آيات بخيوط «السيرما».. لوحات يتبرك بها المصريون – تحقيقات وملفات
لوحات مطرزة يدوياً، عبارة عن خيوط لامعة ذات ألوان تسر الناظرين تخطف الأنظار من الوهلة الأولى، تبرز الكلمات، خاصة آيات القرآن الكريم ورسوم الكعبة المشرفة، أو بعض الزهور والمناظر الطبيعية الخلابة، على قطع من القماش، هذا هو فن حرفة «السيرما» التى يتميز بها المصريون وعرفوها منذ عشرات العقود.
«كسوة الكعبة المشرفة»، كانت من الصناعات التى تميز بها المصريون، ومحط أنظار العالم كل عام، وتتم حياكتها يدوياً منذ عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى، فى القرن الـ12 الميلادى، واستمر هذا التقليد خلال العصور التاريخية، وتوارثته الأجيال بدايةً من العصر المملوكى والعثمانى، حتى العصر الحديث والقرن الـ21، وتُنفذ بخيوط وأقمشة «السيرما» التى ذاع صيتها مع أوائل الثمانينات فى القاهرة، مع إعداد «البادجات والكابات»، حتى اتجه صانعوها للآيات القرآنية.
ورش تصنيع السيرما في خان الخليلى والأزهر
داخل مناطق «خان الخليلى والأزهر»، توجد ورش تصنيع «السيرما»، خاصة فى حارة الأربعين، ومعلمو المهنة يجلسون داخل ورشهم، يلتف حولهم الجيل الجديد، يتعلمون فنون وسر الصنعة والمشغولات اليدوية، واللوحات التى تبهر الناظرين متراصة فوق بعضها فى أرجاء المكان، بمختلف أشكالها وألوانها وأحجامها، ومصنوعة بأنامل مصرية.
الحاج إسماعيل علم الدين، واحد من معلمى «السيرما» ويعمل بها لأكثر من 40 عاماً، روى لـ«الوطن» حكايات صناعة كسوة الكعبة المشرفة بخطوط لامعة مصنوعة من المعدن الرقيق متعدد الألوان، قائلاً: «تعتمد الحرفة على الدقة والصبر والممارسة، وكيفية التعامل مع الخيوط التى تُستخدم للحياكة بداية من القصب والخشخالة والنحاس والأسلاك الفضية والذهبية».
أحد صانعي السيرما: نحن مرآة تعكس الذوق العام
أحمد القصابجى، أحد أشهر صانعى «السيرما»، وتقع ورشته فى خان الخليلى، بمنطقة الحسين، وواحد من أهم ممارسى الحرفة، لأنه ورث أصولها عن جده الحاج عثمان عبدالحميد، الذى كان واحداً ممن يصنعون كسوة الكعبة عام 1924، قال: «الحرفة تعتمد على الذوق العالى فى إعداد اللوحات والقطع قبل تصديرها وتكون على أعلى جودة وكفاءة، فنحن مرآة تعكس الذوق العام، وتعتبر ماليزيا من أكثر البلاد التى تستورد هذه اللوحات».
تُحدد الخامات المستخدمة طرق البيع للعميل، وتتحكم فى السعر، وأضاف: «الخامة تحدد سعر البيع والمصنعية والغرز والشكل، وفى حالة إذا كانت مصنوعة من الخشخان يمكن أن تتكلف القطعة 200 جنيه، أما القصب فيكون أغلى، وسلك النحاس يتم حسابه بالمتر المربع ويبدأ من 2000 جنيه، ويعتمد عليها الكثير من الأشخاص كمصدر للدخل والرزق».
المصدر: اخبار الوطن