إدارة بايدن تدرس إعادة تعريف المستوطنات بأنّها “مخالفة للقانون الدوليّ”
الإدارة الأميركية تبحث حاليًّا في كيفية “قلب قرار”، كان قد أوقف تعريف أن المستوطنات مخالِفة للقانون الدولي، بالنسبة للولايات المتحدة، وفق ما أورد تقرير إسرائيلي.
طفل نازح في غزة (Getty Images)
تدرس إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “تعريف” المستوطنات على أنها مخالفة للقانون الدوليّ، وذلك في ظلّ تصاعُد الدعوات في حكومة بنيامين نتنياهو، إلى الاستيطان في قطاع غزة، أو تهجير أهله، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة (“كان 11”)، مساء الأحد.
وكان وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، قد ألغى عام 2019، السياسة التي اتبعتها واشنطن، والمعروفة باسم “وثيقة هانسيل”، التي حدّدت على مدى 40 عاما أن المستوطنات مخالِفة للقانون الدولي، بالنسبة للولايات المتحدة. ولفتت هيئة البثّ إلى أن الإدارة الأميركية تبحث حاليًّا في كيفية “قلب قراره (القرار الذي اتُّخذ عام 2019)”.
ونقلت “كان 11” عن مصدر أميركيّ، أن “الولايات المتحدة لا تدعم احتلالا إسرائيليًّا لمناطق في غزة، أو إقامة مستوطنات جديدة في قطاع غزة”.
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الأميركية، “لم تنفِ” ذلك، وقالت في ردّها إن “توسيع المستوطنات يضرّ بحلّ الدولتين، ويسبب التوترات، ويضرّ بالثقة بين الجانبين”.
وكان تقرير صحافيّ في صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد أفاد بأن قادة المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية يُعدّون مخططا للعودة إلى الاستيطان في قطاع غزة. وبادرت إلى المخطط رئيسة الحركة الاستيطانية “نِحالا”، دانييلا فايس، التي تقود عملية إقامة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، مع رئيس “مجلس السامرة” لمستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان. ويتم تنفيذ مخطط الاستيطان في قطاع غزة من خلال السعي إلى كسب تأييد أحزاب وجهات خارجية لهذا المخطط، إلى جانب تجنيد الرأي العام الإسرائيلي، ورصد عائلات توافق على الانتقال للاستيطان في القطاع.
وتسعى حركة “نحالا” في هذه الأثناء وقبل انتهاء الحرب على غزة إلى “تطبيع” وجود مستوطنات مجددا في قطاع غزة لدى الرأي العام الإسرائيلي. “وفيما يتحدث داغان عن الاستيطان في شمال القطاع فقط، تشدد فايس على الاستيطان في القطاع كله”، وفقا للصحيفة.
ويقضي المخطط بعدم نقل مستوطنين من الضفة إلى القطاع، وإنما نقل سكان من جميع أنحاء إسرائيل، وخاصة من جنوبها، للاستيطان في القطاع. وعُقدت لهذه الغاية اجتماعات في أسدود وسديروت، تخللها إبحار بقوارب مقابل شواطئ القطاع. وعقدت فايس “حلقات بيتية” في فندق في القدس لسكان تم إجلاؤهم من سديروت، في بداية الحرب الحالية.
وبحسب المخطط، فإن “نوى الاستيطان هي عمليا التي تخرج هذه الرؤية إلى حيز التنفيذ. وينبغي أن تكون مستعدة ليوم التنفيذ وأن يصل أفرادها حاملين عتادهم ومعداتهم للاستيطان في نقاط الاستيطان. وبإمكان حدث حزبي، أمني أو سياسي أن يدفع هذه العائلات. والتجربة التاريخية تدل على أن هذه الأمور تحدث بسرعة، وأحيانا بسرعة فائقة، مثلما حدث في حالة البؤرة الاستيطانية العشوائية إفياتار”، حسب الصحيفة.
وأوردت صحيفة “واشنطن بوست”، الأحد، أن “بايدن وكبار مساعديه يقتربون من القطيعة مع نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب على غزة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، أن “إدارة بايدن لم تعد تنظر إلى نتنياهو على أنه شريك يمكن التأثير عليه حتى في السرّ”.
المصدر: عرب 48