قطاع غزة في انتظار مساعدات إنسانية ملحة قد

ينتظر قطاع غزة دخول المساعدات الملحة التي تكدست في الجانب المصري الذي وصل اليه الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة، فيما أعلنت المنظمة الدولية أن أول شحنة قد تبدأ بالدخول «السبت على اقرب تقدير».
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، وفق متحدث باسمه في جنيڤ، «نحن في محادثات معمقة مع كل الأطراف المعنية لتأمين بدء عملية دخول المساعدات الى غزة في أسرع وقت ممكن.. يفترض أن تبدأ أول شحنة بالدخول اعتبارا من السبت على أقرب تقدير».
وتفرض إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الجاري حصارا مطبقا على القطاع ومنعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود وغيرها من المواد الأساسية ردا على الهجوم الأكثر عنفا في تاريخ دولة الاحتلال الذي شنته حركة حماس على بلدات حدودية.
وقتل 4137 شخصا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الجمعة.
وخطفت «حماس» اكثر من 203 أشخاص تحتجزهم رهائن، بحسب أرقام معدلة للجيش الإسرائيلي نشرت الخميس.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي الجمعة إن «غالبية الرهائن على قيد الحياة»، مشيرا الى أن حماس أخذت معها «جثثا» أيضا إلى قطاع غزة.
في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، تجمع عشرات الأشخاص صباح الجمعة في انتظار المساعدات، وفي ظل أمل ضئيل باحتمال خروج من يحملون جوازات سفر أجنبية من القطاع المحاصر.
وقال محمد طه عياش، وهو من مخيم جباليا ويدرس الطب في مصر، «نحاول السفر للمرة الرابعة، لا أحد يضمن شيئا».
وفي اليوم الرابع عشر من الحرب، ازدادت المخاوف من هجوم بري تنفذه إسرائيل في اتجاه قطاع غزة الذي نزح مئات الآلاف من شماله ليتكدسوا من دون مأوى غالبا في جنوب القطاع الذي يعاني من نقص في الماء خصوصا والمواد الغذائية.
في السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من الجانب المصري من معبر رفح الحدودي الجمعة إلى وقف إطلاق نار إنساني للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال غوتيريش في كلمة من أمام معبر رفح على الجانب المصري، «في هذا الجانب لدينا الكثير من الشاحنات محملة بالغذاء والطعام والدواء.. هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة إلى سكان غزة نحتاج لتحريكها إلى الجانب الآخر بأسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع».
وتابع «هذه ليست عملية إنسانية عادية وإنما عملية في وقت حرب، لذا أكرر دعوتي لوقف إطلاق نار إنساني للسماح بدخول المساعدات، فلا يجب عقاب المواطنين مرتين، مرة بسبب الحرب ومرة بسبب غياب الاحتياجات الإنسانية».
وأشار إلى أنه أعلن مؤخرا من إسرائيل والولايات المتحدة أنه سيسمح بعبور المساعدات، وهناك أيضا اتفاق بين مصر وإسرائيل، واستطرد قائلا «لكن هناك العديد من القيود والشروط، ونعمل مع الأطراف المختلفة للحد من هذه القيود وإدخال أكثر كمية ممكنة من الشاحنات إلى القطاع».
وأضاف «نحن بانتظار قوافل كل يوم للدخول إلى قطاع غزة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية لحماية حياة المواطنين»، لافتا إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) «ستقوم بتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة».
واعتبر أنه «من المستحيل أن نكون هنا ولا نشعر بالحزن والأسى وخلف هذه الأسوار أكثر من مليوني شخص يعانون بشدة من انعدام الماء والطعام والأدوية ويعيشون تحت القصف».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة «علينا أن نعمل معا حتى يتحقق السلام من خلال إقامة دولتي إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب».
وعقب كلمة غوتيريش سيطرت حالة من الغضب على جموع المتطوعين الموجودين على الجانب المصري من معبر رفح المصري منذ أيام للمشاركة في نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بحسب «شينخوا» في رفح.
وردد هؤلاء شعارات وهتافات منددة بعدم السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وأخرى مؤيدة وداعمة للفلسطينيين في قطاع غزة.