إسرائيل تجد صعوبات باستهداف قادة الحوثيين
توجه من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي لإنشاء تحالف أوسع بكثير من التحالف الحالي ضد الحوثيين، وذلك عبر مضاعفة الهجمات ضد البنى التحتية والتنظيمات المسلحة باليمن، بما في ذلك استهداف شخصيات بما في ذلك استهداف شخصيات بارزة من الحوثيين.
تحديات كبيرة أمام إسرائيل بالحملة العسكرية ضد الحوثيين (Getty Images)
تجد إسرائيل صعوبات في استهداف قادة الحوثيين، بينما تضع الهجمات التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع البنية التحتية في اليمن، تل أبيب أمام تحديات متعددة والتي من شأنها أن تطيل المواجهة بين إسرائيل وجماعة الحوثي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
تأتي هذه التقديرات، في وقت أكد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، أن مهاجمة البنية التحتية الوطنية في اليمن كجزء من الحملة ضد الحوثيين هو الخيار الأفضل، على ما أفاد الموقع الإلكتروني “واللا”، اليوم الأحد.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن بناء بنك من الأهداف لمهاجمة الحوثيين يمثل تحديا كبيرا لإسرائيل، خصوصا أن قيادة الحوثيين تختبئ ولا يمكن تعقبها أو جمع معلومات استخباراتية عنها.
وحيال ذلك، أوعز رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، بالاستعداد لسيناريوهات متطرفة، فيما قدرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه بدون تحالف واسع وهجمات مكثفة ستكون هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية طويلة.
وتحدث العديد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في جلسات مغلقة مؤخرا، عن الصعوبات التي تواجه إسرائيل في شن هجمات على أهداف ومواقع للحوثيين في اليمن.
ورجحوا أن الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن ستكون أطول مما كانوا يعتقدون، ولتحقيق الردع هناك حاجة إلى عدة إجراءات أبرزها: تسريع عمليات جمع المعلومات من قبل مختلف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، عن الحوثيين، وخلق مجال جديد من الخبرة باليمن وجماعة الحوثي في منطقة جغرافية بعيدة جدا عن حدود إسرائيل.
وذكر الموقع الإلكتروني أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي “أمان”، تحت قيادة اللواء شلومي بيندر، شرعت بالفعل في هذه المرحلة بعدة إجراءات لإنشاء وحدة مستقلة لتجميع المعلومات ورصد تحركات ونشاطات للحوثيين، بما في ذلك جمع المعلومات بمساعدة جيوش وأجهزة استخبارات أجنبية لها مصلحة مشتركة ضد الحوثيين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك توجه من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي لإنشاء تحالف أوسع بكثير من التحالف الحالي ضد الحوثيين، وذلك عبر تعزيز ومضاعفة الهجمات ضد البنى التحتية الوطنية في اليمن، والبنى التحتية التي تدعم التنظيمات المسلحة في اليمن، بما في ذلك استهداف شخصيات بارزة من جماعة الحوثي.
يأتي هذه التوجه للمستوى السياسي الإسرائيلي لتوسيع التحالف ضد الحوثيين، كون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تجد تقييدات وصعوبات في تحديد ما وصفته “أهداف عالية الجودة” في اليمن، مثل الأهداف العسكرية واستهداف قادة الحوثيين.
ويؤكد مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي أن مهاجمة البنية التحتية الوطنية في اليمن في إطار الحملة ضد الحوثيين هو الخيار الأفضل، لكن يفضلون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية استهداف قادة التنظيم ومقدراته بشكل مباشر.
لكن بحسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى الجيش الإسرائيلي، فإن كبار قادة التنظيم يختبئون في الكهوف، لذلك من الصعب العثور عليهم، وهو نموذج يذكر بأنماط عمليات تنظيم القاعدة في أفغانستان، بحسب الموقع الإلكتروني.
في غضون ذلك، وخلال المناقشة التي جرت في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قدم عدد من الجنرالات في الجيش الإسرائيلي موقفا واضحا ينص على أنه بدون الإضرار بسلسلة التوريد الخاصة بالحوثيين وبدون إجراءات مضادة تستهدفهم، لن يكون من الممكن تحقيق الهدف المنشود بردعهم عن مهاجمة إسرائيل، وذلك على عكس نهج رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي دعا إلى مهاجمة إيران من أجل التأثير على الحوثيين.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي للموقع الإلكتروني “واللا”: “الحوثيون منظمة مستقلة. لن يوقفوا نشاطهم ضد إسرائيل إذا هاجموا إيران. وقد ثبت مؤخرا أنه حتى عندما تطلب منهم إيران التوقف، فإنهم لا يستمعون حقا. لذلك، ومن أجل تحقيق نتيجة، عليك ضرب الحوثيين”.
وفي نفس الوقت الذي تم فيه التحضير للهجوم ضد الحوثيين، أصدر رئيس الأركان هاليفي، تعليماته بالاستعداد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات الإضافية مثل محاولات الحوثيين تنفيذ هجمات من البحر على السفن والشواطئ.
ووجه هاليفي في الوقت نفسه التعليمات من أجل توثيق التعاون مع الجيش الأميركي والإشادة بمساهمته في اعتراض الصواريخ.
المصدر: عرب 48