أم الفحم: أجواء الحرب والجريمة والغلاء تغيب مظاهر العيد

مع قرب حلول عيد الفطر الذي كان يحمل دومًا أجواء الفرح والتكافل الاجتماعي، يخيم هذا العام الشعور بالحزن والقلق على مدينة أم الفحم، كما في العديد من البلدات العربية في البلاد، إذ أن الحرب المستمرة وما يرافقها من أزمات اقتصادية ونفسية وأمنية أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين، وانعكست على مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفطر.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
تلاحظ في أم الفحم أن الشوارع التي والمنازل التي كانت تتزين كل عام بزينة رمضان معدومة هذا العام كما العام السابق، والأسواق التي كانت تعج بالحركة تشهد تراجعًا ملحوظًا، بينما يسيطر التوتر على حديث الناس بفعل الحرب والجريمة وغلاء المعيشة، وبات المواطن يشتري الاحتياجات الأساسية فقط على الرغم من قرب حلول عيد الفطر، حسب وصف الأهالي.
وقال حكمت محاميد لـ"عرب 48" إن "رمضان هذا العام، وكذلك ورمضان الماضي، اختلفا تمامًا عن السنوات السابقة، إذ أننا نلاحظ غياب الإفراط في إعداد الموائد الرمضانية، على خلاف ما اعتدنا عليه سابقا، فكل شيء تغير مع الحرب. خلال جولتي في السوق رأيت على وجوه الناس ملامح الحزن، على الرغم من أننا لا نعيش حربًا مباشرة كما هو الحال في غزة، إلا أن تفشي الجريمة يؤرق كذلك حياتنا".

وأضاف أنه "في السنوات السابقة كانت المنازل والمحلات التجارية والشوارع تمتلئ بزينة رمضان، لكن هذا العام، حتى الأطفال لم يطلبوا تزيين المنزل كما كان في السابق، وهذا يظهر مدى تأثير الحرب على المواطنين".
وعن الأوضاع الاقتصادية، أشار إلى أنه "في مختلف اللقاءات يطغى موضوع الحرب والأوضاع الاقتصادية، فغلاء المعيشة يؤثر بشكل كبير على المواطنين، حيث باتت معظم الأسعار مرتفعة وهذا يضر الجميع، ولذلك عندما تدخل المحلات التجارية، تلاحظ أن المواطنين يشترون الاحتياجات الأساسية في ظل الغلاء".

ومن جانبها، قالت حنان أبو رضا لـ"عرب 48" إن "ظروف المواطنين الاقتصادية والنفسية ليست بأفضل حال، فالحرب المستمرة تلقي بظلالها على الجميع، وحتى على العائلات والمواطنين الذين لا يعيشون الحدث بشكل مباشر، إذ أن القلوب متعبة من هذه الأوضاع، وألاحظ أن العائلات تأثرت بشكل كبير. رمضان والعيد هذا العام يختلفان تمامًا عن السابق، ليس فقط بسبب الحرب إنما بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العائلات".
وأشارت إلى أن "حالة الحزن هذه تظهر على الأطفال أيضًا، إذ نلاحظ غياب أجواء الفرح، حتى أن عددا من السلطات المحلية قررت إلغاء الاحتفالات وعدم تنظيم مسيرات رمضان والعيد، كما كان في السابق، وهذا يظهر مدى تأثير الحرب على المواطنين في البلاد".

وقال الشاب أكرم الدريدي، صاحب بسطة لبيع المشروبات، لـ"عرب 48" إنه "نلاحظ التأثير على مستويين بدايةً بفعل الحرب ثم بفعل جرائم القتل المتفشية في المجتمع، وهذا أثر بشكل كبير على المواطنين. كما ألاحظ أن المواطنين يكتفون بشراء الاحتياجات الأساسية فقط، وهذا لم يكن في السابق".
وأكد أن "الحالة الاقتصادية سيئة، وهذا نشهده من خلال ضعف الحركة الشرائية على الرغم من قرب حلول عيد الفطر. كانت منطقة السوق تعج بالمواطنين في الأعوام الماضية، لكن بفعل الحرب والأوضاع الاقتصادية السيئة، ترى عدة مركبات ومعظم المواطنين يكتفون بشراء المستلزمات الأساسية".

وبدوره، قال أسامة أبو فول، صاحب محل لبيع الخضروات، لـ"عرب 48" إن "التأثيرات الخارجية، سواء بسبب الحرب أو الأجواء الأمنية المتوترة، جعلت الناس أكثر حرصًا في إنفاقهم، وأنا كصاحب محل ألاحظ أن الزبائن يشترون الضروريات فقط، والحركة الشرائية ضعيفة جدًا مقارنةً بالسنوات الماضية، على الرغم من أننا على أبواب عيد الفطر".
وأضاف أنه "بطبعي متفائل، لكن ما نراه لا يبشر بالخير، حيث أن الحزن يسيطر على الناس، والوضع الاقتصادي يزداد سوءًا عاما بعد عام، ولكن على الرغم من ذلك والأوضاع الصعبة، ما بعد الضيق إلا الفرج، وعلينا أن نبقى متفائلين على الرغم من كل شيء".
وتطرق إلى تأثير منع دخول العمال من الضفة الغربية إلى البلاد، مؤكدا أن "حملات الشرطة والعقوبات المفروضة على منع تشغيل العمال جعلتنا نواجه نقصًا كبيرًا في الأيدي العاملة، لذلك اضطررنا إلى تشغيل عمال آسيويين، لكن إنتاجهم أقل، وهذا أثر على سير العمل".
وختم أبو فول حديثه بالقول إنه "نأمل أن تتحسن الظروف وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت في السابق".
اقرأ/ي أيضًا | تجهيزات العيد في الناصرة والمنطقة: حركة شرائية نشطة وبهجة مفقودة
المصدر: عرب 48