إبادة المدينة الفلسطينية من نكبة 48 إلى نكبة غزة
في الحلقة 163 من بودكاست “الميدان”، استضفنا الباحث عبد الله البياري للحديث عن موضوع “الإبادة المدينية” وتأثيراتها المتعددة الأبعاد على المدن الفلسطينية، مثل غزة ويافا. يوضح البياري أن مفهوم الإبادة المدينية يتجاوز مجرد تدمير المباني والهياكل الأساسية، ليشمل أيضًا محو الذاكرة الثقافية والاجتماعية، والتحكم في حركة السكان بهدف تغيير التركيبة السكانية للمدن. ويشير إلى أن هذا النوع من الإبادة يستهدف الجذور الثقافية والتاريخية للشعوب، مما يؤدي إلى تآكل الهوية الوطنية.
ويتناول الحوار أيضًا دور المدينة كظاهرة اجتماعية حيوية، وكيف أن التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى أثرت بعمق على المدن الفلسطينية بعد عام 1948. يتم التطرق إلى التغيرات التي طرأت على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدن، وكيف أن هذه التحولات قد أدت إلى تغييرات جذرية في طبيعة الحياة اليومية للسكان.
كما يتم التركيز على العلاقة بين المدن الفلسطينية والمدن العربية الأخرى، وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي سعى بجهود حثيثة لقطع هذه الروابط التاريخية والثقافية، بهدف عزل المدن الفلسطينية عن محيطها العربي الطبيعي. نناقش كذلك تأثيرات الحروب والنزاعات المستمرة على المدن، وكيف أن هذه الظروف القاسية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية داخل المدن، مما يفرض تحديات جديدة على السكان.
ويشدد البياري على أهمية الأمل والتحدي كوسائل لمواجهة هذه التحولات الكبيرة، ودور المدن في الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب. كما يشدد على أن المدينة ليست مجرد مكان للسكن والعمل، بل هي مركز للذاكرة الجماعية والتاريخ المشترك، وأن المحافظة على هذا التراث هو جزء لا يتجزأ من النضال من أجل العدالة والحرية.
المصدر: عرب 48