Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

أزمة غلاء الأسعار ترهق العائلات بالبلاد.. كيف يمكن التعامل معها؟

تشهد البلاد موجة ارتفاع أسعار بشكل حاد منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ولغاية اليوم، ما أدى إلى زيادة تكاليف المعيشة والسلة الغذائية الشهرية وارتفاع ملحوظ في أسعار المياه والكهرباء والوقود عدا عن ارتفاع أسعار وسائل النقل والضرائب.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ووفقا للمعطيات الرسمية الإسرائيلية، فإن تكلفة الحرب على غزة لغاية كانون الثاني/ يناير 2025، بلغت 125 مليار شيكل، علمًا أن الضرائب التي كانت مؤجلة بدأت جبايتها فعليا منذ بداية العام 2025 وفقا لخطة وزارة المالية، وتشكل الضرائب إلى جانب ارتفاع الأسعار عبئا كبيرا على كاهل العائلات.

ومنذ بداية كانون الثاني/ يناير 2025 ارتفعت ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1% لتصل إلى 18%، ما يعني ارتفاع الأسعار والخدمات بالتناسب مع هذا الارتفاع، كما سجلت ضريبة الأرنونا ارتفاعا بنسبة 5.13% وأسعار الكهرباء بنسبة 3% والمياه بنسبة 2%، فيما ترتفع أسعار الوقود بشكل شبه شهري.

شاكر شاكر

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية للوقوف على مدى تأثرهم بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

وقال شاكر شاكر من البعينة نجيدات، لـ"عرب 48"، إنني "أعمل أنا وزوجتي وبصدق وأمانة لا أرى أي شيكل من راتبي، فأنا أصل إلى موعد الراتب وقد أصبحت مرهونا بكامل راتبي وراتب زوجتي بدفعة بطاقة الاعتماد، وهذا يتكرر شهريا بحيث أن ارتفاع الأسعار جنوني ولم يعد يحتمل".

محمد عزام

وذكر العامل محمد عزام من دير حنا لـ"عرب 48"، أنه "أعمل أنا وزوجتي، إذ أن راتبي الشهري يصمد لمدة 10 أيام ثم تبدأ سلسلة الاستدانة. أسعار الخضار واللحوم وغيرها ارتفعت بشكل جنوني".

وقال المحامي يوسف عاصلة من مدينة عرابة لـ"عرب 48"، إن "عملي مستقل وزوجتي عاملة، ونحن نشعر بارتفاع الأسعار بشكل مخيف ومقلق. كنا نقوم في السنوات السابقة بالسفر لرحل ترفيهية خارج البلاد ثلاث مرات سنويا، وبصدق منذ عام ونصف قررنا التوقف نظرا للارتفاع الحاد في الأسعار الذي جعل من الحياة أكثر صعوبة".

المحامي يوسف عاصلة

وذكر رشاد شرارة وهو بائع خضار من الناصرة، لـ"عرب 48"، أنه "نشعر في ارتفاع أسعار الخضار بشكل كبير، وذلك ما نلمسه عندما نشتري نحن أيضا ونلاحظ الارتفاع المتواصل والمخيف بالأسعار، والأمر يرتد علينا من خلال انخفاض المبيعات ومن دون مبالغة أقدر أن مبيعاتنا انخفضت خلال فترة الحرب بين 30 إلى 50%، وأنا أتحدث عن هذه الأيام ولا ننسى أننا منعنا خلال فترة الحرب في الشمال من فتح بسطات الخضار".

ومن جانبه، قدم الخبير في ميزانية العائلة، حسين خلايلة، خلال حديثه لـ"عرب 48" مجموعة من النصائح القيمة في مواجهة موجة الغلاء، قائلا "وفقا للمعطيات الرسمية فإن تكلفة السلة الغذائية ارتفعت في السنوات الأخيرة بنسبة 30%، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الضغوطات المالية فهناك ضرورة لاتخاذ قرارات استهلاكية عقلانية عبر التمييز بين الحاجة والرغبة".

رشاد شرارة

وأضاف "كما هناك أهمية لتجنب الانجرار وراء العروض الترويجية التي قد تبدو مغرية، لكنها في كثير من الأحيان تؤدي إلى شراء منتجات غير ضرورية. كما أنصح بمراقبة المصروفات من خلال تسجيلها يوميا ومراجعتها أسبوعيا، واتخاذ هذا الأمر كمشروع عائلي يساعد الجميع على ضبط الإنفاق وتصحيح القرارات المالية بشكل جماعي".

وتابع "أنصح أرباب العائلات شراء الاحتياجات الغذائية بشكل أسبوعي وفي حال النقص فقط، مع ضرورة مقارنة الأسعار قبل الشراء واعتماد الدفع نقدا إن أمكان، إذ أن ذلك يقلل من المخاطر المالية على المدى الطويل. أحذر من اللجوء إلى التقسيط، فالأقساط قد تبدو مريحة في البداية لكنها في الواقع تتحول إلى قروض باهظة بسبب ارتفاع الفوائد البنكية، ما يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة يصعب التعامل معها لاحقا".

حسين خلايلة

ولفت خلايلة إلى أنه "في ما يخص تحسين الوضع المالي فهناك حاجة للتفكير في زيادة الدخل الذي أصبح ضرورة وليس خيارا، سواء إن من خلال البحث عن فرص عمل إضافية أو إيجاد وظائف ذات مردود أفضل، فالتوازن بين الدخل والمصروفات هو الأساس للخروج من الأزمة بأقل الخسائر وتخصيص ميزانية تتناسب مع الإمكانيات المالية الفعلية للعائلة".

وختم بالقول "أشدد على ضرورة بناء ميزانية شهرية واضحة، بحيث يتم خلالها تحديد المصروفات الثابتة والتعامل بحذر مع المصروفات المتغيرة، فالالتزام بالميزانية هو مفتاح لتجاوز هذه الفترة العصيبة والتخطيط المالي السليم يمنح العائلات القدرة على مواجهة ارتفاع الأسعار دون الوقوع في أزمات مالية خانقة".

اقرأ/ي أيضًا | عكا القديمة: الكساد الاقتصادي يهدد مصير السوق

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *