أي عملية محدودة في لبنان قد تتطور إلى حرب
الجيش الإسرائيلي بات يرى أننا “نقترب من نقطة الحسم” وأن “أي عملية محدودة في لبنان قد تتطور إلى حرب شاملة”، ويعتبر أن العمق اللبناني يتحول تدريجيا إلى ساحة حرب؛ فيما يصادق على برنامج تدريبي لسلاح الجو لتعزيز جهوزية القوات للتصعيد.
يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حزب الله يسعى إلى تصعيد المواجهات الحدودية مع جيش الاحتلال عبر تنفيذ عمليات تسلل مقاتلين إلى المناطق الإسرائيلية من خلال منظمة “الجماعة الإسلامية”، بحسب ما أوردت صحيفة “هآرتس”، فيما حذّر من أن “العمق اللبناني يتحول إلى ساحة حرب” وأن أي “عملية محدودة في لبنان قد تتطور إلى حرب” شاملة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
يأتي ذلك فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، المصادقة على البرنامج التدريبي لسلاح الجو الذي استأنف تدريباته تدريجيا في الأسابيع الماضية، بعد أن كان قد جمدها على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار المواجهات الحدودية مع حزب الله منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال الجيش إن البرنامج التدريبي الجديد سيركز على تعزيز استعداد وجهوزية القوات الجوية لخوض حرب شاملة “على الجبهة الشمالية وجبهات أخرى”، و”الانخراط في قتال طويل الأمد من خلال تخطيط وتنفيذ النماذج العملياتية والسيناريوهات ذات الصلة بخصائص القطاعات والتهديدات المختلفة”.
وأفاد جيش الاحتلال بأن التدريبات ستتضمن “شن هجمات واسعة النطاق وبعيدة المدى، والتحليق في عمق أراضي العدو، واتخاذ قرارات في ظروف الحرب، كما سيتم إجراء تدريبات مفاجئة لمختلف الوحدات”. ويشمل البرنامج التدريبي “كافة تشكيلات سلاح الجو والمقرات العملياتية للقوات الجوية التي تقوم، بالتوازي مع إدارة الحرب، بعمليات الاستعداد المتواصل وتطوير التعليمات القتالية”.
وشدد الجيش على أنه “تمت ملاءمة البرنامج التدريبي بحيث لا يضر بمواصلة النشاط العملياتي في الحرب على قطاع غزة وبضمنها النشاط المشترك مع القوات البرية”.
“العمق اللبناني يتحول إلى ساحة حرب”
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن “حزب الله يحاول تنفيذ عمليات تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من خلال منظمة الجماعة الإسلامية، التي قتل سبعة من أعضائها الليلة الماضية، في هجوم للجيش الإسرائيلي في لبنان”.
وادعت المصادر أن الناشطين اللبنانيين “كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية داخل الأراضي الإسرائيلية”، ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن “عمق الدولة اللبنانية يتحول إلى منطقة حرب وحزب الله يخاطر بسبب محاولاته لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل”.
وزعمت المصادر أنه “في هذه المرحلة لا يوجد أي تهديد في المنطقة الحدودية لأنه تم صد حزب الله وقتل عناصره”، وادعى الجيش أنه “خلال الساعات الـ72 الماضية، قُتل 12 عنصرًا من حزب الله: خمسة من أعضاء الحزب وسبعة آخرين من تنظيم الجماعة الإسلامية”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سجل “110 عمليات إطلاق باتجاه إسرائيل خلال اليومين الماضيين”، وادعى أن “المنظومة الجوية لحزب الله قد تضررت”، واعتبر الجيش الإسرائيلي “أننا نقترب من نقطة الحسم”، مشيرا إلى أن “أي عملية محدودة في لبنان قد تتطور إلى حرب”.
ويرى الجيش الإسرائيلي أن الظروف الحالية غير مناسبة “للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله” يؤدي إلى استعادة الهدوء وخفض التصعيد، في حين شددوا في الوقت ذاته على أن صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان “يمكن أن يؤدي إلى اتفاق في لبنان كذلك”.
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، ذكر الجيش الإسرائيلي أن “العملات العسكرية في غزة يجب أن يكون مصحوبة بأنشطة سياسية، وأشار إلى أنه “حتى هذه اللحظة لا توجد تعليمات من المستوى السياسي لدخول رفح”. وعن عدوان الاحتلال المتواصل على مستشفى الشفاء، قال إن “هناك معلومات استخباراتية تفيد بوجود اثنين آخرين من كبار المطلوبين في المجمع والعديد من المطلوبين الآخرين الذين تم تحديدهم على أنهم مصادر معلومات مهمة في حماس”.
وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا، أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي وعشرات الشداء في لبنان.
تعزيز الجهوزية وتعميق الخطط الهجومية: دورة استكمالية لقيادة المنطقة الشمالية
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، أنه أنهى هذا الأسبوع دورة تدريبية في مقر القيادة الشمالية لقادة المنطقة الشمالية حول الاستعدادات في للجبهة الشمالية بقيادة قائد المنطقة، أوري غوردين، وبمشاركة قادة الفرق والألوية والكتائب في القوات النظامية وقوات الاحتياط، “الذين يشاركون في المعارك الدفاعية على الحدود الشمالية”.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أنه “خلال الدورة الاستكمالية قام القادة بدراسة مهنية متعمقة شملت الخطط العملياتية والإستراتيجية للمخططات الشمالية”. وشملت الدورة التي نظمتها قيادة الفرقة 36 محاضرات لاستخلاص العبر والاستفادة من تجربة قوات الفرقة التي اكتسبتها من المعارك التي خاضتها مع فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وذكر البيان أنه تم إجراء تعديلات على الخطط القتالية لتتلاءم مع الجبهة الشمالية؛ وخلال الدورات، استعرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، “التحديات الإستراتيجية والتقديرات بشأن مواصلة الحرب” في قطاع غزة، وإمكانية اتساعها لتشمل حربا شاملة على الجبهة الشمالية مع حزب الله.
وخلال الدورة، قال قائد المنطقة الشمالية، غوردين، للقادة المشاركين: “نحن في حالة حرب منذ ما يقرب من نصف عام، ولا تنتهي الحرب عند حزب الله فقط. نحن عملنا الليلة كذلك ضد ‘الجماعة الإسلامية‘، ونجحنا في تنفيذ عملية اغتيال ناجحة قضينا من خلالها على عدد كبير من الناشطين”.
وتابع “حزب الله بنفسه يقرر الرد هذا الصباح ضد كريات شمونة. إننا ننفذ هجمات كبيرة جدًا جدًا ضد حزب الله، وسوف نستمر ونكون عدوانيين من أجل إيذاء حزب الله ودفعه إلى الوراء وإيذائه بشكل كبير. ونحن عازمون على تغيير الوضع الأمني في الشمال حتى يتمكن السكان من العودة إلى مناطقهم بأمن وتعزيز شعورهم بالأمان”.
وأضاف “نحن، من جانب الآخر، نهاجم حزب الله، تنظيم حزب الله، بطريقة قوية وقوية للغاية، ونلحق أيضًا ضررًا كبيرًا بالمنطقة التي يعمل فيها. إذا أدركنا أنه سيتعين علينا أن نتحرك، فسنتحرك حتى لو كان ذلك الليلة، والاستعدادات قائمة بالفعل”.
المصدر: عرب 48