هل تنجح الزيارات المكوكية لمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين للقاهرة في إنهاء حرب غزة؟
زيارات مكوكية تحتضنها القاهرة خلال هذه الأيام لمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بهدف سرعة إيجاد حلول إنسانية لأزمة قطاع غزة، وإنهاء الحرب وإدخال المساعدات، إذ التقى اليوم (الأربعاء) مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، نظيره المصري اللواء عباس كامل بالقاهرة، لبحث عدد من الملفات المهمة، على رأسها وقف الحرب في القطاع وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى أهالي غزة.
وتأتي زيارة مدير المخابرات الفلسطينية للقاهرة، بالتزامن مع زيارة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو حركة فتح حسن الشيخ حالياً لمصر، على رأس وفد من الحركة لتدعيم المقترح المصري بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، كما أن هناك زيارات لمسؤولين إسرائيليين معلنة وغير معلنة، في لقاءات غير مباشرة مع عدد من الفلسطينيين، لبحث موقف حركتي «حماس» و«الجهاد» من عقد اتفاق تهدئة جديدة، وتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، وإنهاء الحصار على قطاع غزة.
وكانت قد سبقت تلك الزيارات الفلسطينية زيارات لفصائل فلسطينية من بينها وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة، وبعدها زيارة رئيس حركة الجهاد زياد نخالة لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين تتعلق بالهدنة، وسط توقعات بوصول فصائل فلسطينية أخرى خلال الأيام القادمة.
وللمرة الرابعة منذ اندلاع أزمة «طوفان الأقصى» يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تل أبيب وعدداً من دول المنطقة مطلع الأسبوع القادم، لبحث الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وكشف مسؤول مطلع على الملف الفلسطيني بالقاهرة، أن زيارات المسؤولين الفلسطينيين للقاهرة تصب في المصالحة الفلسطينية بين «فتح» و«حماس» ودمج الأخيرة في منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها يتم تشكيل حكومة «وفاق وطني» فلسطينية وليس حكومة «تكنوقراط» كما اقترحت المبادرة المصرية، موضحاً أن القاهرة تسعى أيضاً خلال تلك الزيارات السريعة إلى إقناع المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوقف الحرب في قطاع غزة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، إلا أن حماس ما زالت متمسكة بموقفها المرتبط بوقف الحرب على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، قبل الدخول في مفاوضات تبادل الأسرى.
ولفت المصدر لـ«» إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية ترفض بشدة تهجير الفلسطينيين، وتقف مع الدول العربية في هذا الشأن، لخطر هذا الأمر على تصفية القضية الفلسطينية، وتسعى مع الدول العربية والعالمية المحبة للسلام للإسراع بحل الدولتين.
وفى سياق متصل، يرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير محمد حجازي، أن فشل إسرائيل في حربها على قطاع غزة المستمر للشهر الثالث في العثور على الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية وراء استمرار الحرب، مؤكداً أن رئيس الحكومة نتنياهو يحاول تهدئة الشارع الإسرائيلي بالعثور على هؤلاء، وحتى يعود منتصراً أمام شعبه، مشيراً لـ«» إلى أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة دمرت أوضاعها السياسية والاقتصادية، واستمرار الحرب سوف يكون وبالاً كبيراً على أوضاع إسرائيل الداخلية.