إحياء الذكرى الـ76 لمجزرة عيلبون
انتقل المشاركون في إحياء الذكرى بعد ذلك للمشاركة في القداس الخاص الذي أقيم بكنيسة “مار جريس”، بعدها نظمت مسيرة صامتة وصولا إلى النصب التذكاري لشهداء عيلبون أمام المقبرة المسيحية وسط البلدة القديمة.
جانب من إحياء الذكرى (عرب 48)
نظمت اليوم، الأربعاء، الذكرى الـ76 لمجزرة عيلبون التي ارتكبت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر و2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948 وراح ضحيتها 29 شهيدا، ثم تلا المجزرة ترحيل جماعي لأهالي القرية إلى لبنان قبل أن يسمح لهم بالعودة إليها بعد شهرين ونيف.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وانطلق مراسم إحياء ذكرى المجزرة بزيارة مقبرة المواسي ووضع أكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء عشيرة المواسي، وانتقل المشاركون في إحياء الذكرى بعد ذلك للمشاركة في القداس الخاص الذي أقيم بكنيسة “مار جريس”، بعدها نظمت مسيرة صامتة وصولا إلى النصب التذكاري لشهداء عيلبون أمام المقبرة المسيحية وسط البلدة القديمة.
وقال الأب ديمترويوس أبو زهير في كلمته بالقداس، إننا “ممتنون للشهداء في عيلبون الذين ضحوا من أجل بلدهم ووطنهم ونحن هنا بفضل تضحيتهم، وهذه الذكرى يجب أن يتم إحياؤها من كافة الشرائح العمرية في عيلبون وليس فقط من كبار السن، لأنها ذكرى تخص عيلبون أو نقول عيد يخص عيلبون على وجه الخصوص، ونحن في هذا القداس نترحم والعزاء أن النهاية لا تكون بالموت سيما وأننا نؤمن بالحياة بعد الموت”.
وذكرت ابنة الشهيد بديع زريق، بديعة زريق، في حديث لـ”عرب 48“، أن “المشاعر هذا اليوم أصعب خصوصا مع الأحداث في غزة، وهو ما يجعل من ذكرى استشهاد والدي أصعب. لن ننسى قتل والدي الذي كان رجلا مسالما ومحبا للبلدة، وقد بقينا في الوطن وآمل أن ينتهي العذاب في العالم وأن لا يتذوق أحد منه”.
وقالت ابنة الشهيد جريس حايك، جورجيت حايك، في حديث لـ”عرب 48“، إن “هذه الأيام وما يحدث في غزة يفتح جروحنا، إذ أنني ولدت من دون أب ولا أم، وقد تربيت تحت كنف أعمامي إلى أن كبرت وبحثت عن أمي، وكل يوم نشاهد ونرى هذه المجازر نسأل الله أن يهون عليهم وألا يعيش أحد هذا الألم”.
وذكرت ابنة الشهيد سمعان شوفاني وشقيقة الشهيد عبد الله شوفاني، جورجيت سمعان، أنه “عشت الفترة تلك والتهجير إلى لبنان، وأخي أخذوه من العائلة وتركناه قتيلا في عيلبون أثناء تهجيرنا وحينما وصلنا إلى كفر عنان كانت سيارة توزع الخبز، وصل والدي إلى السيارة فأطلقوا النار عليه، وعند محاولتنا الاقتراب هددونا بالقتل، فذهبنا وجاءت أختي من المغار إلى مكان استشهاد والدي وجلبت جثمانه للدفن في المغار. إنها أيام صعبة هذا الشهر وأتذكر فيها الصعوبات التي لا أتمناها لأحد”.
وقال رئيس مجلس محلي عيلبون، سمير أبو زيد، إنها “ذكرى مؤلمة لعيلبون هذا الفقدان والقتل غير المبرر لأهلنا المسالمين والأبرياء، ولكن لنتذكر أن تضحيتهم وراء ثباتنا وعودتنا إلى الوطن وعلى الأجيال الجديدة أن تعي وتتذكر هذه التضحية الكبيرة، والتي تشكل أثرا كبيرا في ذاكرتنا الجماعية كأهالي عيلبون. هناك قرى كثيرة هُجرت وعيلبون استطاعت العودة بوساطة دول غربية في حينه وبفضل صمود وتضحية الأهالي الذين عادوا وبنوا البلدة من العدم بإصرار ومساعدة أبناء شعبنا في البلدات القريبة”.
المصدر: عرب 48