أهالي طمرة الزعبية: مشروع لشركة "تنوفا" بجانب البلدة ينذر بكارثة صحية

يعاني أهالي بلدة طمرة الزعبية في مرج بن عامر، شمالي البلاد، منذ أكثر من 20 عاما من مشروع برك المياه التابع لشركة "تنوفا" الإسرائيلية، والتي يتم تصريف مخلفات مياه صناعات الشركة بمجال الألبان والأجبان إليها.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وتنبعث من هذه البرك والمياه روائح كريهة تنتشر في البلدة وتحديدا مع ارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن تلوث الهواء وانتشار الجراثيم التي تسبب أضرارا صحية للأهالي وأخرى بيئية، ما يثير حالة استياء عامة لدى السكان.
أهالي طمرة الزعبية: مشروع لشركة "تنوفا" بجانب البلدة ينذر بكارثة صحية
التفاصيل: https://t.co/BufFDG3RFI pic.twitter.com/6a16E2Zz0f
— موقع عرب 48 (@arab48website) March 28, 2025
وفي حديث خاص لـ"عرب 48"، قال عضو اللجنة المحلية في طمرة الزعبية، خالد زعبي، إن "هذا المشروع مقام على بعد مئات الأمتار من قريتنا طمرة الزعبية منذ بدايات القرن الحالي، وهو عبارة عن برك واسعة لتصريف مياه ورواسب محلبة شركة تنوفا من الألبان والأجبان في المنطقة الصناعية (ألون تافور) وبشكل جزئي لمحلبة الشركة في منطقة تل يوسف، وأيضا عندما يكون أي فشل في عملية الإنتاج، ونتحدث عن عشرات آلاف اللترات، يتم ضخها في هذه البرك، وعند تجمّع هذه المواد العضوية تتشكل هناك بيئة حاضنة وممتازة لتكاثر وجمع كل أنواع البكتيريا".

وعن الأضرار الصحية والبيئية للمشروع، قال زعبي إن "تكاثر البكتيريا يؤدي لتلوث الهواء والأجواء، وهذا التلوث ينتج عنه عدة مشاكل صحية في جهاز التنفس ووصولا لأمراض مزمنة وصعبة وحتى أمراض قاتلة، فقد دفع سكان من البلدة حياتهم بسبب هذا التلوث، فضلا عن الجانب اليومي وبشاعة الروائح المنتشرة".
وأشار زعبي إلى أنه "كان باستطاعة الشركة إقامة هذا المشروع في منطقة أخرى دون أن تؤثر على أي سكان، لكنهم أقاموه بجانب بيئة لا تشتكي! بيئة أهلها مصنفون كدرجة ثانية".
وعن تعامل شركة تنوفا مع القضية، والحل على المدى القريب والبعيد، قال زعبي إنه "لعزل هذه المواد عن بعضها البعض وللحد من الأكسدة التي تؤدي لأن تكون بيئة حاضنة للبكتيريا وانتشار الروائح، يجب إضافة مواد كيميائية، وسعر هذه المواد مرتفع، لذا تتعامل الشركة مع القضية فقط عندما تتلقى الشكاوى، وعندما لا تصلها أي شكاوى لا توضع هذه المواد الكيميائية، وعن الحل على المدى البعيد فيجب نقل هذا المشروع كله من المنطقة، نحن لسنا مجبرين على دفع الثمن من صحتنا وحياتنا".

ومن جهته، قال أحد سكان طمرة الزعبية، هاني زعبي، لـ"عرب 48" إن "كل سكان البلدة يعانون من هذا المشروع، وعلى وجه الخصوص أنا وجيراني الذين نسكن بالجهة الغربية من البلدة. انبعاث الروائح الكريهة تسود في الأجواء وداخل المنازل حتى أننا لا نستطيع الجلوس في الخارج".
وعن الأضرار الصحية المباشرة الناجمة عن المشروع، قال زعبي إن "طفلتي لديها مشاكل في التنفس والقلب، وجزء منها بسبب التلوث الحاصل، ولا نستطيع أن نخرجها للجلوس خارج المنزل بسبب هذه الكارثة الصحية التي تحيط بنا، فضلا عن انتشار الحشرات بكثرة في البلدة ومحيطها بسبب المشروع. توجهنا إلى وزارة البيئة، لكن لا يوجد أي تجاوب".

وقال عضو اللجنة المحلية في طمرة الزعبية، عماد زعبي لـ"عرب 48" إنه "منذ إنشاء هذا المشروع، والبلدة تعاني من الروائح الكريهة المنتشرة، توجهنا إلى عدة جهات، لكن دون أي تحرك. حالة الاستياء عامة ولا تتوقف في البلدة، ونلحظ تجاهلا من قِبل المسؤولين والشركة بخصوص هذه القضية، وقد طفح الكيل".
وقال أحد سكان طمرة الزعبية، إبراهيم زعبي، لـ"عرب 48" إنه "حاولنا منذ بداية العمل على هذا المشروع توقيفه ونقله، وفعلا نجحنا بتوقيفه لمدة معينة، لكننا فشلنا في منع استكمال المشروع".

وأكمل زعبي أنه "منذ سنوات ونحن نحاول التوصل إلى اتفاق مع الشركة التي كانت تتذرع بمشاريع مماثلة خارج البلاد، وبأنه في ألمانيا يوجد نفس المشاريع في نطاق المدن، وقد قلنا لهم إن درجات الحرارة تختلف بين بلادنا وألمانيا والتي تعتبر عاملا أساسيا في انتشار البكتيريا والروائح الكريهة، وتحدثت معهم بشكل علمي ومهني كوني متخصص في مجال الجغرافيا، وتلقينا وعودا عديدة بإجراء بعض التغييرات التقنية والهندسية التي من شأنها الحد من الضرر، لكن حتى الآن دون جدوى".
وتوجهنا في "عرب 48" برسالة إلى شركة "تنوفا" للحصول على تعقيب على القضية، وفي حال ورود التعقيب سيُنشر على الفور.
اقرأ/ي أيضًا | بعد نضال مرير: قرار بوقف أعمال شركة الكهرباء بجانب قرية الناعورة
المصدر: عرب 48