أوكرانيا استعادت 50% من أراض استولت عليها روسيا
وزير الخارجية الأميركي يدعي أن الهجوم المضاد الأوكراني نجح باستعادة “نحو 50% من الأراضي التي استولت عليها روسيا في البداية”، رغم تأكيد مسؤولين في كييف وعواصم غربية أن الهجوم يمضي بوتيرة أبطأ مما كانوا يأملون.
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن أوكرانيا استعادت نحو 50% من الأراضي التي استولت عليها روسيا، مضيفا أن الهجوم الأوكراني المضاد سيستمر عدة أشهر.
وأضاف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية، اليوم الأحد، إن كييف “استعادت بالفعل نحو 50% من الأراضي التي استولت عليها روسيا في البداية”.
وأضاف “ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد. إنه قوي… لن ينتهي الأمر خلال أسبوع أو أسبوعين. نظن أنه سيستمر عدة أشهر”.
وعلى صلة، تعهدت أوكرانيا بـ”الرد” على موسكو بعد شنّها هجوما ليليا عنيفا بالصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية أدى إلى مقتل شخصين وتضرر كاتدرائية، في وقت التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو.
وأكد بوتين في هذا الاجتماع، وهو الأول بين الرئيسين منذ توسط لوكاشنكو الشهر الماضي لإنهاء التمرد المسلح لمجموعة فاغنر على القيادة العسكرية الروسية، بأن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها موسكو “مني بالفشل”.
وفي استكمال لضرباتها المكثّفة منذ أيام على مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، شنّت روسيا ضربات صاروخية ليل السبت الأحد، أدت الى مقتل شخصين وإصابة 22 بجروح بينهم أربعة أطفال، وفق السلطات الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن موسكو أطلقت “صواريخ ضد مدن مسالمة وضد مبان سكنية وكاتدرائية”، مؤكدا “سيكون هناك بالتأكيد رد انتقامي ضد الإرهابيين الروسيين من أجل أوديسا”.
وأضاف “سيشعرون بهذا الرد”.
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنه “في المجموع، استخدم العدو 19 صاروخا من أنواع مختلفة” منها “إسكندر” البالستية وأونيكس وكاليبير من البحر، مشيرا إلى إسقاط تسعة منها.
وأشارت إلى أن الصواريخ التي لم تتمكن دفاعاتها الجوية من التعامل معها، تسببت “بأضرار في البنى التحتية المرفئية” وأصابت “ستة أماكن سكن على الأقل بينها مبانٍ لشقق”، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وتقع مدينة أوديسا على البحر الأسود، وتعد استراتيجية للنقل البحري والإشراف العسكري على هذه البقعة المائية الحيوية. إلا أن المدينة تشهد منذ أيام زيادة في الاستهداف الروسي في أعقاب إعلان موسكو إنهاء العمل باتفاقية تصدير الحبوب.
واتهمت أوكرانيا روسيا بتركيز ضرباتها على أوديسا للحؤول دون استئناف محتمل لصادرات الحبوب.
من جهتها، تشدد روسيا على أن ضرباتها توجّه إلى أهداف عسكرية، وأكدت الأحد تدمير الأهداف المحددة في أوديسا.
وقال الجيش الروسي “شنت القوات المسلحة لروسيا الاتحادية ضربة ليلا (..) على منشآت تم فيها الإعداد لهجمات إرهابية ضد روسيا باستخدام قوارب مُسيّرة”، مؤكدا أنه “تم تدمير جميع الأهداف المحددة”.
وأتت الضربات الليلية على أوديسا بعد ساعات من هجوم بطائرات مسيّرة استهدف القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014، وأدى إلى انفجار مخزن ذخيرة وإجلاء سكان من المنطقة ووقف حركة السكك الحديد في شبه الجزيرة.
وكثّفت القوات الأوكرانية بدورها من الهجمات على القرم والجسر الحيوي الذي يربطها بالبرّ الروسي، مذ بدأت مطلع حزيران/ يونيو هجوما مضادا لاستعادة أراضٍ تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وعلى رغم الدعم الغربي بالعتاد والتجهيزات العسكرية من مختلف صنوف الأسلحة، أكد مسؤولون في كييف وعواصم غربية أن الهجوم يمضي بوتيرة أبطأ مما كانوا يأملون.
من جهتها، كررت موسكو الأحد التأكيد أن هذا الهجوم “فاشل”.
وخلال اللقاء بينهما في سان بطرسبرغ، توجه لوكاشنكو إلى بوتين بالقول: “لا يوجد هجوم مضاد”، ليردّ عليه الأخير “ثمة هجوم، لكنه مني بالفشل”.
وأكد بوتين في تصريحات متلفزة أن اللقاء مع حليفه لوكاشنكو “سيبحث بالطبع الأمن في منطقتنا”.
ومن المقرر أن تمتد المباحثات في قصر كونستانتينوفسكي يومين، وهي الأولى المباشرة بين الرئيسين منذ توسّط لوكاشنكو في حزيران/ يونيو لإنهاء تمرّد مسلّح لمجموعة “فاغنر” على القيادة العسكرية الروسية، انتهى باتفاق على انتقال عناصرها الى بيلاروسيا لقاء عدم ملاحقتهم وقائدهم يفغيني بريغوجين في روسيا.
وقال لوكاشنكو إن العناصر “يطلبون الاتجاه غربا، يطلبون مني الإذن (…) للذهاب في رحلة الى وارسو، الى جيشوف (في بولندا)”، مضيفا “لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا”، ليردّ بوتين بابتسامة.
ميدانيا، شهد السبت أيضا مقتل الصحافي الروسي في وكالة “ريا نوفوستي”، روتيسلاف جورافليف، جراء ضربة أوكرانية على منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، حسبما أعلن الجيش الروسي.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية مقتله بأنه “جريمة نكراء” نفذتها كييف مع سبق الإصرار، وحمّلت الغرب “المسؤولية” إلى جانب أوكرانيا، متوعدة بالرد على المسؤولين عن الهجوم.
وتقع منطقة زابوريجيا إلى الشمال من أوديسا، وتضم محطة للطاقة النووية هي الأكبر في أوروبا واحتلها الروس بعد بدء غزوهم في شباط/فبراير 2022.
ونقلت وكالة “تاس” عن مسؤول عسكري أن القوات الروسية صدّت “ثلاثة هجمات للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه رابوتينو” في منطقة زابوريجيا.
وأشار إلى أن القوات الروسية تمكّنت من “تدمير… دبابات وعربات للمشاة ومقاتلين” استخدمتهم أوكرانيا في هذه المحاولات الهجومية.
المصدر: عرب 48