أبرز الأخبار الزائفة حول زلزال المغرب
ادّعى متداولو فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنّه لكاميرا مراقبة تسجل لحظة حدوث زلزال المغرب، لكن تحقق “مسبار” أظهر أن الفيديو قديم ونُشر في شباط/ فبراير 2023 وذُكر أنّه للحظة وقوع زلزال تركيا وسورية.
ضرب المغرب يوم الجمعة الماضي، زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر. وتسبب حتى كتابة هذا التقرير في وفاة 2681 شخص وإصابة 2501، وفقًا لحصيلة نشرتها وزارة الداخلية المغربية، كما ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية.
وحاز هذا الحدث على تفاعل ملايين المستخدمين حول العالم، وارتبط هذا التفاعل بعشرات المشاهد التي انتشرت على أنها من الحدث الأخير. فيما فنّد فريق “مسبار” – المنصة العربية لتقصي الحقائق، عددا كبيرًا منها ونقدمها لكم في ما يلي:
مقاطع فيديو وصور مضللة منسوبة لزلزال المغرب
تتداول حسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاء مفاده بأن العالم الهولندي المتخصص في علم الزلازل، فرانك هوغربيتس، توقّع حدوث زلزال في المغرب قبل أيام، من حدوثه، ولكن هذه الادّعاءات غير دقيقة.
ففي تغريدته عبر حسابه في موقع “إكس” في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، توقّع هوغربيتس حدوث هزات قوية بين 5 و7 أيلول/ سبتمبر نتيجة تقارب بين عطارد والزهرة واقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، دون تحديد المنطقة التي ستتأثر بها.
منذ أسبوعين، حذّر هوغربيتس من زلزال قد تتخطى قوته ثماني درجات على مقياس ريختر بسبب الاصطفاف بين الأرض وكلٍّ من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين. وبعد حدوث الزلزال في المغرب، أعاد العالم الهولندي نشر تغريدة اقتبسها عن زميل آخر نشرها قبل ساعة و48 دقيقة من وقوع زلزال المغرب، وقال فيها “لسوء الحظ، أدى هذا الرد الزلزالي إلى مقتل مئات الأشخاص في المغرب.. لقد ناقشت هندسة الكواكب هذه في الثالث من سبتمبر (أيلول)”.
وادّعى متداولو فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنّه لكاميرا مراقبة تسجل لحظة حدوث زلزال المغرب، لكن تحقق “مسبار” أظهر أن الفيديو قديم ونُشر في شباط/ فبراير 2023 وذُكر أنّه للحظة وقوع زلزال تركيا وسورية.
ويتطابق التاريخ الذي جرى تصوير الفيديو فيه مع تاريخ الزلزال الفعلي الذي وقع في تركيا وسورية في السادس من شباط/ فبراير 2023، إذ بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وضرب مناطق في الجنوب التركي والشمال السوري، وتسبب في وفاة أكثر من 50 ألف شخص.
والصورة التي زعم متداولوها على موقعي “فيسبوك” و”إكس” أنّها تُظهر سفنًا جانحة في حالة اصطدام إثر زلزال المغرب الأخير. قد تبيّن أنّها قديمة وليست من تبعات الزلزال الأخير في المغرب. وتعود إلى 12 آذار/ مارس 2011 وتُظهر سفنًا جرفتها تسونامي بالقرب من ميناء في مدينة كيسينوما في اليابان بعد زلزال بقوة 8.9 درجة الذي وقع في 11 آذار/ مارس 2011.
وانتشر مقطع فيديو على موقع “إكس” ادعى ناشروه أنّه يُظهر مصلين ثابتين في أحد مساجد المغرب خلال وقوع الزلزال الأخير. ولكن، تبين أن المقطع قديم ويعود لزلزال تركيا وسورية في شباط/ فبراير 2023، وذُكر أنّه جرى تصويره داخل مسجد الفاروق في ريف إدلب في سورية، ويظهر مصلين ثبتوا أثناء وقوع الزلزال المدمر آنذاك.
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعوا أنّه يُظهر ثبات شيخ وهو يلقي محاضرة في مسجد أثناء وقوع الزلزال الأخير في المغرب. ومع ذلك، تم التحقق من الادّعاء وتبيّن أنّ الفيديو قديم ويعود لشيخ يُدعى موسى عزوني في الجزائر، وتم تصويره في كانون الأول/ ديسمبر 2014 خلال هزة أرضية في ولاية البليدة بالجزائر بقوة 4.9 درجة. الشيخ ظل ثابتًا وهادئًا خلال الهزة الأرضية.
وادّعى ناشرو هذا الفيديو أنّه من زلزال المغرب، ولكن تحقق “مسبار” وجد أنه قديم ويعود إلى الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش في تركيا في شباط/ فبراير 2023. ويُظهر انهيار بناية في تركيا نتيجة للزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وليس له علاقة بزلزال جديد في المغرب.
وزعم متداولو مقطع فيديو عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أنّه يُظهر انهيار مبنى سكني نتيجة الزلزال الأخير في المغرب. ولكن بعد التحقق تبيّن أن الفيديو قديم وقد نُشر للمرة الأولى في آب/ أغسطس 2020، ويُوثق انهيار منزل في مدينة الدار البيضاء في المغرب.
ولا يُظهر هذا الفيديو لحظة وقوع زلزال في المغرب الذي وقع في 8 أيلول/ سبتمبر 2023. إذ تبيّن بعد التحقق أنّ الفيديو قديم ويُظهر لحظة وقوع زلزال في مدينة تومان الألبانية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
كما أنّ فيديو اهتزاز أثاث شقة قديم وليس من زلزال المغرب، ويعود لاهتزاز أثاث شقة سكنية وسقوط بعضه إثر زلزال ضرب اليابان في كانون الثاني/ يناير عام 2022.
أمّا الفيديو الذي ادّعى ناشروه أنه يُظهر انهيار مبنى منزلي بالكامل في المغرب جراء الزلزال الأخير. وجد “مسبار” أنه مضلل وقديم، نشرته وسائل إعلام تركية في شباط/ فبراير الفائت، وقالت إنه لانهيار مبنى في جنوبي تركيا بعد الزلزال الثاني، الذي جاء لاحقًا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من شباط/ فبراير 2023.
وانتشر مقطع فيديو على “تيك توك” ادّعى ناشروه أنّه يُظهر إمام مسجد في المغرب يواصل الصلاة أثناء وقوع الزلزال. ولكن بعد التحقق من الادعاء، تبيّن أن هذا الفيديو قديم ويعود لإمام مسجد في جزيرة بالي بإندونيسيا. يُظهر الفيديو الإمام وهو يواصل الصلاة أثناء زلزال ضرب إندونيسيا في آب/ أغسطس 2018، وقرر بعض المصلين المغادرة في حين استمر آخرون في الصلاة خلفه. الإمام الذي يدعى عرفات عبد الغني محمد من اليمن، استمر في أداء الصلاة حتى نهايتها على الرغم من الهزات الأرضية والخطر الذي كان يشعر به الحضور.
أما فيديو اهتزاز المسبح قديم وليس من زلزال المغرب الأخير، بل نُشر للمرة الأولى في شباط/ فبراير 2023، ويعود إلى مشاهد وثقتها إحدى كاميرات المراقبة داخل مسبح في ولاية غازي عنتاب التركية، أثناء اهتزازه لحظة وقوع زلزال تركيا وسورية حينها.
وتداولت حسابات على “تيك توك”، مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه للحظة انهيار مبنى مكون من عدة طوابق في المغرب نتيجة الزلزال الأخير. وأظهر تحقق “مسبار” أنّ الادعاء مضلل ونُشر الفيديو على موقع “يوتيوب” منذ حزيران/ يونيو عام 2022، على أنه لهدم فندق قديم في مدينة مكة المكرمة في السعودية.
وهذا الفيديو لا يُظهر التقاط كاميرا مراقبة في أحد شوارع المغرب لحظة وقوع الزلزال الأخير، بل يعود تاريخ نشره إلى شهر شباط/ فبراير 2023، عندما نشرت وسائل إعلامية المقطع وقالت إنه لكاميرا مراقبة رصدت اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب مدينة إدلب السورية، وأظهر حالة من الهلع والخوف وهروب الأهالي من الأبنية السكنية خوفًا من انهيارها بسبب قوة الزلزال.
كما تحقق “مسبار” من مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يظهر آثار الدمار في المغرب عقب الزلزال الذي ضرب البلاد مساء الجمعة الثامن من أيلول/ سبتمبر الجاري. ووجد أنّه مضلّل وقديم ويعود المشهد إلى لقطات جوية في ولاية هاتاي جنوبيّ تركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من شباط/ فبراير الفائت.
وصورة الينابيع المائية التي ادّعى مروجوها على موقعي “فيسبوك” و”إكس”، أنها ظهرت في منطقتي ورزازات والحوز بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب، وجد “مسبار” أنها مضللة وقديمة، ومنشورة في صفحات سوريّة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منذ آذار/ مارس الفائت، مع صورتين أخريين على أنّهما من شلالات قرية بيت جن في سورية.
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعى ناشروه أنّه لبرق أزرق ظهر في السماء قبل الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب لأسباب مجهولة. وعزا بعض الناشرين ذلك الوميض إلى سلاح تسبّب بحدوث الزلزال.
تحقّق “مسبار” من الادعاء وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ مقطع الفيديو مركّب ونشره حساب على منصة “تيك توك”، يحمل اسم “jayhideaway”، في أيار/ مايو 2020.
وبالاطلاع على محتوى حساب “jayhideaway”، تبيّن أنّ صاحبه خصصه لنشر مقاطع فيديو من تصميمه.
المصدر: عرب 48