أسامة حمدان: إسرائيل عملت جاهدة من أجل انهيار اتفاق الهدنة في غزة

أكدت حركة حماس، اليوم الإثنين، أن إسرائيل "عملت جاهدة من أجل انهيار اتفاق الهدنة في قطاع غزة"، وذلك في بيان مصوّر للقيادي في الحركة، أسامة حمدان.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وقال حمدان إن "سلوك الاحتلال وخروقاته للاتفاق خلال المرحلة الأولى تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن حكومة الاحتلال كانت معنية بانهيار الاتفاق، وعملت جاهدة لتحقيق ذلك".
وطالبت حركة حماس، الوسطاء لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بـ"حمايته من الانهيار" كونهم مسؤولين عن منع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من "تخريب كل الجهود التي بُذلت للتوصل للاتفاق".
وفي كلمة مصورة للقيادي بالحركة أسامة حمدان، استعرض خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، ضمن 6 بنود وهي: "الخروقات المتعلقة بالإغاثة والإيواء والبروتوكول الإنساني، والخروقات الميدانية، والخروقات المتعلقة بالأسرى، ومعبر رفح، ومحور فيلادلفيا، والخروقات السياسية".
وفي حديثه عن الخروقات السياسية، دعا حمدان المجتمع الدولي إلى إجبار نتنياهو على بدء المرحلة الثانية.
وقال "ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للعمل لإلزام الاحتلال بالعودة للاتفاق، والدخول بالمرحلة الثانية منه، وصولا لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب كافة القوات، وإغاثة وإيواء أبناء شعبنا، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال".
وطالب بـ"تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2735) والعمل على إنجاز حل عادل لقضيتنا الفلسطينية، يضمن حق تقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والمستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها".
في السياق، طالب حمدان "المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال على فتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".
وأدان "الابتزاز الرخيص الذي يمارسه نتنياهو وحكومته المتطرفة، باستخدام المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات، لا سيما بعد قرار حكومة الاحتلال إغلاق المعابر، ووقف تدفق المساعدات".
وأشار إلى أن الوسطاء والضامنين للاتفاق تقع عليهم "كامل المسؤولية بمنع نتنياهو من تخريب كل الجهود التي بذلت للتوصل للاتفاق، وحماية الاتفاق من الانهيار".
كذلك، جدّد حمدان تأكيد حماس على أن "السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى الإسرائيليين بغزة، هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية، والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته".
وحمّل القيادي بحماس نتنياهو وحكومته "المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في غزة".
وذكر حمدان أن "قرار نتنياهو الأخير باعتماد المقترح الأميركي لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق ترتيبات مخالفة له، محاولة مفضوحة للتنصل والتهرب من الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية".
وأكد التزام حركته "بتنفيذ كافة بنود الاتفاق والمضي قدما به والعبور للمرحلة الثانية منه".
خروقات البروتوكول الإنسانيّ
وفي حديثه عن الخروقات المتعلقة بالإغاثة والإيواء والبروتوكول الإنساني، قال حمدان إن إسرائيل لم تسمح بإدخال 50 شاحنة وقود يوميا وفق للاتفاق، وأدخلت فقط خلال 42 يوما 978، بمعدل 23 واحدة يوميا.
وتابع "الاحتلال منع القطاع التجاري من استيراد الوقود بأنواعه، رغم وجود نص صريح في الاتفاق يسمح بذلك".
وذكر أن إسرائيل "سمحت بدخول 15 بيتا متنقلا (كرفان) فقط إلى القطاع من أصل 60 ألفا وفق الاتفاق، إضافة لعدد محدود من الخيام".
وأكد حمدان أن "الاحتلال منع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام واستخراج الجثث، حيث دخل فقط 9 آليات، في حين أن القطاع بحاجة إلى 500 آلية على الأقل".
وقال "كما منع الاحتلال دخول مواد البناء والتشطيب لإعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات، ومنع دخول المعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات، وسمح بإدخال 5 سيارات إسعاف فقط".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "رفض إدخال معدات الدفاع المدني، كما منع تشغيل محطة الكهرباء، ورفض إدخال مستلزمات إعادة تأهيلها، فضلا عن منعه إدخال السيولة النقدية للبنوك الفلسطينية، ورفض تغيير العملات الورقية البالية".
الخروقات الميدانيّة
وعدّد حمدان خروقات ميدانية ارتكبتها إسرائيل في المرحلة الأولى من الاتفاق، أهمها "استمرار آليات الاحتلال في التقدم والتوغل على خطوط الانسحاب بشكل شبه يومي، وخصوصا في محور فيلادلفي، متجاوزة المسافات المتفق عليها بمقدار يتراوح بين 300 إلى 500 متر، وما صاحب ذلك من إطلاق نار، وقتل مدنيين وهدم وتجريف منازل وأراض".
وذكر أن إسرائيل أيضا "أخّرت انسحاب آلياتها من شارعي الرشيد وصلاح الدين ومنعت عودة النازحين لمدة يومين كاملين، في مخالفة صريحة للاتفاق".
كما "منعت الصيادين من النزول إلى البحر لممارسة الصيد، إضافة إلى إطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم".
وفي السياق، حلّق الطيران الإسرائيلي بشكل يومي خلال الفترات المحظورة (10-12 ساعة يوميًا)، حيث تم رصد 210 خروقات للطيران الاستطلاعي والمُذخّر باستخدام طائرات مختلفة، وفق القيادي في حماس.
وأشار حمدان إلى أن إجمالي هذه الخروقات الميدانية بلغ 962، بينها "سقوط 116 شهيدا، و490 مصابا، و210 عملية تحليق للطيران الإسرائيلي، و77 إطلاق نار، و45 عملية توغل و37 قصف واستهداف و5 حالات حجز سائقين وصيادين".
خروقات متعلقة بالأسرى
وحول الخروقات المتعلقة بتبادل الأسرى، قال حمدان إن إسرائيل "ماطلت في الإفراج عن الأسرى في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم أسرى الاحتلال".
وأضاف "منع الاحتلال الإفراج عن الدفعة الأخيرة من المرحلة الأولى، والبالغ عددها 600 أسير، لمدة 5 أيام، بحجج وذرائع واهية".
كما أجبر المعتقلين المفرج عنهم يومي 15 و26 شباط/ فبراير الماضي، على ارتداء ملابس "تحمل دلالات نازية وعنصرية"، وفق حمدان.
ولفت إلى أن "الاحتلال لم يفصح عن أسماء مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة، حيث أفصح فقط عن 2400 أسير، فيما رفض الإفراج عن الأسيرة المسنّة سهام موسى أبو سالم (70 عاما) من غزة".
وشدد حمدان على أن الأسرى الفلسطينيين تعرضوا للضرب والتعذيب والإهانة، حتى ساعة إطلاق سراحهم.
رفح وفيلادلفيي
وفي ما يتعلق بانتهاكات معبر رفح جنوبي قطاع غزة، قال القيادي بـ"حماس"، إن إسرائيل تواصل "إغلاق المعبر أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنعت استئناف حركة البضائع والتجارة عبر المعبر".
وشدّد على أن إسرائيل أعادت "عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم".
وبخصوص محور فيلادلفي على الحدود مع مصر، قال حمدان إن إسرائيل "لم تقلّص قواتها تدريجيا كما تعهّد الوسطاء، إذ كان من المفترض تقليص الممر بعرض 50 مترا أسبوعيا".
"على العكس من ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي توغله البري بشكل يومي لمسافات مئات الأمتار بدلا من تقليص وجوده، ولم يبدأ انسحابه من المحور في اليوم 42 كما كان مقررا، فيما لم يستكمل الانسحاب في اليوم الخمسين"، وفق حمدان.
وتنصلت إسرائيل من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، بعد أن انتهت الأولى منتصف ليل السبت – الأحد.
وادعت تل أبيب أن "حماس" ترفض التجاوب مع مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وقررت وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة اعتبارا من أمس الأحد.
بينما تؤكد "حماس" التزامها بالاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، وأكدت أن قرار منع المساعدات "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق".
اقرأ/ي أيضًا | كاتس: إسرائيل ستبدأ قريبا ببناء جدار على طول الحدود الأردنية
المصدر: عرب 48