إسرائيل تبدأ توغلا بريا محدودا في لبنان وسط قصف مدفعي مكثف
إسرائيل تبدأ توغلاً بريًا محدودًا في جنوب لبنان وسط قصف مدفعي مكثف، وتعلن الخارجية الأميركية عن عمليات تستهدف مواقع حزب الله. يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع الكابينيت الإسرائيلي لبحث التصعيد المستمر والضغوط الأميركية لتجنب حرب إقليمية شاملة.
أفاد شهود عيان، مساء الاثنين، بسماع أصوات تحرك آليات عسكرية من جهة بلدة “آبل القمح” مقابل منطقة الوزاني الحدودية جنوبي لبنان، وسط قصف مدفعي إسرائيلي مكثف للمنطقة الحدودية، في ظل التقارير عن بدء التوغل البري الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأعلنت الخارجية الأميركية أن إسرائيل “تنفّذ حاليا عمليات محدودة تستهدف حزب الله داخل الأراضي اللبنانية”. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، لصحافيين “هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود”.
جاء ذلك بُعيد إعلان الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، إقامة منطقة عسكرية مغلقة في جزء من المنطقة الحدودية مع لبنان، بما في ذلك المطلة ومسغاف عام وكفار غلعادي، فيما انسحب الجيش اللبناني من نقاط المراقبة المتقدمة عند الحدود مسافة 5 كيلومترات إلى العمق اللبناني.
وفي ظل التقارير حول بدء التوغل البري في لبنان، يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) في هذه الأثناء، لمناقشة الخطوات المقبلة في إطار تصعيد الهجمات على لبنان؛ والمحور الرئيسي في مناقشة الكابينيت هو “كيفية تحقيق أهداف الحرب وإعادة السكان إلى منازلهم دون الانزلاق إلى حرب شاملة”.
وذكرت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي يعرض على الكابينيت “سلسلة من خطط العمل التي تم إعدادها مسبقًا، والتي يمكن تنفيذها فور اتخاذ القرار. هذه الخطط تتضمن سيناريوهات متعددة بمدد زمنية وأهداف مختلفة، بهدف استغلال الزخم الإيجابي الذي تحقق بعد العمليات الأخيرة في لبنان”.
وأضافت أن “الخطط العملياتية ترتبط بأهداف الحرب، وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم وتعزيز الشعور بالأمان. بما في ذلك تدمير مواقع حزب الله في القرى اللبنانية الحدودية، التي تنطلق منها معظم الهجمات على البلدات الشمالية، في إطار المساعي لإعادة السكان بأمان إلى منازلهم”.
ومن المتوقع أن يعقد اجتماع آخر بعد الكابينيت يشمل مداولات مغلقة لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو،وهذا تحت ضغط أميركي للتوصل إلى تسوية سياسية وتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل الأزمة بين واشنطن وتل أبيب بعد تنكر إسرائيل للإعلان الفرنسي-الأميركي عن محادثات للتوصل إلى تسوية.
وبحسب القناة 12، أجرى مسؤولون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، محادثات مع جهات أميركية، شددوا خلالها على أن العمليات العسكرية المتصاعدة “تهدف إلى تهيئة الظروف للوصول إلى تسوية سياسية في المستقبل، مع استغلال الفرصة الحالية”.
وأفاد مصدر في الجيش اللبناني بأن “قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى عند الحدود الجنوبية”. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين إن قوات اليونيفيل لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.
وفي وقت سابق الإثنين، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي رفيع أن إسرائيل تخطط لعملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبا. وأضاف المسؤول أن نطاق العملية سيكون أصغر من حرب إسرائيل على لبنان في عام 2006، زاعما أنها ستركز على بنى حزب الله التحتية على طول المنطقة الحدودية، في إشارة إلى نقل الشريط الأمني من المناطق الإسرائيلية التي تم إخلاؤها إلى الجنوب اللبناني.
أفادت تقارير إسرائيلية بأن الهدف من الاجتياح البري للجنوب اللبناني هو السيطرة على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وإبعاد قوات حزب الله وتفكيك بنيته التحتية في القرى والبلدات اللبنانية الجنوبية. كما تسعى السلطات الإسرائيلية إلى إنشاء شريط أمني يمتد حوالي 12 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية.
المصدر: عرب 48