أحمد الشرع يبحث مع بن سلمان في السعودية خططا مستقبلية تهدف لحفظ استقرار المنطقة والعلاقات الثنائية
قال الرئيس السوري، الشرع “أجرينا اليوم اجتماع مطولا، لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سورية في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري، ووحدة وسلامة أراضيه”؛ كما ناقشا “أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين”.
الرئيس السوري، الشرع، ووليّ العهد السعوديّ، بن سلمان (Getty Images)
أكد الرئيس السوري خلال المرحلة الانتقاليّة، أحمد الشرع، التزام السعودية دعم “بناء مستقبل” بلاده، وذلك إثر لقائه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأحد، خلال زيارته للسعودية في أول رحلة يجريها إلى الخارج منذ توليه الرئاسة.
وقال الشرع في بيان “أجرينا اليوم اجتماع مطولا، لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سورية في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري، ووحدة وسلامة أراضيه”.
وأضاف “كما تناولنا اليوم خلال الاجتماع نقاشاتٍ ومحادثاتٍ موسَّعةٍ في كلِّ المجالات، وعمِلْنا على رفعِ مستوى التواصلِ والتعاونِ في كافةِ الصُّعد، لا سيما الإنسانيةِ والاقتصادية، حيث ناقشْنا خططًا مستقبليةً موسَّعة”.
وذكر أن الخطط الموسّعة تشمل “مجالات الطاق والتقانة، والتعليم والصحة، لنصل معًا إلى شراكةٍ حقيقية، تهدفُ إلى حفظ السلام والاستقرار في المنطقةِ كلِّها، وتحسينِ الواقعِ الاقتصادي للشعب السوري”.
وتعوّل السلطات في دمشق على دعم الدول العربية، لإعادة إعمار البلاد، ومعالجة تداعيات النزاع المدمّر الذي امتدّ 13 عاما، وأدى إلى دمار واسع في البنى التحتية السورية؛ وحُكم بشار الأسد ونظامه الاستبداديّ.
من جهتها، نشرت الخارجية السعودية بيانا قالت فيه، إنّ بن سلمان والشرع بحثا “مستجدات الأحداث في سورية، والسبل الرامية لدعم أمن واستقرار سورية الشقيقة”، كما ناقشا “أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات”.
والتقى الشرع بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، في الرياض بعيد وصوله بعد ظهر الأحد، في أول زيارة خارجية له منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل نحو شهرين.
وأظهرت مشاهد ولي العهد السعودي وهو يستقبل الشرع الذي وصل في سيارة سوداء فارهة إلى أحد القصور الملكية في الرياض.
وأظهرت اللقطات الشرع وهو يصافح كبار المسؤولين السعوديين، وولي العهد السعودي وهو يصافح الوفد المرافق للرئيس الانتقالي السوري.
وتعمل دمشق والرياض على تعزيز العلاقات بينهما في مرحلة ما بعد الأسد، مع إعراب السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع الرياض.
وكانت العاصمة السعودية وجهة أول زيارة قام بها وزير الخارجية السوري مطلع كانون الثاني/ يناير. كما زار نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق أواخر الشهر ذاته.
وأكّد بن فرحان في حينه، وقوف بلاده إلى جانب الإدارة الجديدة ودعمها في مسألة رفع العقوبات الغربية التي فرضت على سورية في حقبة رئيس النظام المخلوع.
دور مهم للرياض وإيران “خارج المشهد” السوريّ
وقالت الخبيرة في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية في القاهرة، رابحة سيف علام، إنّ “السعودية تؤدي دورا مهما في إعادة دمج سورية الجديدة في الصفّ العربي وعلى الساحة الدولية أيضا”.
وأضافت “تستفيد السعودية بشكل مباشر من إرساء الاستقرار في سورية الجديدة”، موضحة أنّ “إيران أصبحت خارج المشهد في سورية، ما أضعف نفوذها العام في المنطقة”، بحسب ما نقلت عنها وكالة “فرانس برس” للأنباء.
وكانت إيران، أحد أبرز دعمي نظام بشار الأسد الذي شكّل سقوطه خسارة إستراتيجية كبيرة لطهران، بحسب محلّلين.
وأشارت سيف علام إلى أن “تجارة المخدرات القادمة من سورية إلى دول الخليج، والتي كانت عنصرا مزعزعا للأمن الإقليمي، أصبحت من الماضي”.
وخلصت إلى أنه “من الطبيعي جدا لهذا السبب، أن تكون زيارة الشرع الأولى للرياض، فهو أسدى لها خدمة إستراتيجية بطرد طهران من سورية”.
ورغم تحسّن العلاقات في الفترة الأخيرة بين الرياض وطهران، إلا أن بينهما خلافات عميقة على قضايا إستراتيجية، بينها الحرب في اليمن حيث تدعم إيران الحوثيين، بينما تقود الرياض تحالفا يساند القوات الحكومية في المعركة ضد الحوثيين. كما تتهم السعودية ودول خليجية أخرى إيران بالتدخّل في شؤون دول خليجية وعربية.
وسمّى قادة الفصائل المسلحة المشاركة في الهجوم الذي أطاح بالأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، الأربعاء، الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، من أوائل القادة الذين هنأوا الشرع الذي ولد في السعودية وعاش فيها السنوات الأولى من طفولته.
وفي مقابلة في كانون الأول/ ديسمبر، توقّع الشرع أن يكون للمملكة “دور كبير جدا” في سورية حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى”.
وقال “بالتأكيد السعودية سيكون لها دور كبير في مستقبل سورية، والحالة التنموية التي نسعى إليها أيضا سيكونون (السعوديون) أيضا شركاء فيها”.
وتأتي زيارة الشرع للسعودية بعد أيام من زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدمشق، وهي الأولى لرئيس دولة إلى سورية منذ الإطاحة بالأسد.
المصدر: عرب 48