ماذا عن القلق والخوف في البلدات العربية؟
تسود حالة من القلق والخوف في البلدات العربية، وخصوصا في منطقة الجليل، شمالي البلاد، إثر التصعيد في الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، وسقوط قذائف وشظايا صاروخية على بلدات عدة.
سقوط صاروخ في سهل طمرة، قبل أيام
تشهد البلدات العربية منذ بداية المرحلة الجديدة في التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، في الآونة الأخيرة، حالات عديدة لسقوط صواريخ وشظايا داخل وفي محيط البلدات العربية وتحديدا في الجليل ومرج ابن عامر.
وسجلت عدة حالات لسقوط قذائف وشظايا صاروخية، خلال هذا التصعيد، أسفرت عن إصابات بين الأهالي وأضرار جسيمة وخسائر فادحة بالممتلكات، في ترشيحا بالجليل الأعلى، وفي دير الأسد والبعنة ومجد الكروم ونحف في منطقة الشاغور، وفي طمرة وجديدة المكر وكابول وعبلين بقضاء عكا، وفي الناصرة والرينة ويافة الناصرة وكفر مندا وإكسال في الجليل الأسفل وعدة بلدات أخرى.
الأمر الذي يثير حالة من القلق والخوف لدى الأهالي، خصوصا مع انتشار توثيقات عديدة لسقوط صواريخ والأثر الذي تخلفه، وذلك، في ظل انعدام الملاجئ العمومية في البلدات العربية.
وقال صاحب معرض سيارات تضرر بفعل الصواريخ من جديدة المكر، هلال أبو شنب، لـ”عرب 48” إنه “يوم السبت الماضي وخلال ساعات العصر، دوت صافرات الإنذار في البلدة والمنطقة، وبعد دقائق اتصل بي الشاب الذي يعمل في المعرض وقال لي إن صاروخا قد سقط على بعد 5 – 6 أمتار من المعرض”.
وأضاف أبو شنب أنه “ذهبت للمكان، ووجدت أضرارا كبيرة حلّت بالمكان والمركبات، لكن بلطف من الله سقط الصاروخ قرب كومة تراب بجانب المعرض التي حدّت من تناثر الشظايا، حيث كان يتواجد أخي وابنه والعامل داخل المكتب وأصيبوا بكدمات بفعل الضغط الذي سببه الصاروخ، وسقط التلفاز على رأس أخي، فيما تضررت 24 سيارة في المعرض بشكل كبير بفعل الشظايا التي اخترقت هياكل السيارات وحطمت زجاجها”.
وأشار إلى أنه “خلال الأسابيع الماضية سقطت عدة شظايا في بلدتنا جديدة المكر، وسقطت شظية في المعرض وتحطم زجاج سيارتين، لكن لم نهتم حينها وقلنا إن الأثر محدود ولا يوجد ما يقلق أو يخيف، لكن اليوم وبعد الذي حصل فهناك تخوفات كبيرة من الفترة القادمة لدينا ولدى عموم أهالي البلدة. وحالة القلق والخوف تتزايد يوما بعد يوم”.
وفي ذات السياق، قال جابر فيصل من طمرة، وهو صاحب عزبة سقط فيها صاروخ، إنه “سقط عدد من الصواريخ عصر يوم الجمعة الماضي في سهل طمرة وكابول، وأصاب صاروخ العزبة التي أملكها في سهل طمرة، أزرع فيها وأربي حيوانات وطيور”.
وأكد فيصل لـ”عرب 48” أن “الصاروخ أحدث دمارا هائلا في العزبة وتدمرت زاوية الطيور ونفق حصان بسبب الشظايا وتضررت غالبية المزروعات، والحمد لله لم نكن نتواجد عند سقوط الصاروخ في العزبة، مع أننا كنا كالعادة نتواجد في هذه الساعات بالعزبة”.
وأردف أنه “صراحة، نحن نشعر بخوف وقلق مما حصل ومما يمكن أن يحصل إذا سقط صاروخ على المناطق السكنية في طمرة، لا قدّر الله. لا توجد ملاجئ عمومية في طمرة، وقبل أسابيع أحضروا 4 غرف عمومية محصّنة تخدم لـ35 ألف إنسان يقطنون في المدينة، وكل غرفة لا تستوعب أكثر من 10 أشخاص كحد أقصى، وغالبية المنازل والقديمة منها خصوصا لا تحتوي على ملاجئ. لا أستطيع تخيل ماذا سيحصل إذا ما سقط صاروخ في طمرة”.
وختم فيصل حديثه بالقول إنه “مع كل هذا، عندما حضر ممثلون عن الجبهة الداخلية بعد سقوط الصاروخ، قالوا إنهم يعتبرون هذه المنطقة ‘منطقة مفتوحة’ ولا يتم التصدي للصواريخ التي تسقط هنا! وماذا عن حياة الفلاحين والمزارعين؟ نحن بلطف من الله لم نكن نتواجد، ولو تواجدنا عند سقوط الصاروخ بالسهل لتسبب بما لا يحُمد عقباه”.
وقال محمد صالح بكري من البعنة، والذي سقط صاروخ دون أن ينفجر أمام منزل عائلته، لـ”عرب 48” إنه “أثناء جلوسنا بساحة المنزل، يوم الأحد 6 تشرين الأول/ أكتوبر، دوّت صافرات الإنذار، وخلال 10 ثوان سقط الرأس المتفجر للصاروخ على بُعد 5 أمتار من المكان الذي كنا نجلس فيه ولم ينفجر، بلطف من الله”.
وأكد أن “سقوط هذا الصاروخ أثار حالة من الخوف والذعر، وتجمع عدد كبير من الأهالي في محيط المنزل، وقد كان يزن الرأس المتفجر حوالي 6-7 كيلوغرامات من المتفجرات، والتي لو انفجرت لأحدثت كارثة”.
وختم بكري حديثه بالقول إن “هذه التوترات في هذه الأيام العصيبة تسببت بحالة قلق وخوف كبيرة بين الأهالي في المنطقة وخصوصا بعد سقوط عدد من الصواريخ، وهناك تخوفات من سقوط قذائف وشظايا صاروخية من لبنان أو صواريخ اعتراضية من منظومة ‘القبة الحديدية’ سقط قبل أسبوعين بجانب منزلي شظية من صاروخ اعتراضي لا يقل وزنه عن 20 كيلوغراما. الأوضاع خطيرة جدا، ووصل الأمر لأن يتجنب أصحابنا من خارج البلدة زيارتنا في المنزل خلال هذه الفترة بسبب هذه الأوضاع”.
المصدر: عرب 48