إسرائيل تدعي أنها “تحتوي التصعيد عبر التصعيد” وواشنطن “قلقة” من حرب شاملة
فيما يعترف المسؤولون الأميركيون بأن تأثير واشنطن محدود على القرار الإسرائيلي، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيلي على “درجات التصعيد” الممكن ضد حزب الله، وسط مخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة واندلاع حرب إقليمية شاملة.
الدمار الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة (Getty images)
قال مسؤولون أميركيون كبار إن واشنطن تأمل في “استخدام الضغط العسكري الإسرائيلي المتزايد على حزب الله للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح بعودة المواطنين إلى منازلهم على جانبي الحدود”، مع تصاعد “القلق” في البيت الأبيض من إمكانية نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، جاء ذلك ما نقل موقع “واللا”، اليوم الأحد، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ووفقًا للتقرير، فإن “تل أبيب وواشنطن تبحثان عن سبل لتحييد حزب الله عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ورغم الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مدى الأشهر الماضية، لم يوافق حزب الله على أي اتفاق يوقف قتاله مع إسرائيل قبل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وفي اليومين الأخيرين، تزايدت المخاوف من احتمال تحول النزاع إلى حرب شاملة قد تشمل المنطقة بأسرها، نتيجة التصعيد الإسرائيلي”.
وحمّل حزب الله إسرائيل مسؤولية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أدى إلى استشهاد 39 شخصًا وإصابة قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح. كما اغتالت إسرائيل مسؤول العمليات في حزب الله، إبراهيم عقيل، وقائد العمليات العسكرية لوحدة الرضوان، أحمد وهبي، إلى جانب عدد من القادة الميدانيين في الوحدة، في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن استشهاد 45 شخصًا، منهم 16 على الأقل نعاهم حزب الله.
وادعى مسؤولون إسرائيليون أن “الضربات المتصاعدة ضد حزب الله في الأيام الأخيرة ليست بهدف إشعال حرب واسعة، بل هي محاولة لاحتواء التصعيد عبر التصعيد نفسه”، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن تل أبيب “تعتقد أن ممارسة مزيد من الضغط على حزب الله قد يدفعه إلى الموافقة على اتفاق دبلوماسي يعيد المدنيين إلى منازلهم في شمال إسرائيل، بغض النظر عن المفاوضات المتعثرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
وبحسب التقرير، أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ووزير الدفاع، لويد أوستن، ومستشارو الرئيس بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين، عدة محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت الماضيين، وعبّر المسؤولون الأميركيون عن “تفهمهم منطق السياسة الإسرائيلية ويوافقون عليها”، لكنهم شددوا على أن هذا يتطلب “توازن حساس ودقيق للغاية يمكن أن يخرج عن السيطرة بسهولة ويؤدي إلى حرب شاملة”.
“تأثير واشنطن محدود على القرار الإسرائيلي”
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن أحد الرسائل الأساسية في المحادثات التي أجراها المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم في تل أبيب “كان رغبتنا في إبقاء المسار الدبلوماسي مفتوحًا، لذا نفضل ألا تتخذ إسرائيل خطوات قد تعيق هذا المسار”، وكرروا مخاوفهم من أن عملية اغتيال عقيل والقيادات العسكرية في حزب الله، بالإضافة إلى الهجمات الإسرائيلية المتزايدة في لبنان “قد يدفعان الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى منعطف خطير قد يؤدي إلى حرب”.
ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن “الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أن مثل هذه الحرب لن تساعدها في تحقيق هدفها بإعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم على الحدود مع لبنان”، في حين أقر المسؤولون الأميركيون بأن تأثير الولايات المتحدة على القرارات العسكرية الإسرائيلية محدود، ولذلك يركزون على التوصل إلى تفاهمات مع القيادة الإسرائيلية بشأن “درجات التصعيد”.
وذكرت التقرير أن “إدارة بايدن طلبت من إسرائيل تجنب اتخاذ خطوات مثل اجتياح بري للبنان أو شن ضربات جوية واسعة النطاق على مناطق مدنية قد تؤدي إلى تصعيد النزاع إلى حرب وتدمير الجهود الدبلوماسية”، وفي هذا السياق، وقال بريت ماكغورك، مستشار بايدن، في مؤتمر بواشنطن يوم الجمعة: “لدينا خلافات مع الإسرائيليين حول التكتيكات وكيفية قياس خطر التصعيد. إنه وضع مقلق للغاية”، فيما أكد سوليفان، السبت، أن هناك “خطرًا حقيقيًا وجديًا” لاندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، وأن الولايات المتحدة تعمل على منع حدوث ذلك.
المصدر: عرب 48