إرهاب المجرمين يصل المدارس في باقة الغربية
يرى قياديون وناشطون أن “ما يحصل في مدينة باقة الغربية خصوصا والمجتمع العربي عموما، هو بفعل سياسة ممنهجة يقف من خلفها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وذلك في محاولة لشرذمة المجتمع العربي”.
باقة الغربية، اليوم (عرب 48)
تتنوع سبل وأساليب ترهيب المواطنين في المجتمع العربي من قبل عصابات الإجرام عموما، وفي مدينة باقة الغربية بشكل خاص، حيث تم تفجير عبوة ناسفة بسيارة مدير مدرسة ابن الهيثم الثانوية في باقة الغربية، زياد أبو مخ، الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتله على الفور.
واقتحم مسلح ملثم، صباح اليوم الثلاثاء، مدرسة ابن الهيثم خلال تواجد المئات من الطلبة وطواقم التدريس في ساحة المدرسة. وقالت البلدية إن رئيس البلدية، رائد دقة، تعرض أثناء استقباله للطلاب لمحاولة ترهيب واعتداء من قبل أحد المسلحين الذي كان على مقربة منه.
وسادت حالة من القلق والخوف بين الطلاب والهيئة التدريسية بسبب ما حدث، في حين لا تزال مدرسة ابن الهيثم تمر في حالة من الصدمة، في أعقاب مقتل مديرها المربي زياد أبو مخ.
ويستدل من المعطيات والإحصاءات المتوفرة أنه قتل منذ مطلع العام الجاري 10 أشخاص في باقة الغربية، وذلك في جرائم إطلاق نار وتفجير مركبات بعبوات ناسفة.
ومنذ مطلع العام، قتل 197 مواطنا في المجتمع العربي، بينهم نساء وفتيان دون سن 18 عاما، في جرائم مختلفة، تشمل إطلاق نار وطعن وتفجير مركبات.
وقال عضو اللجنة الشعبية في باقة الغربية، إبراهيم مواسي، لـ”عرب 48” إن “ما يحصل في مدينة باقة الغربية خصوصا والمجتمع العربي عموما، هو بفعل سياسة ممنهجة يقف من خلفها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وذلك في محاولة لشرذمة المجتمع بشكل أكبر”.
وفي سياق، محاولة الاعتداء على رئيس بلدية باقة الغربية في مدرسة ابن الهيثم، قال مواسي إن “ما حصل خطير جدًا من خلال الاعتداء على حرمة المدرسة وعلى رئيس بلدية باقة الغربية الذي يعتبر رمزًا من رموز المدينة وأيضًا من القيادة المحلية، هذا تعد خطير جدًا فاق كل الحدود”.
وأضاف أن “الاعتداءات على كل المواطنين هي خطيرة وليس فقط على الرموز، كل مواطن حياته مهمة، وهو مهم بالنسبة لنا، والاعتداء على المواطنين مرفوض جملةً وتفصيلا”.
وعن الخطوات التي من الممكن أن تتخذ للضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل القيام بعملها وعدم التقاعس في مكافحة الجريمة بالمجتمع العربي، أوضح مواسي أن “هناك العديد من الخطوات التي ندرسها من أجل الضغط على السلطات الإسرائيلية في ظل تفشي الجريمة وتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن دورها في محاربة الجريمة بالمجتمع العربي، إذ أنه من الخطوات التي ندرسها إغلاق شارع 6 الذي يعد شريانا حيويا، بالإضافة إلى إغلاق مداخل ومخارج المدينة، وذلك في محاولة للضغط من أجل التحرك”.
وختم مواسي حديثه بالقول إن “المطلوب تنظيم أنفسنا لحماية أهلنا، في ظل تقاعس السلطات الإسرائيلية عن محاربة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي”.
وقال رئيس لجنة إفشاء السلام في المثلث الجنوبي، الشيخ خيري إسكندر، لـ”عرب 48” إن “ما يحدث تجاوز للخطوط الحمراء وقد بلغ السيل الزبى. لم نكن نعتقد في يوم من الأيام أن يقتحم مقنع مدرسة أمام الطلاب والمعلمين، ويقوم بما قام به اليوم، تجاه رئيس البلدية”.
وعن المؤسسة الإسرائيلية، قال إنه “من الواضح أن المؤسسة الإسرائيلية لن تعمل من أجل كبح هذه الجرائم في بلداتنا العربية، هذه الظاهرة الخطيرة اجتاحت كل البلدات العربية، ومن المهم أن نقف صفًا واحدًا أمام هذه الظاهرة، حتى نتمكن من القضاء عليها، ومن الضروري اتخاذ خطوات جديدة”.
وقال الناشط إياد مواسي لـ”عرب 48” إن “الدولة والشرطة تستطيعان القضاء على الجريمة في باقة الغربية خلال شهر، ولكنها للأسف الشديد غير معنية بذلك وتريد أن تبقى الجريمة في مجتمعنا”.
وعن الحلول لمكافحة الجريمة شدد على أنه “يتوجب علينا أخذ المسؤولية كمجتمع، ومن الضروري على كل قيادات البلدات العربية من أئمة مساجد ورؤساء وأعضاء سلطات محلية وكل المسؤولين إيصال رسالة للأهالي بعدم استقبال أية شخص من عصابات الإجرام والعائلات الإجرامية أيضًا”.
وأضاف أنه “يجب على المحامين عدم التعامل مع العصابات الإجرامية، ومن الضروري والواجب فضح كل من يتعامل مع المجرمين، وننوه أننا نتحدث عن سماسرة الأراضي والمحامين غير الشرفاء، وليس المحامين الذين نشهد لهم بالمواقف المشرفة”.
وأكد أن “عدم التعامل مع هذه العصابات والشخصيات، يردعهم ويجعلهم يتراجعون عن أفعالهم، إذ أن نبذهم يؤدي إلى الردع، ومن المهم على الجميع من قيادات ومحامين ورؤساء سلطات محلية وأئمة مساجد الالتزام بذلك، حيث أن هذه العصابات بحال سكنت في بلدات يهودية لا تقوم بذات الأفعال، لأنه هناك يطبق القانون وبالتالي يتوفر الردع”.
وختم مواسي حديثه بالقول إن “السلطات الإسرائيلية تستطيع القضاء على الجريمة بسهولة. من يعرف أين يسكن عالم أو شخص في إيران ليس صعبًا عليه القضاء على مجرمين هنا مع ترك أدلة وبراهين، وتوفر كاميرات للرقابة في الشوارع، ولكن السلطات غير معنية بالقضاء على الجريمة في المجتمع العربي”.
المصدر: عرب 48