أبراج حمام عمرها 200 عام في قرية السلاطنة بالشرقية.. عشق وتراث – المحافظات
أبراج مبنية من الطوب اللبن، تتناثر بين الأراضي يحيط ببعضها الخضرة وأعلاها ترفرف أسراب من الحمام، منظرها أشبه بلوحة فنية، اعتاد الأهالي في قرية السلاطنة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، على رؤيتها منذ 200 عام، وبدت مشهدًا لافتا لأي زائر تطأ قدميه القرية.
أبراج الحمام تنتشر في قرية السلاطنة منذ 200 عام
«الأبراج موجودة من حوالي 200 سنة، فتحنا عنينا على الدنيا لقينا الحمام حوالينا»، بتلك الكلمات بدأ الحاج سعد بدوي، 65 عامًا، مقيم بقرية السلاطنة حديثه معنا، موضحًا: «تعلمت تربية الحمام وبناء أبراج الحمام من والدي وجدي، منذ كنت طفلًا صغيرًا».
صيانة الأبراج سر صمودها
وأضاف «بدوي»، أنه وأفراد عائلته يحافظون على أبراج الحمام القديمة ويجرون صيانة مستمرة لها، مشددًا: «نقوم بعمل معجنة من التراب والمياه والتبن ونضعها على الأبراج من الخارج»، مشيرا إلى أن ذلك يحميها من التشققات، أو التصدعات أو الانهيارات.
وأوضح أن الأبراج مبنية على صفوف متقابلة، وبين كل صف وآخر «شارع» على مسافة تتراوح من نصف متر إلى متر ونصف، وذلك لتسهيل التنقل بين الأبراج والدخول والخروج منها، مشيرًا إلى أن الحمام من النوع الجبلي.
ولفت إلى أنهبنى برجا حديثًا بجوار الأبراج القديمة، وبلغ عرضه مترين ونصف، والارتفاع 8 أمتار، واستخدم في القاعدة 3 آلاف طوبة حمراء، ثم أكمل الإنشاء بالطين اللبن والفخار، موضحا أنه يتم وضع الفخار على مسافات قريبة داخل الطين ويضم البرج 800 قطعة، وهي تكون العش الذي يعيش فيه الحمام ويضع البيض ويقفس.
وأشار إلى أن مدة بناء البرج تصل إلى شهر ونصف، ويتم وضع أخشاب على مسافة 5 قواديس من الفخار، لافتا إلى أن هذه الأخشاب تساعد في عملية البناء، كما يتم الصعود عليها أثناء تنظيف الفواخير، وجمع الزغاليل.
والتقط سالم سعد بدوي طرف الحديث قائلًا، نعتبر هذه الأبراج آثارًا مثل الأهرامات وأبو الهول، وإذا جاء أي شخص غريب إلى القرية ينبهر بها، مشيرا إلى أن القرية زارها وفد ياباني قبل عدة سنوات عندما كانوا في رحلة إلى منطقة آثار صان الحجر، موضحًا تربى على عشق وتربيته.
وأضاف، الحمام غذاء للإنسان، ومخلفاته تساعد على زيادة خصوبة التربة، مشيرا إلى أنه يتم جمعها مرتين في السنة وذلك في نهاية فصل الصيف وفصل الشتاء، ويأخذه أصحاب الأراضي خاصة لمزارع المانجا والبطيخ الأناناس، كما أنها تساعد على رفع كفاءة الأراضي الصحراوية التي يتم استصلاحها للزراعة.
المصدر: اخبار الوطن