أوجلان يعبر عن استعداده المساهمة في عملية سلام بين الأكراد وأنقرة
بيان ينقل عن زعيم حزب العمال الكردستاني قوله إن “لدي الأهلية والتصميم للقيام بمساهمة إيجابية” بالحضور إلى البرلمان التركي والإعلان عن حل الحزب مقابل إطلاق سراحه
مظاهرة في إسطنبول، العام 2018، تطالب بالإفراج عن أوجلان (Getty Images)
عبر زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، عن استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة، معتبرا أن تعزيز الأخوة الكردية – التركية هو “مسؤولية تاريخية”، حسبما نقل عنه اليوم، الأحد، حزب مؤيد للأكراد غداة لقائه في سجنه قرب إسطنبول.
وجاء في بيان لحزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” غداة زيارة نائبين عنه لأوجلان في السجن حيث يمضي عقوبة مدى الحياة، أن الأخير قال إن “إعادة تعزيز الأخوة التركية الكردية ليس مسؤولية تاريخية فحسب، وإنما هي مسألة عاجلة لكل الشعوب”.
وكانت وزارة العدل التركية وافقت، أول من أمس، على طلب تقدّم به حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بهذا الشأن. وكانت هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات لأوجلان المسجون منذ العام 1999.
وأتت الزيارة بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتشدد والمعادي لحزب العمال والشريك في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل الحزب الذي تصنّفه أنقرة “إرهابيا”، مقابل إطلاق سراحه. وتلقى الخطوة دعم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
ونقل البيان عن أوجلان قوله “لدي الأهلية والتصميم للقيام بمساهمة إيجابية في المثال الجديد الذي أطلقه السيد بهجلي والسيد إردوغان”.
وأضاف أوجلان أن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والأطراف السياسيين الآخرين، مضيفا أنه “على إثر ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية”.
من جهته، اعتبر الرئيس المشارك لحزب “المساواة وديمقراطية الشعوب”، تونجر باكيرهان، أن نداء أوجلان “فرصة تاريخية لبناء مستقبل مشترك”، وذلك في منشور على منصة “إكس”، مشددا على أنه “نحن على أعتاب تحول ديمقراطي محتمل في تركيا والمنطقة. والآن هو الوقت المناسب للشجاعة والاستبصار من أجل سلام مشرف”.
ورأى أوجلان أن الجهود المبذولة “ستأخذ البلاد إلى المستوى الذي تستحقه” وستصبح “دليلا قيما للغاية للتحول الديمقراطي. وقد “حان الوقت لتركيا والمنطقة لتنعم بالسلام والديموقراطية والأخوة”.
وحزب العمال الكردستاني مصنّف منظمة إرهابية في تركيا وفي الدول الغربية الحليفة لها، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واعتقل أوجلان، في 15 شباط/فبراير 1999، في نيروبي إثر عملية لقوات الأمن التركية بعدما أمضى سنوات هاربا. ونقل إلى تركيا حيث جرت محاكمته وصدر حكم بإعدامه.
ورغم عدم تنفيذ الحكم بحقه بعدما ألغت تركيا عقوبة الإعدام عام 2004، أمضى بقية حياته في عزلة داخل زنزانة في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة جنوب إسطنبول. والعديد من الأكراد يرونه بطلا.
وتأتي مبادرة الحكومة التركية حيال أوجلان بعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 كانون الاول/ديسمبر، إثر هجوم غير مسبوق للفصائل المعارضة. وتستهدف تركيا بانتظام المقاتلين الأكراد في شمال سورية والعراق.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إنه “لا يمكن السماح لمنظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية بالاحتماء في سورية”، بحسب ما أعلنت أنقرة.
وبحسب بيان حزب العمال الكردستاني، اعتبر أوجلان أن التطورات في سورية أظهرت أن التدخل الخارجي لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشكلة، وأن الحل لم يعد من الممكن تأجيله.
المصدر: عرب 48