نعاس الريح
**
الموت صنو الحرب في هذي البلاد، وكل شيء قابل للحزن، والأحلام يصلبها على خشب القنوط فظاعة الإدراك في هذا المدى المرصوص بالجهل المركب والمسار به اعوجاج.
***
لا شارعاً يقوى على قهر الكلاشينكوف والفوضى التي ملأت بقاع الوقت باللاوعي، وانصهر الأنين بلا زئير واحتجاج.
**
تطوي النراجس ظلها وتنام واقفة، وتذهب في نعاس الريح صوب الصمت في قيلولة طالت وطال النوم، وازدادت دروب الارتجاج.
***
الناس تحسب بالأصابع وقتها والعمر، تحلم بالبدائل غير أن الحلم مخلوط الروية، كلما يأتي جديد لا يقل بشاعة من سالف الأيام، لا بانت شموس الصبح أو لانت رؤوس القبح، أو لاحت خيوط الانفراج.
**
مزدانة بالبؤس والصوت المهشم هذه الأحياء في مدن النشيج، وحولها فرض الحصار شروطه، وطوى الكتاب مسافر في الحلم، وانقادت أزقتها الشحيحة كالقطيع، كأنها كوم من اللاشيء، أو زمر تفتش عن مسالكها وتبتسم الفجاج.
**
كانت قرانا تحتفي بالزرع والأمطار والريح الضحوكة والشذى، لا تعرف الضجر الخرافي اللحوح ولا الصداع، تحن، تضحك، تنتشي، وتراقص الإيقاع في فرح المواسم، تشرب الماء النقي من العيون، وتستحم بجدول يرنو إلى شمس السماء بمقلة الطفل الوديع، وأصبحت جراء هذي الحرب وكراً للضغينة لا محبة أو سراج.
3 سبتمبر 2024
تعز.