أطلقت مجموعة شبابية من أم الفحم حملة شعبية لجمع مخالفات السير التي تلقاها أهالي المدينة خلال الأسابيع الأخيرة ولم يتم تسديدها، وذلك من أجل تقديمها للقضاء الإسرائيلي في محاولة لإغراق المحاكم بملفات تتعلق بمخالفات سير، ردًا على حملات الشرطة بحق المواطنين في مختلف أحياء المدينة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وعملت المجموعة الشبابية على إنشاء صفحة على الإنترنت، يتم من خلالها جمع تفاصيل الأشخاص الذين تلقوا مخالفات، وذلك في محاولة لتنظيم التوجه للمحاكم بغية الاعتراض عليها.
وتقوم الشرطة بحملات تحرير مخالفات سير واسعة في المجتمع العربي وأم الفحم، وهو ما وصفه أهالي المدينة بأنها حملات استفزازية، كون الشرطة تقوم بتحرير مخالفات على أبسط الأمور منها خدش في المركبات أو عدم نظافتها، ناهيك عن تأثير هذه الحملات على الأوضاع الاقتصادية والمحال التجارية نتيجة أزمات السير التي تسببها.
وقال الناشط الاجتماعي وأحد القائمين على الحملة، محمد أبو أسعد محاجنة، لـ"عرب 48" إن "فكرة الحملة جاءت من كمية المخالفات والحملات الشرطية في المدينة، إذ نلاحظ هذه الحملات كل عدة أيام وفي معظم الأحيان تكون بعد كل وقفة أو مسيرة أو نشاط وطني في محاولة لمعاقبة المواطنين، علمًا أن الشرطة قامت قبل يومين بتحرير مئات المخالفات في أم الفحم ووادي عارة في غضون يوم واحد".
وأضاف أن "تحرير مخالفات سير بهذا الكم الهائل بحق المواطنين ومنها على أمور غير معقولة، هو عقاب لأهالي المدينة من قبل الشرطة التي تجند المئات من عناصرها من أجل تحرير مخالفات وسط عروض وحملات تستهدف معظم أحياء المدينة وليس مداخلها فقط".
وذكر محاجنة "نبحث طوال الوقت عن طرق نضال جديدة رفضا لكل محاولات الإذلال المتبعة ضد المواطنين، ومن خلال هذه الحملة نحن نعمل بشكل قانوني وهدفنا الوصول إلى كل من تلقى مخالفات من أجل تقديمها إلى المحاكم، وبذلك نستطيع إغراق القضاء الإسرائيلي بقضايا صغيرة على مخالفات سير، وهذا يضاعف الضغط على القضاء ما يشكل ضغطا على المحاكم.
وتطرق إلى حشد قوات من الشرطة لتحرير مخالفات بالقول، إن "الشرطة نفسها التي تتدعي أنها لا تستطيع مكافحة الجريمة في المجتمع العربي بسبب نقص في أعداد عناصر الشرطة، تستطيع جمع الآلاف من عناصرها من أجل تحرير مخالفات سير بحق المواطنين في أم الفحم وسائر البلدات العربية. طبعا المخالفات تعود بالأموال ولكن مكافحة الجريمة لا يعود بذلك، ولهذا هي غير معنية بذلك".
وتحدث محاجنة عن التعاون والتجاوب من قبل المواطنين "هناك تعاون معين وبدورنا قمنا بتعيين محامين متطوعين من أجل العمل على الموضوع بشكل قانوني، كما قمنا بنشر رابط من أجل تعبئة تفاصيل المخالفات من أجل إرسالها إلى المحكمة".
وشدد على أنه "يجب على الأهالي عدم الإسراع في تسديد المخالفات ومن المهم التوجه للمحكمة، وذلك حتى نستطيع التأثير وكل مواطن بحاجة إلى مساعدة نحن على استعداد للوقوف إلى جانبه بكل ما يتعلق بالمخالفات".
وذكر الناشط الاجتماعي كمال إغبارية وهو من القائمين على الحملة، لـ"عرب 48"، أن "حملة جمع مخالفات السير وتقديمها للمحكمة هي رد على حملات الشرطة التي تقوم بها بالمجتمع العربي وتحديدا في أم الفحم، إذ أنه خلال الأيام الماضية شهدت المدينة حملة واسعة للشرطة وهذه حملة شعبية لإعلان رفضنا لذلك".
وأضاف أن "الحملة تتضمن جمع المخالفات التي تلقاها المواطنون، وبواسطتها يتم تقديم طلب للمحكمة بهدف خلق حالة من الرفض لهذه المخالفات".
وختم إغبارية بالقول إنه "في ظل غياب القوى والقيادة لحشد الناس لفعاليات تقليدية، وجب إيجاد خطة بديلة عملية بمجهود أقل ونتيجة إيجابية واضحة، ومثل هذه الخطوات تؤثر بشكل بكير، وخصوصا أن جهاز القضاء مليء بالملفات وجلسات المحاكمة، وهذا رد طبيعي على كل ما فعلته السلطات الإسرائيلية من قمع للمتظاهرين في ميادين التظاهر، ناهيك عن توحيد الصفوف شعبيا وإيجاد طرق بديلة لمواجهة التحديات والتصدي للعنصرية".
المصدر: عرب 48
