخير دائماً، فالأديان السماوية تجتمع في دعوتها إلى المحبة والتسامح والسلام، وهي بعيدة كل البُعد عن التفرقة والتناحر والصراع والحروب، فالإنسانية هي الرؤية الأسمى في التعامل، ولهذه القيم أي إنسان من حقه العيش حياة كريمة يملؤها الأمن والاستقرار والطمأنينة أينما كان.
• كم عدد المكون اليهودي في البحرين؟
•• يهود البحرين معروفون بأنهم مندمجون مع المجتمع، ملتزمون بالقوانين والتقاليد، فالديانة اليهودية لم تكن يوماً محل استنكار أو ازدراء من البحرينيين، وكانت الجالية اليهودية تعيش في الأحياء المحلية في منطقة المنامة المعروفة باسم فريج الفاضل، وفريج الجامع (المعروف أيضاً باسم فريج الشيوخ)، وشارع التجار، وفريج الحطب (المعروف أيضاً باسم فريج كانو) وسوق التمر. وفي ما بعد استأجرت بعض العائلات سكناً في مبنى راشد الزياني في باب البحرين، ومبنى هلال المطيري في شارع الحكومة، وعلى مر السنين سكنوا في مناطق أخرى. في الفترة السابقة على استقلال البحرين في أربعينيات القرن الماضي كانت توجد جالية يهودية بالبحرين يراوح عدد أفرادها ما بين 300 و400 شخص يقطنون المنامة، بحسب مستشار حكومة البحرين آنذاك تشارلز بلغريف في كتابه (العمود الشخصي)، تغلب عليهم طباع المسالمة والهدوء والتقيد بالقانون، وبعد ذلك أصبح العدد ما بين 1500 و2000، لكن تناقصت أعدادهم تدريجياً بعد 1948، فمعظم أفراد الجالية هاجر إلى خارج البحرين، بحيث لم يبقَ فيها اليوم سوى أقلية صغيرة لا يتجاوزعدد أفرادها 36 شخصاً يشغلون مراكز ناجحة في القطاع التجاري الخاص.
ومن الملاحظات المهمة أن البحرين لم تطرد أبداً يهود البحرين؛ الذين قرروا المغادرة في أواخر الأربعينيات والستينيات من القرن الماضي، كلهم هاجروا من وطنهم بإرادتهم الخاصة، فكلهم باعوا ممتلكاتهم وسافروا مع أموالهم (حتى أن هناك عائلة استأجرت طائرة خاصة للمغادرة)، ولا توجد لهم أي مستحقات عند حكومة البحرين.
• ما أبرز مظاهر التأثير والتأثر بينكم وبين مجتمعكم البحريني؟
•• العلاقة القائمة بين مختلف الجاليات في البحرين هي علاقة تعايش تام، الجميع يتبع القوانين والحقوق والواجبات ذاتها والتقاليد البحرينية الأصيلة ذاتها، ما يميز كل جالية هو اتباعها لديانة معينة تلتزم فيها بطقوس هذه الديانة، وتُمارس في مملكة البحرين بحرية تامة، فتاريخ البحرين غني بالكثير من القصص والروايات التي تعكس هذا التجانس المجتمعي الذي يقل نظيره في أي مجتمعات أخرى.
ومن القصص، قصة (أم جان) التي تحولت إلى مسلسل خليجي لشهر رمضان الكريم، (أم جان) كانت قابلة مشهورة في البحرين، ودخلت في معظم البيوت البحرينية على اختلافها، فكانت تبادر لخدمة الجميع في أوضاعهم الصحية وخصوصاً النساء، في أوقات تضمنت حظر التجول أو الطوارئ في الفترة ما قبل الاستقلال.
وهناك، العديد من العوائل كما أشرت، لها تاريخ عريق وتأثير واضح في المجتمع البحريني، فهذه العائلات اليهودية عاشت في وسط المنامة في فرجان الفاضل، والحطب، وكانو، والعوضية والحورة وبالقرب من سوق التمر، أما عن أعمالهم ومهنهم فقد راوحت ما بين التجارة والصرافة والتدريس والتصوير إلى جانب العمل في المصارف والشركات موظفين أو مستشارين، والنساء عملن في مجالات التمريض والتدريس والخياطة وغيرها من المهن التي يحتاج إليها الجميع، فليس هناك وصف لشخص ما بناء على ديانته، بل بناء على مجهوده وخدمته للمجتمع.
• ما نسبة الاطمئنان على شعائركم وطقوسكم في الكنيس اليهودي؟
•• كانت البحرين معروفة دائماً بأنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لديها كنيس لليهود (Synagogue) مسجل رسمياً. وتم إنشاء الكنيس اليهودي منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وتم تمويله من قبل تاجر لؤلؤ يهودي من فرنسا كان يسافر إلى الهند عبر البحرين لتجارة اللؤلؤ. وأُغلق الكنيس في 1948 لعدم الأمان والاطمئنان لاستخدامه للصلاة، وظل مغلقاً لسنين لعدم وجود النصاب (10 رجال) لتأدية الصلاة في الكنيس، وأُعيد فتح الكنيس أخيراً في السنوات القليلة الماضية دون أي إشكال لوجود الحرية الدينية في البحرين. وفي هذا السياق، فإن المجتمع اليهودي في مملكة البحرين يشعر بالراحة والاطمئنان في كون شعائره وطقوسه محمية بفعل عوامل عديدة؛ منها كما أسلفنا الإرادة الحقيقة للقيادة السياسية في المملكة في حفظ وصون الحقوق الدينية في ممارسة الشعائر والطقوس للمواطنين والمقيمين كافة، إضافة إلى الثقافة البحرينية المجتمعية المتقبلة للتنوع الديني من حيث المعتقدات والشعائر والطقوس؛ بحسب العادات والتقاليد والأعراف المرعية في البلد، إضافة إلى المنظومة التشريعية الوطنية التي تحمي وتكفل ممارسة الشعائر والطقوس الدينية بكل حرية وأمان. وتم تأسيس مركز الملك حمد للتعايش السلمي لغرس مبادئ التعايش والتسامح الديني.