وظيفة تثير الجدل
ووفقاً لشروط الوظائف اطلعت عليها «» يكون (خوي المشاهير) قابلاً للمزاح ويتحمَّل المقالب ومتفرغاً للتصوير على مدار اليوم، ولديه القدرة على السفر والتنقل مع (المشهور).
ويرى الأخصائي الاجتماعي المستشار عبدالله اليامي عبر «»، أن مثل هذه الإعلانات يجب منعها والتسويق لها؛ لأنها تندرج تحت الاستغلال غير الأخلاقي، وتؤدي إلى عدم احترام الشخص لذاته وحياته وعقليته إذا رضي على نفسه أن يكون محل تنمر وإهانة، فالإنسان لا بد أن يكرم نفسه ويكون إيجابياً ومنتجاً لمجتمعه.
وأضاف اليامي: «نحتاج إلى شباب واعٍ طموح يبني نفسه ومجتمعه، ومثل هذه الظاهرة أو (الهبة) تأثيرها سلبي وسيئ على أبنائنا ومجتمعنا وثقافتنا؛ لأنها تجعلهم أشخاصاً فارغين هدفهم مادي فقط، وعلى حساب الأخلاق والحياء». وأشار اليامي إلى أن «المملكة تزخر بكثير من الفرص والوظائف والأعمال والمشاريع، ويجب توجيه الشباب والفتيات إلى هذا الاتجاه وعدم ترويج وتسويق مثل هذه الإعلانات (خوي المشاهير) وغيرها».
من جانبها، أوضحت المتخصصة في أعمال السوشال ميديا حنان عبدالهادي لـ «»: «هذه تعد (هبّة) جديدة لدى كثير من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، لدعم محتواهم على مدار اليوم». معتقدةً أن استعانة هؤلاء بصانع محتوى أو كما يسميه البعض بـ(خوي المشاهير) كشراكة لعمل محتوى لا بأس، لكن بعيداً عن التنمر واستفزاز المجتمع والاستهزاء بالأشخاص.
وأضافت: «إن بعض المحتوى المعروض هو عبارة عن وجهات بلا معنى ووجبات بمطاعم وتضييع للوقت بلا هدف، فهو بالتأكيد سيصنع لنا محتوى فارغاً، ويخلق جيلاً من المراهقين المتنمرين الذين يرون في هؤلاء المشاهير قدوة لهم ونراهم يتبعونهم وينشئون حسابات (فانز) للاستماتة بالدفاع عنهم أو إغراق التعليقات بالمدح المزيف».
وزادت حنان عبدالهادي: ما نحتاجه اليوم في (السوشال ميديا) ليس محتوى يملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمجرد الملء، ويوزع عبارات التنمر والاستهزاء، ويعكس واقعاً مزيفاً عن حياة لا هدف لها، بل نحتاج محتوى هادفاً يصنع باحترافية، ويعكس مدى ثقافة المجتمع وهويته، وهذا لا يحتاج إلى خوي أو (كومبارس) مشاهير مهما كانت المسميات، إنما صانع محتوى حقيقي يملك الفكرة ويعمل على تطويرها.
وظيفة تصنع جيلاً فارغاً
المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي، يرى عبر «»، أنه عندما يتحول معنى وجودنا وبصمة إنجازاتنا إلى ما لم يكن مسبقاً، فنحن أمام أفكار جديدة قد تكون متطورة ويتفق عليها البعض، وقد تكون فاسدة ونجد من يدعمها، إذ نشهد اليوم اتفاقاً من جانب البعض ممن تكتلوا على ما يدور على (السوشال ميديا)، وهي إضافة جديدة صدمت البعض واستغلها آخرون وتحولت إلى صناعة ليخرج منها ما هو مقبول شرعياً وفكرياً وأخلاقياً وإنسانياً، ومنها ما هو صناعة منتجها فاسد.
وأشار المحلل النفسي الغامدي، إلى أنه بالرغم من ذلك إلا أن «هناك من يضع نفسه ضمن تلك الدائرة بهدف الشهرة والانتشار، وبالتالي خرج علينا بعض المشاهير ليشبعوا ذواتهم بهذا الوجود بغض النظر عما هو التأثير على أنفسهم وعلى من يتابعهم من المريدين».