هل تنجح «اليمن الجديد» العائمة في البحر.. في حل مشكلة اليمن البلد الغارق؟
• نهاية حقبة «صافر» وبدء «اليمن الجديد» فهل تكون كما ينتظرها اليمنيون؟
بعد وصول السفينة نوتيكا العملاقة التابعة للأمم المتحدة إلى قبالة سواحل اليمن، تمهيداً لبدء عملية سحب حمولة ناقلة النفط «صافر» لتجنّب وقوع الكارثة التي يخشى العالم وقوعها نتيجة تسرّب نفطي كارثي في البحر الأحمر، من المتوقع أن تستغرق عملية نقل النفط من الخزان العائم «صافر» إلى ناقلة النفط العملاقة نوتيكا نحو ثلاثة أسابيع. ومن المقرر مع الانتهاء من المهمة أن يتحول اسم الناقلة الأممية «نوتيكا» رسمياً إلى «اليمن».
• التساؤلات القلقة التي تطرحها «» ومعها تزداد التساؤلات غير المثارة حتى اللحظة التي تضعها صحيفة «» في هذا التقرير، حول ما إذا كانت السفينة العائمة بالبحر «اليمن» قادرة على حل مشكلة اليمن البلد الغارق في أتون حرب تدخل عامها التاسع، والنجاح في تفكيك المشهد المعقد على البر المليء بالألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية لإبقاء التهديد على الأرض في الطرق المقطوعة والساحات والحقول الزراعية. وما زالت تعمل على إنتاج جيل من الأطفال مفخخ قابل للانفجار في وجه المجتمع بفعل الأفكار المتطرفة التي جرى طيلة السنوات التسع من الحرب إعداده للمهمة الأكثر خطراً من الحرب ذاتها، مثلما ظلت تستخدم السفينة صافر العائمة في البحر منذ العام 2015 قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة لممارسة الابتزاز على العالم.
ووفقاً لما هو مقرر فإنه من غير الواضح بعد نجاح عملية نقل النفط المخزون من «صافر» إلى ناقلة النفط الجديدة «اليمن»، حسب الجدول الزمني المخطط له، وما إذا كانت تلك نهاية الكارثة التي ظلت تؤرق العالم خلال السنوات الماضية، نتيجة تلكؤ المليشيات الحوثية في كل المبادرات والمساعي الأممية التي بذلت بهذا الشأن قبل أن نصل لهذه الخطوات، أو أن كل تلك الجهود التي من المقرر أن تقود للانتهاء من إزالة خطر خزان النفط «صافر» العائم في البحر وتتحول إلى نقل المشكلة إلى «اليمن» الناقلة الجديدة في البحر ومنها تتسرب التهديدات أكثر إلى البر.
ووفقاً للمسؤول المعين من قبل حكومة الحوثي غير المعترف بها مديراً لشركة النفط إدريس الشامي الذي قال «بعد نقل النفط سيتعين علينا الاهتمام بالسفينة الجديدة»، في إشارة لإبقاء التحكم من قبلهم بالسفينة الجديدة «اليمن» في بلد عريق اسمه اليمن كاد يغرق وتبتلعه جماعته التي جاءت كالطوفان إلى حياة اليمنيين، حد وصف الكثير من اليمنيين، لولا وقوف التحالف العربي في وجه هذا المشروع.
وهنا قال الشامي أيضاً «لذلك ننقل المشكلة من سفينة قديمة ومتهالكة إلى سفينة أحدث»، في تعبير يكاد يختزل المشكلة في واقع سفينة متهالكة بما شكلته من تهديد حقيقي للعالم، تظهر الوجه الحقيقي لجماعة الحوثي باعتباره الخطر الحقيقي لليمنيين. وهو ما يطرح السؤال التالي على حد تعبير أحد الصحفيين: هل سيظل العبث مستمراً للمماطلة من قبل جماعة الحوثي في المضي قدماً في طريق الحل؟ أم سيستمر المسلسل في استخدام ناقلة النفط الجديدة «اليمن» التي ستمكث في السواحل اليمنية بانتظار ما سوف يُقرر بشأن النفط المنقول إليها، في ظل إصرار الجماعة على منازعة ملكية الحكومة على المخزون النفطي؟
لكن الواضح أن هناك جولة جديدة من الصراع حول مصير النفط في «اليمن السفينة» وفي «اليمن البلد» الذي ما زال يدفع فاتورة كبيرة جراء الحرب التي تصر عليها جماعة الحوثي الرافضة لمساعي وجهود السلام الأممية حتى اللحظة.
وفي هذا السياق أضاف الشامي في تصريحات صحفية «لكن ظروف البحر قاسية جداً وإذا لم نحافظ عليها لفترة، فسنعود إلى المشكلة نفسها»، في تأكيد واضح يختزل أيضاً تعقيدات المشهد.
وحيث تكون الأمم المتحدة قد نجحت بعد جهود شاقة في التوصل إلى حلول لإزالة التهديد على البحر الناجم عن ناقلة النفط «صافر»، هل تتواصل تلك الجهود في تحقيق نجاح حقيقي يزيل المخاطر الحقيقية على الأرض في إنهاء الحرب والعودة الى مسار السلام والاستقرار، بعد أن وصلت السفينة التابعة للأمم المتحدة إلى قبالة سواحل اليمن لتجنّب تسرّب نفطي كارثي في البحر الأحمر، ومعها تتجه أنظار العالم إلى عملية الضخّ المنتظرة منذ وقت طويل، لمنع أسوأ كارثة إنسانية يمكن أن تتسبب بها ناقلة النفط «صافر» المصنوعة قبل 47 عاماً والمحملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام قبالة الساحل اليمني. ومنذ ثمانينات القرن الماضي تم تحويلها إلى وحدة عائمة للتخزين والتفريغ، ولم تخضع لأي صيانة منذ 2015 نتيجة وقوعها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي على بُعد 4.8 ميل بحري (نحو تسعة كيلومترات) من السواحل اليمنية، إذ ظلت تعيق كل الجهود الرامية للتوصل لحل بشأنها متخذة منها مصدر تهديد تبتز به العالم، ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، في وقت تصاعدت حدة التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة من أنها «قد تنفجر في أي لحظة».
ويمكن أن تؤدي بقعة نفطية كبيرة إلى كارثة بيئية يصعب تحمل تداعياتها، ووفقاً لتحذيرات الأمم المتحدة فإن تسرباً محتملاً يمكن أن يكلف أكثر من 20 مليار دولار لتنظيفه.
وتقول الأمم المتحدة إن «صافر» تحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت تحملها الناقلة «إكسون فالديز» التي تسبّبت في 1989 بواحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
ووصفت الأمم المتحدة ومنظمة «غرينبيس» السفينة بأنها «قنبلة موقوتة».
ومن المقرر أن تتم عملية نقل النفط على مرحلتين؛ الأولى هي سحب النفط من الناقلة إلى سفينة الأمم المتحدة، والأخرى نقل «صافر» من موقعها الحالي إلى مكان آمن. وتُقدّر الكلفة الإجمالية للعملية بـ143 مليون دولار، بحسب الأمم المتحدة التي تقول إنه لا يزال ينقص من المبلغ 22 مليوناً.
وتحذّر الأمم المتحدة من أنه حتى بعد النقل «فإن الناقلة المتهالكة صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي متبقٍ من الاحتفاظ ببقايا النفط اللزج وستظل معرّضة لخطر الانهيار».
ومن المفترض أن يتمّ إيقاف تشغيل «صافر» بالكامل، مع إعادة تدوير أجزائها. وسيُتمّ تغيير اسم السفينة «نوتيكا» ليصبح «اليمن» على أن تبقى في المنطقة، مع استمرار المحادثات المقررة حول مصير النفط في الناقلة الجديدة.