أهالٍ من الناصرة لـ"عرب 48": زيارة بن غفير استعراضية وتداعياتها سلبية

أثارت الزيارة الاستفزازية التي قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، إلى الناصرة غضب وسخط المواطنين الذين عبروا عن عدم ترحيبهم به، وذلك في ظل استفحال جرائم القتل وأحداث العنف في المجتمع العربي والتي بلغت حصيلتها 63 قتيلا منذ مطلع العام آخرهم الشاب فرسان هيب من سكان المدينة الذي قتل ببلدة الرينة يوم الجمعة الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
واقتحم بن غفير الناصرة وسط تواجد المئات من عناصر وآليات الشرطة وبتغطية جوية بواسطة طائرة هليكوبتر، في إطار حملة شنتها الشرطة وسلطة الضرائب على عدد من المحال التجارية والمصارف في المدينة.
View this post on Instagram
وادعى بن غفير أن الحملة تأتي في "إطار محاربة العنف والجريمة والجهات التي تقوم بتمويل منظمات الإجرام وكل مظاهر مخالفة للقوانين في المجتمع العربي".
وتسبب الاقتحام أزمة سير خانقة في الناصرة التي تعاني بالأساس من أزمات سير بشكل يومي، وقد انعكس ذلك على تعطيل الحركة التجارية بالمدينة.

"زيارة استعراضية"
قال شفيق صفوري وهو صاحب محل في الناصرة، لـ"عرب 48"، إنه "لم يعط أحد اهتمام لهذه الزيارة، وخصوصا أنها مفاجئة ودون إعلان مسبق، ونرى أنها زيارة استعراضية بكل الجوانب ولن يكون لها أي انعكاس إيجابي على وضع المجتمع العربي السيئ من كافة الجوانب".
وأشار إلى أن "تحصيل الضرائب سيزيد العبء على المحال التجارية، وهذا ليس أمرا غريبا على بن غفير، فلم يأت منه أي شيء جيد للمجتمع العربي بل العكس".
"جوانب سلبية"

وذكر زاهر عودة من الناصرة، لـ"عرب 48"، أن "بن غفير إنسان مكروه عند العرب في البلاد، إذ جاء وأغلق البلد وأحدث أزمة مرورية، ولا نرى أي جانب إيجابي لزيارته إنما جوانب سلبية فقط".
وتابع أن "هذه الزيارة تأتي في إطار الاستعراضات والمسرحيات لا أكثر، ولا نتوقع أن يكون هناك أي أثر إيجابي وتحديدا في ما يخص العنف والجريمة".
"نهج مستمر من التحريض والاستفزاز"
وذكر سكرتير فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، عطية دراوشة، لـ"عرب 48"، أن "زيارة بن غفير للناصرة ليست أكثر من عرض مسرحي استعراضي، تهدف بالأساس إلى خلق ضجة إعلامية تخدم مصالحه السياسية الضيقة، وخصوصا في ظل فشله الذريع في إدارة ملف الجريمة والعنف بالمجتمع العربي. هذه الزيارة لم تأت بدافع المسؤولية أو الحرص على المواطنين، إنما ضمن نهج مستمر من التحريض والاستفزاز وهو نهج ملازم لبن غفير منذ دخوله إلى السياسة".

ولفت إلى أن "هذا الشخص بنى مسيرته على كراهية العرب والتحريض عليهم، وهو اليوم يحاول تصدير نفسه من جديد عبر مشاهد استعراضية مفرغة من أي مضمون فعلي. لا يمكن فصل هذه الزيارة عن السياسات العامة لوزارته وحكومة اليمين الفاشي التي هو جزء منها ويقودها نحو فاشية ودموية أكبر، والتي تعامل المجتمع العربي كعدو وليس كمواطنين يستحقون الحماية والعدالة. في الوقت الذي يقتل فيه الناس يوميا في بلداتنا يأتي بن غفير ليتحدث عن ’فرض النظام’ بينما هو في الحقيقة أحد أبرز أسباب الفوضى والعنف".
وأوضح دراوشة أن "هذه الزيارة ليس فقط لا تقدم أي حلول حقيقية، بل تعمق الإحباط وانعدام الثقة بين المواطنين والسلطات الرسمية، إذ أن المجتمع العربي لم يعد يصدق هذا الخطاب الفارغ ويعرف جيدا أن بن غفير بدل أن يحارب الجريمة وفر غطاء سياسيا للمجرمين، وما يهمه هو منع وتضييق الحيز السياسي للمواطنين العرب في الداخل واستمرار الجرائم في غزة ولا يعنيه القتل والإجرام في المجتمع العربي".

وأكمل أنه "في أي دولة تحترم نفسها ومواطنيها، وزير أمن قومي يفشل في الحد من الجريمة يتم إقالته من منصبه ومحاسبته أمام سلطات القانون، لكن في هذه الدولة يتم مكافأته وتصديره إلى المدن العربية وكأنه المنقذ، بينما هو في الواقع يكرس سياسة الإهمال والتمييز. بن غفير لا يحارب الجريمة بل يحارب الناس والضحايا بدلا من ملاحقة المجرمين".
وختم دراوشة بالقول إن "زيارته اليوم هي استمرار للحرب المفتوحة على المجتمع العربي، سواء عبر التحريض أو عبر السكوت الممنهج عن عنف منظم ومدروس، وهي جزء من سياسة عامة تسعى إلى ترويع الناس وفرض حضور أمني وهمي يهدف فقط إلى إرسال رسالة سياسية، وليس إلى خلق أمن حقيقي الذي يطوق الناس إليه".

"تغطية على فشله"
وقال رئيس كتلة الجبهة في المجلس البلدي ببلدية الناصرة، شريف زعبي، لـ"عرب 48"، إن "الزيارة تعبر عن رغبة بن غفير بالظهور الإعلامي، إذ أن وزير ’التيك توك’ يريد أن يظهر لكي يغطي على فشله في قضية الأمن والأمان".
وتابع "في النهاية نحن نحكم على الأفعال والنتائج، والتي حتى الآن تشير إلى فشل الوزير وكما نعلم أن قضية الجريمة تحتاج إلى قرار سياسي واضح لمحاربتها وليس فقط تصريحات".
هذا، وحاول "عرب 48" التواصل مع رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، للحصول على أقواله إلا أنه لم يتسن لنا ذلك، على أن نقوم بنشرها حال ورودها إلينا.
المصدر: عرب 48